الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني إعلان جديد للقيادة المركزية الأمريكية: صاروخ باليستي حوثي باتجاه خليج عدن وهذا ما حدث
تعد السوق السوداء أحد أهم مصادر التمويل التي تعتمد عليها ميليشيات الحوثي في اليمن، فهي تعمل منذ سنوات على توسيعها في مناطق سيطرتها، بافتعالها أزمات الوقود والغاز المنزلي وغيرها من حاجيات المواطنين.
ومفهوم السوق السوداء، هي اسواق بديلة افتراضية، تباع فيها احتياجات الناس، كمشتقات النفط، بأسعار خيالية تفوق سعرها الرسمي باضعاف، ويضطر المواطن في اغلب الأحيان للشراء بالسعر المرتفع ، وذلك لانعدام هذه المواد واختفائها من الاسواق الرسمية المفترض أن تباع فيها.
ومنذ انقلابهم على الدولة في اكتوبر من العام 2014 ، ازدهرت السوق السوداء في جميع المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، دون استثناء .
ويتوزع تجار السوق السوداء في كل المناطق ،فيما ينتشر بائعوا مشتقات النفط، على جنبات الطرق وشوارع المدن الرئيسية ،وفي الأرياف، بكل حرية.
وعمدت المليشيات الحوثية على توسيع السوق السوداء بغرض التكسب غير المشروع واثراء قيادات الجماعة ودعم جبهات القتال.
من يدير السوق السوداء؟
وتختلق سلطات الحوثي، الازمات على التوالي، ويتسبب ارتفاع اسعار المشتقات النفطية وشحتها وازدحام الناس امام محطات الوقود بانتعاش السوق السوداء، حيث يقابل انعدام مشتقات النفط في المحطات الرسمية؛ توفرها في السوق السوداء، ولكن بسعر كبير، وهذا فتح الباب واسعا امام المواطن الذي يتساءل حول من يقف خلف هذه الاسواق ومن يديرها؟.
في هذا السياق تؤكد مصادر محلية أن من يدير السوق السوادء ويتحكم بها هم قيادات حوثية كبيرة ومتنفذين، وهذا الأمر لم يعد خافيا على احد.
وترى المصادر أن من احد اسباب اطالة الحرب واستمرارها حتى اليوم هو تجارة السوق السوداء والاموال الطائلة التي تحصل عليها مليشيات الحوثي منها، فهذه القيادات تتغذى بالازمات.
صالح هبرة يفضح جماعته:
وعطفا على ما سبق يؤكد القيادي البارز واحد مؤسسي جماعة الحوثي، صالح هبرة،ان الحوثيين: "استغلوا الغاز المنزلي والبترول واحتكروا استيراده ليتحكموا بسعره ومنعوا حتى المهربين من محافظات أخرى لكي لا يتم ضرب سعر سوقهم السوداء لتكشف سواد قلوبهم وضمائرهم".
وأضاف في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، بعنوان "الحرب الربحية"، أن القيادات الحوثية لم تقدم لـ"لمواطن أي مصلحة طوال تلك الفترة ـ الحرب ـ ولم يرفعوا عنه عبئا من أعباء صعوبة الحياة، بل عملوا على استهدافه ومصادرة جميع حقوقه، وصادروا حرياته قطعوا مرتباته وتقطعوا للمساعدات التي تقدم له".
وقال هبرة الذي كان يشغل رئيس المكتب السياسي للحوثيين، إن الواقع أثبت بأن "الثماني سنوات" حرب يديرها تجار حروب ولا علاقة لها بمصلحة الوطن او المواطن، وأن الشعارات التي يرفعونها لاتعدو كونها شعارات مخادعة لتزييف وعي الشعب ومخادعته.
وتساءل هبرة : بالله عليكم هل تنتظرون من قادة هذا حالهم أن يقبلوا بوقف حرب مقابل أن يخسروا هذا كله؟!. ورد على تساؤله، بالتأكيد على أن أصحابه ـ القيادات الحوثية ـ "لن يقبلوا ـ وقف الحرب ـ وهم يجدون من يقاتل دفاعا عن مصالحهم هذه لو تستمر الحرب مئة عام لانهم لم يخسروا شيئا من استمرار الحرب.. يقدمون المساكين عند اللقاء وقودا للحروب ويتقدموهم عند العطاء وأخذ الغنيمة".
صور أخرى لفساد الحوثيين:
وفي صورة اخرى من صور الفساد الحوثي المتصلة بالوقود، ما اورده تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، الشهر الماضي حيث جاءت تجارة المشتقات النفطية كاحدى القطاعات التي تم ضخ أموال غير مشروعة فيها، الى جانب شركات الصرافة غير المرخصة رسميا، وسوق العقارات غير المنظم، والتهريب.
في سياق متصل بفساد الحوثيين، قالت الحكومة اليمنية على لسان وزير خارجيتها احمد عوض بن مبارك ان الحوثيين يتاجرون بمعاناة المواطنين باستغلالهم للهدنة المعلن عنها بداية ابريل الماضي.
واكد بن مبارك في تصريح لوكالة سبأ الحكومية الاسبوع الماضي، أن المليشيا الحوثية أثبتت من خلال الانتقائية في التعامل مع محاور الهدنة، أن أولويتها هي تحصيل الأموال لتمويل آلة الحرب وإثراء قادتها على حساب تعذيب الشعب اليمني.
وبحسب الوزير بن مبارك تجني مليشيات الحوثي 90 مليار ريال يمني من المشتقات النفطية التي تدخل عبر ميناء الحديدة، خلال شهري الهدنة (4-5) وتتهرب من الالتزام بدفع مرتبات الموظفين، وبالمقابل التزمت الحكومة بتسهيل دخول سفن المشتقات حسب الاتفاق وبصورة سلسلة.
دور للمواطن:
وبالعودة لظاهرة السوق السوداء يؤكد مراقبون ان المواطن يتحمل جزءا من مسئولية توسعها وانتشارها.
ويساهم المواطنون في مناطق الحوثي، بتعميق ازمات الوقود وغيرها من الاحتياجات الاساسية اليومية، من خلال حالة الهلع التي تصيبهم، وقيامهم بعد ذلك بشراء وتخزين كميات كبيرة من هذه المواد ،فضلا عن تحول بعضهم الى تجار في السوق السوداء.
وحول كيف يمكن للمواطن البسيط ان لا يساهم في انتشار السوق السوداء، وان يساعد في محاربة توسها، تفيد مصادرنا بأن المواطنين بيدهم عدة حلول ومعالجات لأزمات الوقود وغيرها من خلال امرين الاول يتمثل بالاضراب عن العمل، مثل سائقوا المركبات والمواصلات العامة، اما الامر الثاني هو الاحتجاج وتنظيم المظاهرات الرافضة للازمات المفتعلة وفضح سلطات الحوثي التي تتربح على حساب معاناة الناس.