الحوثيون يستنفرون لتعويض نزيف المقاتلين: تعبئة وحصص إلزامية

الثلاثاء 07 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ العربي الجديد
عدد القراءات 1843

دشنت جماعة الحوثيين، أخيراً، حملة تعبئة عامة في أوساط القبائل والمحافظات اليمنية الخاضعة لنفوذها بحثاً عن مقاتلين جدد، وذلك بهدف تعويض النزيف البشري الواسع الذي تعرضت له في الجولة الجديدة من معارك مأرب، والتي دخلت اليوم، الإثنين، أسبوعها الثاني.
ويأتي الاستنفار الحوثي في أعقاب توجيهات أصدرها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إلى القيادات المحلية في المحافظات لتطوير آلية تحشيد المقاتلين إلى الجبهات، فضلاً عن الاستعداد لمرحلة تصعيد أوسع، بعد التلويح باجتياح كافة المدن اليمنية الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا والتحالف الذي تقوده السعودية.
وأكدت مصادر محلية في تعز، لـ"العربي الجديد"، أن قيادات حوثية نزلت ميدانياً إلى مديريات ماوية ومقبنة والتعزية وشرعب الرونة، وفرضت على المشايخ حصصاً محددة من المقاتلين بشكل عاجل من أجل تدريبهم والدفع بهم إلى جبهات مأرب.

وأشارت المصادر إلى أن المشرف الأمني للحوثيين في تعز عبد الله النواري وجّه رسائل تحذيرية للمشايخ المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام، واتهمهم بالتخاذل وعدم تعزيز الجبهات بالمقاتلين أو الأموال.
ولم يقتصر الاستنفار الحوثي على مديريات تعز، ففي العاصمة صنعاء، ذكرت وسائل إعلام تابعة للجماعة، اليوم الإثنين، أن اجتماعاً ترأسه وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني "ناقش تنسيق الجهود بين فريق العمل الميداني وأعيان وعقال المديرية وتوزيع المهام المناطة بالفريق في التحشيد للجبهات".
وتسعى جماعة "الحوثيين" إلى تحويل مسألة تحشيد المقاتلين إلى منافسة بين المحافظات والمديريات، حيث أعلن المسؤول الحوثي، المداني، أن مديرية الثورة بصنعاء "احتلت المرتبة الثانية في تحشيد المقاتلين على مستوى مديريات العاصمة".
وحسب وكالة "سبأ"، الخاضعة للحوثيين، فقد تم تشكيل لجان فرعية على مستوى المديريات العشر في العاصمة صنعاء، من أجل التنسيق مع المجالس المحلية لدعم جبهات القتال بالرجال والأموال.
وخلافاً للترهيب الذي تمارسه ضد القبائل، تلجأ جماعة "الحوثيين" لتوظيف الدين في ترغيب القواعد الشعبية للانخراط في صفوفها، حيث نقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في ما يسمى بمجلس التلاحم القبلي، قولها إن التعبئة العامة "واجب ديني ووطني على كل يمني".

وتكبدت جماعة الحوثيين خسائر فادحة في الأرواح خلال جولة التصعيد الجديدة في أطراف مأرب منذ أسبوع. ووفقاً لما أحصاه "العربي الجديد" نقلا عن وسائل إعلام حوثية، فقد أقرت الجماعة بمقتل 103 عسكريين، آخرهم 5 ضباط تم تشييعهم اليوم الإثنين في صنعاء.
وتفصح جماعة الحوثيين عن قتلاها من القيادات العسكرية الرفيعة فقط، والذين يتم تشييعهم في مواكب عسكرية رسمية بصنعاء، فيما تتجاهل وسائل إعلام الجماعة باقي المقاتلين والذين يُعرفون بـ"اللجان الشعبية"، وهم من المتطوعين القبليين الذين يتم تجنيدهم في الغالب بشكل إجباري.
سياسياً، طالب وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي بـ"إجراءات صارمة لوضع حد لتعنت المليشيات الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام، واستمرار عدوانها على الشعب اليمني وزعزعتها لاستقرار وأمن المنطقة"، وذلك في تصريحات أطلقها عقب لقائه نظيرته الهولندية سيجريد كاخ، في لاهاي.

وأشار المسؤول اليمني إلى أن الهجمات الحوثية المتواصلة على مأرب والمناطق المحيطة بها تسببت في سقوط العديد من الضحايا المدنيين، خاصة من النساء والأطفال، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.