رحيل المناضل قاسم كردة أحد أبرز القيادات الأمنية بعدن وأبين

الثلاثاء 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 الساعة 06 مساءً / مارب برس-د الخضر عبدالله
عدد القراءات 4881

 رحل أمس صاحب القلب الكبير العم (قاسم كردة ) عن عمر ناهز 93 عاماً مليئة بالنضال والكفاح من أجل الوطن. ونعته غالبية الشخصيات الدبلماسية و الأحزاب السياسية، في بيانات وتعزيات، مستذكرة مناقبه وتاريخه النضالي الطويل. كانت بداية حياة العم قاسم الطفولية في ممارسة رعي الأغنام والمواشي وكان يعيش حالة من الفقر والعوز الذي كان يتجرعه أكثر أهل منطقته، وهو من مواليد 1915م من منطقة القاع مديرية لودر محافظة أبين., .

نشأ وترعرع في كنف والده السيد / محمد كرده ، أحد شخصيات (( آل ديان )) ، وينتمي إلى أسرة ذات حضور اجتماعي كبير بين أوساط القبائل في المنطقة الوسطى بابين ، ولها دور تاريخي وحضور قبلي بين تلك القبائل ".

العم قام في جيش اللوبي (البوليس) وفي عام 56م التحق بصفوف قوات البوليس المسلح في عدن في نفس الفترة التي اُنشئ فيها جيش الليوي عام 1928م،ليحصل على رتبة ملازم في قوات

البوليس.وقد تزايدت قوات البوليس المسلح منذ تأسيسها وحتى عام 1947م , وهناك تعرف على بعض الشباب الذين أصبحوا في وقت لاحق من طلائع المناضلين ضد الاستعمار البريطاني وقد عرف بينهم بشغف للاستبسال والنضال ثم أنظم مع رفاقه لمواجهة لوجود المستعمر البريطاني.

صمود من اجل الاستغلال كان كردة أحد المشاركين في ثورة 14 أكتوبر 1963 ـ حيث أشار في حديثا معه عن ذكريات النضال، إلى أن الثورة انطلقت من قمم جبال ردفان الأبية، معلنة بدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني ولفت في حديثه " إلى أن ثورة 14 أكتوبر استمرت ضد الاستعمار وعملائه رغم ما تعرضت له من مؤامرة لإجهاضها، إلا أنها صمدت أمام تلك المؤامرات وامتدت لتشمل كافة مناطق الجنوب.

بعد خروج بريطانيا بعد ان مكث في قوات البوليس 15 سنة تم التحاقه إلى المصلحة العامة وهناك توالت عليهم قرارت الشيوعية وتطبيق منهجها التي كانت برئاسة عبدالفتاح اسماعيل فرض للانصياع لهذه القرارات بحجة انه مع القومية العربية فزح به السجن لعدم اتباع الاوامر .

قائد شرطة شقرة وفي عام 72م تم تعيين الوالد قاسم كردة كقائد لشرطة مدينة شقرة الساحلية حتى أحداث ( 86) الدامية التي حصدت الأخضر واليابس بعدها غادر من الجنوب إلى شمال اليمن لتكون موطنه ثاني وفي مدينة ( تعز ) تم تعيينه كنائب قائد لشرطة حوض الاشراف ,وظل مرابطاً في الشمال حتى عام 94م عودته إلى الجنوب في عام 94م عاد (كردة ) إلى جنوب اليمن مع طلائع قوات الشرعية وبعد شهور من العودة إلى عدن تم تعيينه نائب مدير شرطة دار سعد بمحافظ عدن حتى نال التقاعد في 2007م وعانى مع آخرين من معاش مهين .

حرب الحوثي وأثناء اجتياح مليشيات الحوثي لمدينة عدن ومع كبر سنه إلا انه ساهم صفاً بصف مع أبنائه الأبطال ( احمد - وبسام ) في مواجهة قوات الحوثي في منطقة دارسعد واستطاع مع بقية شباب ابطال عدن وخاصة دارسعد وعمر المختار بهزيمة تواجد عناصر الحوثي من المنطقة .

كلمته الأخيرة قبل وفاته يقول المناضل قاسم كرده اثناء وجودنا في منزله قبل وفاته :" نطالب كل الفرقاءالسياسين اليمنيين إلى حوار مبدأ شرعي هدفه الوصول إلى الحقيقة والرضاء والتسليم به ومهما كان لاي طرف اخر من وجهة نظر فهي تحترم لكي يقودنا هذا إلى مبدأ إحقاق الحق وهذا ما ننشده بين إخواننا اليمنيين وهو الذي يوصلنا إلى استقرار اليمن مهما تنازل طرف لآخر حتى نصل إلى صلب الحقيقة والخروج باليمن من النفق المظلم .

معاناته مع المرض وفي مطلع العام 2020م أصيب الوالد ( قاسم كردة ) بمرض الكلى حيث ظل يتنقل من مشفى إلى مشفى للعلاج وأكد الأطباء انه يعاني من السموم في جسمه نتيجة توقف وظيفة الكليتين , وكان هذا المرض سببا في وفاته بتاريخ 7 نوفمبر 2022م. وعاش العم قاسم وهو يتمنى ان يعيش الناس في رخاء واستقرار، حتى وهو على فراش مرض الموت- رحمه الله رحمة واسعة -