البيض يرفض الفيدرالية، ويلوح بالكفاح المسلح، ويرحب بمساعدة إيران وأي مساندة دولية لفك الارتباط

السبت 17 أكتوبر-تشرين الأول 2009 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس- متابعة خاصة:
عدد القراءات 12435

أعلن نائب رئيس الجمهورية السابق، علي سالم البيض، "عزم الجنوبيين على استعادة دولة الجنوب ولو عبر النضال المسلح، إذا فرضت الظروف ذلك"، مؤكدا في حديثه عن إمكانية تحويل النضال السلمي إلى نضال مسلح:" لا نريد القتال، ولكن إذا تفاقم الوضع فإن الناس هم من سيتخلوا عن السلم مجبرين إذا فرض علينا شيء أسوأ مما يواجهنا به نظام صنعاء اليوم في نضالنا السلمي"، ملوحا في حواره – أمس الأول-المتزامن مع الذكرى الـ46 لثورة 14 أكتوبر-:"إلى أن الظروف يمكن أن تخلق شيء آخر يغير مجرى النضال السلمي- غير أنه قال أنهم في الجنوب لا يتمنون أن يضطرون إليه.

مبديا استعداده لقبول أي مساعدة دولية ومن أي دولة، بما فيها إيران وقطر، والمهم - حسب قوله-أن تصب في سبيل تحقيق مايصفه بـ«الاستقلال الثاني» للجنوب، بعد الاستقلال الأول الذي تحرر منه الجنوبيين من الاستعمار البريطاني في ثورة 14 أكتوبر 63م، التي يحتفل الجنوبيون اليوم بذكراها الـ46. كما قال.

وقال البيض في حديثه إلى قناة «عدن»، الناطقة باسم «الحراك الجنوبي» من لندن :"إن من يصفه بـ«شعب الجنوب انطلق على طريق الاستقلال الثاني، وإن القضية الجنوبية بدأت تطرح نفسها خارجياً، بفضل النضال السلمي الذي قال أنه سيؤتي ثماره طال الوقت أو قصر».

وكشف البيض المنفي خارج اليمن منذ حرب صيف عام 1994م -عن مراسلته الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، بخصوص القضية الجنوبية، مذكرا موسى -في الوقت نفسه- بتصريحات له تعود لعام 1994م عندما كان وزيراً لخارجية مصر قال فيها انه لا يجوز فرض الوحدة بالقوة.

وبينما طالب البيض -المقيم في النمسا منذ خروجه عن صمته في مايو الماضي ومغادرته عمان- بأن تكون الجامعة العربية وغيرها حكَماً «لفك الارتباط» سلميّاً مع الشمال، فقد قال أنه كان يتمنى من عمر موسى خلال زيارته الأخيرة لليمن أن ينزل إلى أرض الواقع ليشاهد الحال ومطالب الجنوبيين بنفسه، إذا ما سمحوا له القيام بذلك.

وأضاف البيض مخاطبا موسى والجامعة العربية:" أتمنى أن ينصفوا شعب الجنوب لأن الجامعة العربية تمثل سياسات دول وبعض الدول لها مصالح ولا يهمها مصالح الجنوب، وقال "أتمنى أن تخرج جهات محايدة وتستفتي أبناء الجنوب في الشارع لتعرف بالضبط ماذا يريدون".

داعياً من أسماهم بـ«العقلاء من العرب ودول الجوار لئلا يغفلوا عن الحالة التي تصيب الجنوب»، وقال «لدينا قرارات في مجلس الأمن وملف قضية الجنوب مفتوح ولم يغلق».

وبينما سخر من وصف الرئيس علي عبد الله صالح لمن يطالب بالانفصال كمن يرتد عن العقيدة، فقد هاجم البيض بشده النظام الحالي، قائلا أنه يعيش على الدجل، ويقود البلد إلى الفشل و"ليس لدينا ثقة في التعامل معه مرة أخرى"، وأضاف في رده على إمكانية قيام حوار وحكم فيدرالي في اليمن "المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين". وليس هناك إمكانية لقيام بذلك، مع هذا النظام الذي قال أنه "لا يفهم ولا يقبل"، كون الموجود حالياً ليس الوعاء المناسب للوحدة". وفق تعبيره.

وجدد البيض مطالبته بفك ارتباط الجنوب عن الشمال وترك الوحدة للأجيال القادمة،قائلا:"نريد فك الارتباط، وقد تأتي أجيال جديدة تقيم وحدة صحيحة، بناءاً على دراسات وأبحاث.

وعن الاتهامات المتعلقة بوجود القاعدة والحركات الجهادية المتشددة في محافظات الجنوب، وجهود الحراك في تفنيد هذه الاتهامات، أشار البيض إلى أنه "بعث برسائل متعددة للخارج تتعلق بالقاعدة والاتفاقيات وحكم الحزب الواحد الموجودة في النظام الحاكم، وقال: نريد أن نطمئن الجميع بأن الجنوب ليست أرضاً خصباً للقاعدة، ولدينا تجربة كافية لإدارة الدولة في الجنوب"، نافيا وجود أي رغبة لدى الجنوبيين في فتح أي توترات بالمنطقة. وأضاف: لن تستمر القرصنة في خليج عدن، بعد أخذنا الاستقلال، وسنقبل كل الاتفاقيات التي وقعت".

وقال البيض:" أن النظام القديم انتهى ونحن الآن كلنا حزب الجنوب لطرد من يصفه بالمحتل، من بلدنا ولا يمكن أن يعود النظام القديم -في اشارة إلى النظام الاشتراكي الذي حكم دولة الجنوب-و ولكون الأوضاع اختلفت اليوم.

وأبدى استعداداه لتقديم الأرواح من أجل فك الارتباط، وقال -في رده على إمكانية تحقيق ذلك :"أن الجنوب لن يتراجع عن هدفه مهما كلف الثمن ومهما كانت الصعوبات والتضحيات وأعداد الشهداء"،- فنحن وفق تعبيره-على استعداد لأن نقدم أرواحنا من أجل تحقيق ذلك"، مؤكدا أن الجنوب "حتماً سيحقق هذا اليوم" ، كون :"هذا الاحتلال- وفق توصيفه- ليس أقوى من الاحتلال البريطاني القادم من خلف البحار"، منوها إلى أن الجنوبيين قد سبق وأن دخلوا مع النظام في حربين قبل الوحدة".

ورحب البيض بجميع الجنوبيين المشاركين في السلطة وقال:" أن باب التوبة مفتوح، وهؤلاء إخواننا ونتمنى أن يتراجعوا، لأن من الصعوبة أن يعيشوا بعيداً عن أهلهم، وفي ظل النظام الذي يتعامل معهم كمقيمين وليسوا كمواطنين، واصفا مناصبهم بالشرفية، ومؤكدا أن كثيرا منهم سيأتي في نهاية المطاف. متمنيا أن يكونوا مع أهلهم ومهما فعلوا عفا الله عما سلف"- وفق توصيفه.

مجددا علي البيض اتهاماته لمايسميه بنظام صنعاء بالغاء الشراكة وإشهار الحرب ضد الجنوبيين، وتحويله إلى مزرعة لآل الأحمر"-وفق تعبيره.واصفا إياه بـ"الاستعمار المحلي المتخلف، والذي قال أنه :"يريد أن يجعل من الجنوب غنيمة حرب.

وفيما طالب قوى الحراك المتعددة، بمزيدا من التلاحم وتطوير أشكال النضال السلمي، فقد دعا إلى التلاحم والتوافق حتى طرد ما سماه بالاحتلال، مع إبقاء التعدد والرأي والرأي الآخر، كون صندوق الانتخابات هو الحكم في النهاية، و "كلهم أولادي. كمايقول.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن