بعد مقتل أحدهم على يد التحالف.. ماذا يفعل خبراء إيران في اليمن؟...تقرير

السبت 21 أغسطس-آب 2021 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - الخليج أون لاين
عدد القراءات 3687

 

تواصل إيران إرسال مستشاريها العسكريين إلى اليمن، حيث ترى في تقديمها للاستشارات العسكرية لجماعة الحوثي المسلحة "أمراً مصيرياً"، خصوصاً في مواجهة السعودية التي تراها غريمتها الأولى في المنطقة.

  

على الرغم من النفي الإيراني خلال السنوات الماضية لعدم مشاركتها في حرب اليمن، فإن إقرارها مؤخراً بذلك يؤكد المعلومات التي تتحدث عن وجود قتلى من الحرس الثوري الإيراني خلال مواجهات مع الجيش اليمني، أو بقصف مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.

 

ولا يزال الدور الإيراني في اليمن مصدر قلق للمجتمع الدولي؛ لكون طهران تزود الحوثيين بالأسلحة التي تستخدمها المليشيات لضرب دول الجوار، خاصة السعودية، والخبراء المتخصصين بالأسلحة المختلفة بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليسيتة، ما يشكل تهديداً لأمن المنطقة.

 

مقتل خبير إيراني

 

من جديد تعود الحكومة اليمنية لإعلان مقتل خبير عسكري إيراني بمحافظة مأرب وسط البلاد؛ في غارة جوية للتحالف العربي باليمن الذي تقوده السعودية.

 

وأعلن وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، في 21 أغسطس 2021، في بيان على "تويتر"، أن الخبير الإيراني حيدر سيرجان، و9 آخرين (لم يحدد هويتهم) قُتلوا إثر غارة لطيران التحالف العربي على أحد مواقع الحوثيين في جبهة صرواح غربي مأرب (وسط).

 

وأوضح أن "سيرجان يعمل في مجال التدريب والتأهيل، وإعداد الخطط التكتيكية القتالية، وأرسل إلى مأرب بدلاً عن القائد العسكري في حزب الله مصطفى الغراوي، الذي قُتل بغارة جوية، أواخر مايو الماضي، في المحافظة ذاتها".

   

واعتبر "الإرياني" أن الحادث "يؤكد حجم ومستوى الانخراط الإيراني (في المعركة)، ودورها المزعزع لأمن واستقرار اليمن".

  

ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ مواقف حازمة إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، ودورها في التصعيد، وتقويض جهود التهدئة، وإحلال السلام"، حسب البيان ذاته.

 

ليست الأولى

 

في يونيو الماضي، كشف المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة في الجيش اليمني، ربيع القرشي، مقتل خبيرين عسكريين إيرانيين في جبهة الخنجر بمحافظة الجوف، شمالي اليمن.

وقال إن الخبيرين الإيرانيين لقيا حتفهما بجبهة الخنجر أثناء نزولهما لرفع التقارير برفقة القيادي الحوثي أبو هاشم القابوسي، قائد الحراسة الخاصة لزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي.

 

وأوضح أن الخبير الأول اسمه الحركي إدريس أصغر، وينتمي لفيلق القدس "كتيبة 14 - فرقة 22 مهدي"، فيما يدعى الخبير الثاني رحنا بهرام، وينتمي لـ"الكتيبة 15 حمزة" في فيلق القدس، كما نشر صورة قال إنها لأحد القتلى تظهره إلى جانب "سفير إيران لدى الحوثيين"، حسن إيرلو.

  

وكشفت مصادر أمنية وسياسية يمنية عن وصول خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني إلى صنعاء برفقة سفير إيران لدى الحوثيين، بينهم خبراء في الاتصالات العسكرية واستهداف السفن.

 

وفي أكتوبر 2020، كشفت مصادر يمنية أن السفير الإيراني لدى الحوثيين، حسن إيرلو، خلال وصوله إلى صنعاء، رافقه مع عدد من الخبراء المختصين في مجالات الاتصالات العسكرية، وخبراء في مجال القرصنة واستهداف السفن والبوارج.

  

وأوضحت أن الخبراء 8 أشخاص بعضهم يحملون الجنسية الإيرانية وآخرون من لبنان، مشيرة إلى أن من بينهم خبيرين في مجال الاستخبارات العسكرية، مهمتهما تتمثل في تدريب وتوجيه العناصر الحوثية لتفادي الخسائر التي لحقتهم مؤخراً في الجبهات.

 

الاهتمام الإيراني باليمن

 

وفقاً للكاتب والصحفي اليمني سلمان المقرمي، فإن إيران تعمل منذ أول لحظة لقاء جمعها مع أسرة عبد الملك الحوثي "على إقامة جماعة حوثية إيرانية أشد من بعض القوميات الإيرانية نفسها".

ويوضح في حديثه لـ"الخليج أونلاين" بقوله: إنها "تعمل على خلق جماعة مندمجة داخل المنظومة الثورية الإيرانية، تتحكم بكل تفاصيلها ومعتقداتها وتوجهاتها وقراراتها".

 

ويرى أن الخبراء الإيرانيين "يعملون على قيادة الحرب، وإعادة ضبط الجماعة، وإدارة صراعاتها الداخلية، ونشر الفكر الشيعي المرتبط بالنزعة القومية الفارسية في اليمن، وينشئون المؤسسات الكفيلة بذلك؛ مثل الأمن الوقائي، والأمن والمخابراتي، وأكاديمية الأمن والمخابرات".

 

ويضيف: "كما يعملون على إعادة هندسة التركيبة السكانية من خلال السيطرة على تجارة العقارات وتخطيط الضواحي للمدن، خصوصاً حول صنعاء؛ لإنشاء ضواحٍ على غرار الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد بدأ محمد علي الحوثي فعلاً في تدشين أول مخطط لضاحية وادي أحمد قرب مطار صنعاء".

 

ويرى أن اليمن بالنسبة لإيران "أهم من حزب الله في لبنان، حيث يمكنها من إبراز قوتها وإعادة تشكيل دول المنطقة العربية في الخليج والشام والعراق، وربما تنتقل من اليمن إلى دول العرب في البحر الأحمر بالجانب الأفريقي".

 

وبحسب وجهة نظره "لن يكون مفاجئاً مقتل خبراء إيرانيين أو من حزب الله أو من مليشيات جلبتها إيران من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها"، حيث يعتقد أنها "معركة مصيرية بالنسبة لها بتكاليف قليلة".

 

أما المحلل السياسي اليمني كمال السلامي فيؤكد بدوره أن مشاركة الخبراء الإيرانيين إلى جانب الحوثيين في اليمن ليست جديدة، مشيراً إلى أنهم "قد اعترفوا رسمياً بمشاركتهم في تقديم المشورة والخبرات، لكن ما لم يعترفوا به، وهو موجود فعلاً، المشاركة في إدارة العمليات والتخطيط للهجمات".

كما يؤكد أن الإيرانيين "هم من يديرون المعركة في اليمن باعتبارها معركة استراتيجية لهم، وهم أكثر حضوراً في معركة مأرب؛ لأنهم يعتبرونها فاصلة، ومن شأنها أن تحسم المعركة اليمنية لصالح حلفائهم في اليمن".

 

ويضيف": إن "الخبراء الإيرانيين يدربون الحوثيين، ويشرفون على تطوير وتركيب الطائرات المسيرة والصواريخ التي تستخدمها الجماعة، كما يشرفون على إدارة المعركة ميدانياً في بعض الجبهات".

وأكمل قائلاً: "لا أعتقد أن هذه المرة الأولى التي يسقط فيها خبراء وعناصر إيرانيون أو من حزب الله في حرب اليمن، بل هناك الكثير، لكن لا يعلن عنهم".

 

اتهامات سابقة

 

وغالباً ما تتهم الحكومة اليمنية إيران بإرسال عناصر تابعة لها إلى اليمن ومشاركتهم في عمليات قتالية، كان أبرزها اتهام رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، أواخر ديسمبر 2020، خبراء إيرانيين بالمساهمة في الهجوم على مطار عدن جنوبي البلاد، الذي استهدف الحكومة خلال وصولها إلى المطار.

  

وقال يومها: "الهجوم تم من خلال صواريخ موجهة، هناك معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين لتولي هذه الأعمال".

 

 وفي مارس 2017، أكد نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، وجود نحو 150 خبيراً إيرانياً ومن "حزب الله" اللبناني والحشد الشيعي العراقي، في اليمن يقدمون خدمات عسكرية للحوثيين.

وأضاف "الأحمر" في تصريح نقلته صحيفة "الرياض" السعودية، أن 58 خبيراً منهم موجودون في الحديدة لتركيب الألغام البحرية والأرضية بثلاثة أنواع وهي: المغناطيسية والطرقية وألغام تُسيّر بالريموت.

  

وكان مساعد قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال رستم قاسمي، اعترف بشكل صريح، في أبريل 2021، بأنّ كل ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة ناتجة من مساعدات قدمتها طهران لحلفائها في اليمن، وخصوصاً في تكنولوجيا صناعة السلاح.

 

وشدد على أنّ عملية التصنيع تجري في اليمن، ولا سيما الطائرات المسيَّرة بدون طيار والصواريخ الباليستية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن