الانقلابيون يعاودون استهداف صنعاء «القديمة» لتغيير هويتها مناشدات لـ«يونيسكو» بالتحرك لإنقاذ المدينة التاريخية

الأحد 05 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 1699

 

 لم تمض سوى أسابيع قليلة على مصادرة الميليشيات الحوثية عشرات المنازل التاريخية في مدينة صنعاء القديمة وتحويلها لصالح أتباعها القادمين من صعدة بمبرر أنها متهالكة، إلا وعادت الجماعة مجددا لاستهداف ذات المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي، لكن هذه المرة عبر بوابة تنفيذ مشاريع أغلبها تحمل الصبغة الحوثية الطائفية.

وكشفت مصادر عاملة في وزارة الثقافة الخاضعة للسيطرة الحوثية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن مواصلة الانقلابيين الحوثيين منذ نحو أسبوع إجراء استحداثات وتغيرات واسعة بحق ما تبقى من معالم ورمزية مدينة صنعاء القديمة.

وأوضحت أن بعض التغييرات الحوثية تلك شملت كتابة وطباعة عشرات الشعارات تحوي عبارات مؤسس الميليشيات وزعيمها الحالي ووضعها على بوابات المدينة وممراتها ومعظم جدران منازلها. وأشارت المصادر إلى أن آلية الاستهداف الحوثي الجديد لأكبر مدينة تاريخية في اليمن تأتي بناء على مخرجات اجتماع عقدته قبل نحو 10 أيام قيادات في الميليشيات ترأسه كل من القيادي الحوثي المدعو عبد الله الكبسي المنتحل لصفة وزير الثقافة بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها والمدعو حمود عباد المعين من قبل الجماعة أمينا للعاصمة، وتضمن مناقشة ما سمته الجماعة تنفيذ مشاريع جمالية للمدينة.

وقالت إن الاجتماع خرج بآلية تنص على إجراء تغيرات واسعة لمداخل باب اليمن ومخارجه وإقامة مجسمات بالقرب من باب شعوب التاريخي وأخرى بعدد من ساحات ومنازل المدينة لها ارتباط بالفكر والمشروع الحوثي الدخيل على المجتمع اليمني. في غضون ذلك، حذر ناشطون ومثقفون وعاملون بمجال التراث من مساعي الجماعة الحالية والرامية لتجريف ما تبقى من معالم ورمزية مدينة صنعاء القديمة واستبدالها بوسطة أخرى مستوردة من الحوزات الإيرانية.

وذكر البعض منهم أن الميليشيات تواصل منذ انقلابها على الشرعية واجتياحها صنعاء وبعض المدن شن حربها الخفية والعلنية ضد معالم اليمن التاريخية والحضارية بينها مدينة صنعاء القديمة التي لم تكتف الجماعة بتحويلها إلى منطقة أمنية مغلقة، بل عمدت إلى مصادرة عديد من منازلها ومنحها لقياداتها والبعض من مشرفيها القادمين من صعدة المعقل الرئيسي للجماعة. ولفتوا إلى أن الجماعة عادة ما تبتكر حججا وذرائع واهية لشرعنة الاستهداف الممنهج بحق صنعاء القديمة كان آخرها تحت ذريعة تنفيذ مشاريع تحت اسم «جمالية».

وحمل عدد من الناشطين والعاملين بمجال التراث الانقلابيين الحوثيين كامل المسؤولية حيال ما تتعرض له المدينة التاريخية حاليا من عبث واستهداف منظم. وناشدوا في ذات الوقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، بالتحرك لوقف مخطط الاستهداف بحق ما تبقى من معالم تلك المدينة تحت مزاعم تنفيذ مشاريع حوثية.

وتحدث العاملون بمجال التراث ، عن أن صنعاء القديمة تضم أكثر من 6500 منزل تاريخي تعود إلى ما قبل القرن الـ11، فضلا عن 106 مساجد و21 حماماً تاريخياً، وتتميز مساكنها بطابع معماري فريد جعلها ضمن قائمة المدن التاريخية العالمية. وسبق للميليشيات أن عمدت طيلة سبعة أعوام ماضية وفي سياق استهدافها لذات المدينة إلى إجراء تغيير شبه كامل لديموغرافيتها والعبث بجماليتها ومعالمها الحضارية، إضافة إلى مصادرة العشرات من منازلها التاريخية وشراء أخرى.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن