"هجوم غادر يضع الهدنة وجهود السلام على المحك".. حملة يمنية وتنديد دولي واسع عقب هجوم الحوثيين على تعز

الخميس 01 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - وحدة التقارير
عدد القراءات 1750

أطلق ناشطون يمنيون، خلال الساعات الماضية، حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #الحوثي_يصعد_في_تعز للتنديد بالهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي الانقلابية على جبهة الضباب غربي مدينة تعز، وما يقابله من صمت أممي.

وشنت مليشيات الحوثي، مساء الأحد وحتى صباح الإثنين، هجوما واسع النطاق على منفذ تعز الوحيد الذي يربط المحافظة المحاصرة بخارجها وذلك للسيطرة على خط الضباب وإطباق الحصار الكلي على ملايين السكان داخل مدينة تعاني ويلات الحصار القاسي منذ 2015.

وأسفر الهجوم، الذي اعتبره الناشطون "انتهاكاً مباشراً للهدنة وتحد حوثي لكل جهود السلام"، عن سقوط 10 قتلى من جنود الجيش اليمني وعدد من الجرحى فيما تكبدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وجاء الهجوم استباقا لمشاورات تعتزم الأمم المتحدة رعايتها في الأردن لبحث قرار وقف إطلاق النار، بالتزامن مع مزاعم أطلقها وفد مليشيات الحوثي بشأن امتناع الحكومة اليمنية عن حضور لقاءات الأردن.

تبديد آمال الحل

واعتبرت الحملة، ان "التعنت الحوثي والفشل الأممي يقضيان على الآمال في رفع الحصار عن تعز بحسب اتفاق الهدنة التي ولدت ميتة مثلها مثل اتفاق استكهولم، وان تجربة أكثر من 17 سنة تفاوض واتفاقات مع الحوثي تعزز ذلك"، مؤكدة ان "الحل العسكري يبقى هو الحل الأمثل لفتح منافذ المدينة ورفع الحصار الذي حول المدينة إلى سجن كبير، تسبب في مأساة إنسانية هي الأسوأ في العالم".

الصحفي والناشط السياسي، محمد الصالحي، قال: "فتح منافذ تعز وإنهاء حصار المدينة لا يحتاج إلى جلسات محادثات ورحلات سفر، وايضا لا تنتظروا من الأمم المتحدة التي تغض الطرف عن جرائم الحوثي طوال ٧ سنوات، ان تفك الحصار عن المدينة"، مضيفا: "انما يتطلب الأمر إرادة وموقف شجاع من مجلس القيادة والتحالف واطلاق عملية عسكرية واسعة لن تستغرق أكثر من اسبوع".

وأكد الصالحي في سلسلة تغريدات ضمن الحملة، رصدها "مأرب برس"، ان "مليشيا الحوثي الانقلابية بهجومها الاخير على جبهة الضباب، ومحاولتها إطباق الحصار الكلي على ملايين السكان داخل مدينة تعاني ويلات الحصار القاسي منذ 2015، بددت فرص التوصل لاتفاق لرفع الحصار المفروض على المدينة، كما انها بذلك الهجوم تسعى لوأد التحركات التي تنشد السلام ووضعها في مأزق حقيقي".

وبين انه وبعد هجوم الحوثيين على الضباب، برزت قضية فك حصار تعز كمقياس أساس لصمود الهدنة الأممية التي تم تمديدها للمرة الثانية وتضم بنودا خاصة بفتح طرق رئيسية إلى المدينة التي ترزح تحت وطأة حصار حوثي بشع منذ سبع أعوام".

وفي 2 أغسطس/ آب الجاري وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية، على تمديد الهدنة المتواصلة في البلاد منذ 2 أبريل/ نيسان الماضي، شهرين إضافيين.

ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار، وفتح ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.

وعلى الرغم من موافقة الحكومة اليمنية على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بناء على اتفاق الهدنة الذي رعته الأمم المتحدة، إلا أن الحوثيين رفضوا حتى الآن الموافقة على تنفيذ الشق المتعلق بفتح المنافذ حول مدينة تعز، كما هو دأبهم مع الكثير من الملفات الإنسانية التي يسعون لتعطيلها ما لم تصب في صالح أجندتهم السياسية والعسكرية.

الصحفي والناشط، محمد الحذيفي، قال ان "‏الميكانزما التي كونتها المليشيا الحوثية الإرهابية وتمكنها من الإستمرار في خروقاتها للهدنة الأممية الأساليب الإلتوائية والخداع والمراوغة وتماهي المبعوث الأممي الى ‎اليمن هانس غروندبرغ معها ومنحها الغطاء الأممي للإستمرار في ارتكاب الجرائم".

محاباة المجرم

أما الناشط، عادل الأحمدي، فقد اكد ان "الحوثي يحرص على استمرار الحرب وعدم الجنوح للسلام لأنه، أولا ومن حيث الأساس، وجد لمهمة كهذه لإيذاء لليمن والخليج، ولأنه ثانيا، يعتبر الحرب وسيلة لقمع التباينات والخلافات داخل صفوفه، وبالتالي يرى في السلام تهديدا أكيدا لسبب وجوده، وبداية لتحلل ميلشياته".

فيصل المجيدي‏، بدوره أكد ان "من المهم تزويد الجيش الوطني في تعز وفي كل الجبهات باسلحة نوعية لكسر الحصار بالقوة، وان غروندبورغ وليندركينج لن يفاوضا الا من أجل القول بان هناك عمل دبلوماسي نحج سياسيا دون اية نتائج حقيقة.. فقط الحسم هو من سيأت بالسلام".

من جانبه، قال الاعلامي عبدالله اسماعيل، ان "مايحدث في تعز، أقذر وأكبر عملية اختطاف رهائن، في التاريخ"، مشيرا الى ان "الميليشيا الحوثية الارهابية، تختطف سكان مدينة كاملة، تمارس عليهم التجويع والحصار والقتل والقنص اليومي والمبعوث الاممي يرعى الجريمة بالصمت ومحاباة المجرم".

اصيل السلقدي، هو الاخر أشار الى ان "الهدنة سبب بقاء الحوثي بمواقعه للآن ولو لا الهدنة لكان هو ومليشياته في خبر كان لكنه استكبر وجحد بنعمة هدنة تحميه ويشن هجمات تحت ظلها حتى انه لم يترك مجال لوصف عمله بخرق الهدنة لأن تصعيده الأخير قد يسقط مظلةالهدنة على رأسه وستبدأ نهاية قوم بطشوا وافسدوا بالبلاد".

واعتبر الناشط فهد ابن الذيب، ان "قطع طريق الضباب في تعز من قبل الحوثيين هدفه الحصار التام وقطع الشريان الوحيد لتعز لتحسين شروطه في مفاوضات الحل النهائي". منوها الى ان "ماحصل في تعز ليس خرق هدنة بل جريمة مكتملة الاركان وليس خرق هدنه ويجب ان يكون هناك موقف واضح من المبعوث الاممي تجاه هذه الجريمة".

تنديد واسع

ولاقى الهجوم الحوثي على الضباب، تنديد محلي ودولي واسع، حيث أعلنت الحكومة اليمنية فور الهجوم، ‏تعليق مشاركتها في المحادثات العسكرية المنعقدة مع مليشيا الحوثيين برعاية الامم المتحدة في الاردن حتى إشعار اخر.

وأكدت الحكومة اليمنية على لسان وزير خارجيتها احمد بن مبارك خلال لقائه المبعوث الأممي، ان الهجوم "يضع الهدنة القائمة والمبادرات والمساعي المبذولة لتوسيعها وتمديدها على المحك، ما لم تكن هناك مواقف حازمة ازاء هذه الممارسات".

رئيس البرلمان سلطان البركان، قال في لقاء له مع غروندبرغ، ان "الهدن المتتالية إن لم تكن جدية وموصله للسلام فلا قيمة لها والحوثي غير جاد في عملية السلام بدليل مئات الخروقات التي قام بها، وماحدث من هجوم عسكري على تعز بغرض إغلاق الشريان الوحيد".

وفي تعليقه، قال المبعوث الاممي الى اليمن، هانز غروندبرغ ان "هجوم الحوثيين على الضباب يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير"، معبرا عن ادانته الشديدة للهجوم". كما دعا الأطراف لاغتنام الفرصة التي تتيحها الهدنة المُمددة لإظهار الالتزام الكامل بإنهاء النزاع الذي طال أمده في اليمن ومعاناة شعبه.

وفيما عبر الاتحاد الاوروبي عن قلقه العميق ازاء الهجوم، اعتبر السفير الأميركي لدى اليمن يعتبر هجوم الحوثيين "انتهاكاً مباشراً للهدنة"، داعياً جميع الأطراف لمواصلة المشاركة الكاملة في لجنة التنسيق العسكرية.

2600 يوم حصار

ويرزح سكان مدينة منذ سبع سنوات تقريبا تحت حصار حوثي محكم، ومن خلال سياسة ممنهجة لقطع الطرقات ومنافذ الدخول إلى المدينة، وثقت تقارير حقوقية أكثر من 31 ألف انتهاك للحوثيين خلال 2600 يوم من الحصار المشدد الذي تفرضه المليشيات الانقلابية.

ووفقا للتقارير فإن 21 ألفا و676 مدنيا سقطوا ضحايا بنيران مليشيات الحوثي بما فيهم 3 آلاف و988 قتيلا بينهم 855 طفلا و458 امرأة. كما أصيب نحو 17 ألف و688 مدنيا بينهم أكثر من ألفي طفل وألفي امرأة، فيما تصدرت الألغام الأرضية المضادة للأفراد المحرمة دوليا للحوثيين في صدارة القائمة بواقع 2050 قتيلا وجريحا.

ورصدت التقارير اختطاف واعتقال المليشيات 1368 مدنيا وإخفاء قسري لـ175 مدنيا وتعرض 98 مدنيا لتعذيب وحشي أفضى إلى الموت أو الإعاقة الدائمة أو الجنون.

كما ارتكب الحوثيين 163 اعتداء على المدنيين وحرية الرأي والتعبير في المحافظة المحاصرة، فضلا عن تهجير قسري بحق 4 آلاف و50 أسرة من مختلف مديريات المحافظة. 

وترعى الأمم المتحدة منذ مايو/آيار الماضي مشاورات معقدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في الأردن لفك حصار تعز والتي دخلت مؤخرا تأزما شديدا عقب تعنت المليشيات.

ودفع ذلك مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن للتقدم بمقترح يضم فتح عدة طرق بما فيه طريق رئيسي إلى مدينة تعز التي تضم أكبر كتل البلاد كثافة سكانية، لكن ذلك لازال رهينة موافقة الحوثيين المدعومين إيرانيا.

ويقلل ناشطون يمنيون من حظوظ نجاح هذه المفاوضات، إثر تعنت مليشيات الحوثي لكنها قد تدفع ملف حصار تعز للمرة الأولى إلى رأس أولويات تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإيجاد عملية سلام لليمن.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن