كيف نجحت تركيا في التوسع داخل أفريقيا بهدوء وتخطت أقوى الدول مثل الصين

الجمعة 29 أكتوبر-تشرين الأول 2021 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 3652

 

 في رهانه الأخير على القارة السمراء، حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكاسب جمة، من جراء جولته الأفريقية الأخيرة، وبعدما تجاوز للتو أزمة جديدة مع الغرب.

في الوقت الذي ابتعدت فيه تركيا عن أسواقها الأوروبية التقليدية، نما التبادل التجاري بينها وبين دول أفريقيا بمقدار 4 أضعاف تقريبا ليسجل 25.4 مليار دولار في عام 2020 من 5.4 مليار دولار عام 2003 عندما وصل أردوغان إلى سدة الحكم، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوشتي، روسيا 29 سبتمبر 2021 © SPUTNIK . POOL الرئيس التركي يزور إثيويبا بالتزامن مع توتر علاقاته الأخير مع بلدان على رأسها أمريكا وكندا وفرنسا وألمانيا، عاد أردوغان للتو من جولة أفريقية زار فيها أنغولا وتوغو ونيجيريا – ومن المقرر أن يزو 3 دول أخرى في الأيام المقبلة – حيث تعهد بزيادة التبادل التجاري بمقدر 3 أضعاف.

ومن بين المجالات الاستراتيتجية الحساسة التي تشهد تركيزا مشتركا؛ الدفاع، الذي حققت فيه أنقرة نجاحات كبيرة بفضل طائراتها دون طيار (التجارية والعسكرية على حد سواء).

ظوفي هذا السياق قال الأستاذ في جامعة العلوم الاجتماعية في أنقرة، مرسال بيرم: "صناعات الدفاع تقدم فرصا جديدة، لكن تركيا يمكنها أيضا تقديم خبرتها في مجالات عديدة أخرى مثل الزراعة والصحة، عبر بناء مستشفيات كما حصل في السودان والصومال وليبيا مثلا".

وصف الرئيس التركي بلاده في السابق بأنها دولة "أفريقية- يوروآسيوية" نظرا لقربها من ليبيا عبر البحر المتوسط، وسبق له أن زار 30 دولة من أصل 54 دولة في القارة السمراء أيضا زاد عدد السفارات التركية في أفريقيا إلى 43 سفارة من 12 سفارة عام 2002، وتجري شركة الخطوط الجوية التركية رحلات إلى أكثر من 60 وجهة. ويرجع الاهتمام المتزايد إلى القدرات المتاحة في القارة السمراء، وفقا لرئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، نائل أولباك، والذي يقول إن أفريقيا بحاجة ملحة للبنى التحتية، من كهرباء وجسور ومياه عذبة ومعالجة النفايات، وكلها مجالات تتقنها تركيا.

 من أمثال المشاريع التي أسهمت شركات تركية فيها؛

بناء مسجد في غانا وملعب رياضي مغطى في رواندا وحوض سباحة أولمبي في السنغال، وبدأت العمل على بناء مطار في السودان.

في المقابل، أصبحت دولة مثل الجزائر، أحد أهم مزودي أنقرة بالغاز الطبيعي، الأمر الذي يعطي تركيا مرونة أكبر لخفض اعتمادها على بلدان أخرى من روسيا وإيران، وفقا لبيرم.

على جانب آخر، يرى الزعماء الأفارقة فرصة أفضل مع الشركات التركية، التي توفر فرص العمل لمواطنيهم، بالإضافة إلى عرضها أسعار تنافسية تقارن في أغلب الأوقات بما يقدمه الصينيون الذين ينتشرون في القارة.

ويأتي ذلك كله في الوقت الذي تواصل فيه الليرة التركية الهبوط إلى أدنى مستوياتها، حيث يجعل ذلك صادرات البلاد أكثر تنافسية. ويرى محللون أن تركيا كانت أنجح من الصين في إدارة علاقتها مع أفريقيا، حيث أغرقت بكين الكثير من الدول النامية في القارة بالديون، وبالتالي يرى المسؤولون أن ما تقدمه تركيا يعمل صالح الشعوب بشكل أكبر.

في حين أثارت سياسة أردوغان بشكل عام، توترات مع الدول الغربية، وواجه اتهامات بالافتقار إلى الاستراتيجية، يبدو أن الرئيس التركي تبنى سياسة تقارب مدروسة بشكل أكبر في أفريقيا، وفقا لـ"فرانس برس".

وقال الأستاذ في جامعة العلوم الاجتماعية في أنقرة، مرسال بيرم، إنها خطة على المدى الطويل، وليس على المدى القصير، مشيرا إلى الاستثمارات في قطاعي الصحة والتعليم والتدريب ومكانة المرأة التي تقودها تركيا