موقف تاريخي من الصحراء ....لماذا طلبت إسبانيا ود المغرب وأغضبت الجزائر

الثلاثاء 22 مارس - آذار 2022 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 3823

 

في تغيير جذري غير مسبوق لموقفها، أعلنت الحكومة الإسبانية، يوم الجمعة، دعمها طرح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط كحل لقضية الصحراء.

وجاء في بيان للحكومة الإسبانية: "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم".

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمام الصحافيين في برشلونة بأن بلاده "تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة البوليساريو الذي دام لأكثر من ثلاث عقود.

قرار إسباني لاقى احتفاءاً كبيراً في المغرب، وأعاد الدفء إلى الجليد الذي تعرفه العلاقات بين البلدين, كما أنهى أطوار أزمة دبلوماسية قاربت أن تنهي سنتها الأولى، منذ اندلاعها على خلفية استقبال مدريد زعيم البوليساريو بهوية مزورة للعلاج على أراضيها.

على الجهة الأخرى، أثار القرار امتعاض الجزائر، التي تعد أكبر داعمي الجبهة ويصفها المغرب على أنها طرف في النزاع.

حيث احتجت على ما اعتبرته "انقلاباً مفاجئاً" في الموقف الإسباني، وسحبت احتجاجاً على ذلك سفيرها من مدريد للتشاور.

ضغط وجليد وسرعان ما أعادت الخطوة الإسبانية الحيوية إلى العلاقات بينها وبين جارتها الجنوبية، إذ أعلنت الخارجية المغربية، يوم الأحد، عودة سفيرتها إلى مدريد.

ونقلاً عن وكالة "إيفي" الإسبانية وتأكيداً منها للخبر، تعلق السفيرة المغربية كريمة بنيعيش على الأمر، قائلة: "إنه لمن دواعي سروري العودة إلى العمل في مدريد وتعزيز العلاقات بين إسبانيا والمغرب".

فيما تأتي بعد ما يقارب السنة من التوترات بين البلدين، والتي بدأت مع استقبال مدريد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي على أراضيها بهوية مزورة من أجل العلاج، والسماح له بالمغادرة رغم استدعائه من قبل المدعي العام الإسباني للتحقيق معه في تهم ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان.

ويرى مراقبون أن التغير الأخير في الموقف إزاء ملف الصحراء، جاء نزولاً عند الضغط المغربي على حدود مدينتي سبتة ومليلية شمال البلاد، إذ عرفتا منذ اندلاع الأزمة توافد آلاف المرشحين للهجرة السرية.

الأمر الذي خلف صداماً داخلياً إسبانياً، بين الحكومة الاشتراكية من جهة والمعارضة اليمينية التي لها قاعدة شعبية في المدينتين.

وما فتئ نواب حزب الشعب وحزب فوكس اليميني المتطرف يطالبون بإيجاد حل عاجل لما تشهده سبتة ومليلية.

وطالب نائب حزب الشعب آسيي أنتونا الحكومة الإسبانية، خلال جلسة برلمانية في 7 مارس/آذار الجاري، بأن "تحل أزمتها الدبلوماسية مع المغرب، والضغط عليه أكثر من أجل تكثيف إجراءات محاربة الهجرة السرية".

غضب جزائري وأثار تغير الموقف الإسباني غضب الجزائر، التي وصفته بـ "الانقلاب المفاجئ".

وجاء في بيان الخارجية الجزائرية الذي نشرته وسائل الإعلام الحكومية، أن السلطات الجزائرية "استغربت الانقلاب المفاجئ والتحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء".

ورداً على ذاك، أعلنت الجزائر، سحب سفيرها من مدريد للتشاور. وفسر المحلل والإعلامي الجزائري، حكيم بوغرارة، في حديث صحفي، الأمر بأن: "استدعاء الجزائر لسفيرها بمدريد، بعد إعلان الخارجية المغربية أن إسبانيا وافقت على مقترح الحكم الذاتي كحل للصحراء الغربية، هو رد فعل دبلوماسي لدراسة هذا التطور المفاجئ، دون سابق إنذار ".

فيما نفت إسبانيا أن يكون هذا القرار مفاجئاً لخارجية الجزائر، بل وأقرت بأن حكومة سانشيز قد أعلمت السلطات الجزائرية بموقفها قبل إعلانه. وقالت مصادر حكومية إسبانية مساء السبت إن "الحكومة الإسبانية أبلغت الحكومة الجزائرية مسبقاً بموقف إسبانيا بشأن الصحراء". TRT عربي