مسؤول إسرائيلي: أمريكا تجهِّز لاتفاقية نووية جديدة مع إيران تضمن شروطاً “أكثر صرامة”

الثلاثاء 06 يوليو-تموز 2021 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - غرفة الأخبار
عدد القراءات 5122

قال مسؤول إسرائيلي مشارك في الاتصالات التي تجريها تل أبيب مع الولايات المتحدة وروسيا حول الاتفاق النووي الإيراني، إن واشنطن تجهز لاتفاقية جديدة تحمل شروطاً أكثر صرامة وتسعى لمفاوضة طهران عليها بعد الانتهاء من جولة المحادثات الحالية المحصورة بالعودة للاتفاق القديم. 

 

وتحاول إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية التأثير على مجرى مفاوضات فيينا، من خلال إقناع الولايات المتحدة بالإبقاء على أكبر عدد ممكن من العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب بعد انسحابها من الصفقة في مايو/أيار 2018.

 

اتفاقية جديدة 

صحيفة Haaretz الإسرائيلية نقلت الإثنين 5 يوليو/تموز 2021، عن المسؤول الإسرائيلي قوله إن تل أبيب لا تملك القدرة على التأثير في بنود الصفقة التي تُناقَش حالياً في فيينا، والتي من المفترض أن تنتهي بالعودة للاتفاق النووي القديم. 

 

لكن المسؤول أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى بعد الانتهاء من هذه الجولة، إلى فرض اتفاق نووي إيراني جديد تمتد فاعليته لمدة 9 سنوات. 

 

حيث قال المسؤول: "الأمريكيون أبلغونا أنهم يعملون على صياغة اتفاقية أخرى تكون أقوى وأكثر صرامة مع الإيرانيين وستؤدي في النهاية إلى إلغاء العقوبات". 

 

وأضاف المسؤول أن بلاده تسعى هذه المرة إلى حمل جميع الدول الأطراف في الاتفاقية المُقبِلة على الإعلان مقدماً عن استعدادها للانسحاب منها وفرض عقوبات صارمة على إيران إذا انتهكت التفاهمات، على غرار ما فعلته إدارة ترامب من جانب أحادي منذ 3 سنوات. 

 

وفي الوقت نفسه، يحاول المسؤولون الإسرائيليون إقناع الولايات المتحدة بتعويم خيار الهجوم العسكري على إيران إذا استمرت في مبادراتها النووية، على أمل أن تردعها التصريحات العدوانية. لكن مسؤولاً دبلوماسياً استبعد فرص إعلان إدارة بايدن إمكانية الهجوم على إيران لو انتهكت شروط الاتفاق. وأوضح: "فيما يتعلق بأولوياتهم، لا يريد الأمريكيون خلق إمكانية لمواجهة عسكرية في الوقت الحالي".

 

أما الخطوة الأخرى المذكورة مؤخراً في إسرائيل، فلم تُطرَح بعد: لم تطلب إسرائيل رسمياً ترقية قدراتها العسكرية كـ"دفعة" مقابل إعادة توقيع أمريكا على الاتفاقية، على الرغم من أنه خلال المحادثات بين الرئيسين الإسرائيلي رؤوفين ريفلين والأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي كانت هناك طلبات لرفع مستوى الإجراءات على جبهات أخرى، أولاً وقبل كل شيء ضد حماس والمنظمات المعادية الأخرى.

 

تهدئة مع واشنطن 

وعلى عكس الأسلوب العام الحازم لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ضد الاتفاقية في أيام الرئيس باراك أوباما، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنَّ السلوك المماثل تجاه الإدارة الحالية من شأنه أن يضر أكثر مما ينفع.

 

حيث قال مصدر دبلوماسي: "ليس لدى إسرائيل اليوم ما تهدد به الأمريكيين. الضرر الذي يلحق بإسرائيل من مثل هذه المواجهة بخصوص احتياجات مجالات حساسة أخرى سيكون أكبر بكثير".

 

وبرغم القلق الذي تشعر به إسرائيل من توقيع الاتفاقية، يتعلق قلقها الأكبر باحتمال التزام إيران بها هذه المرة؛ إذ قال المصدر المُطلِع على الاتصالات الإسرائيلية: "إذا لم ينتهك الإيرانيون الاتفاقية؛ فبحلول عام 2031 سيكون لديهم أسلحة نووية بإذن وسلطة".

 

مباحثات فيينا

يُذكر أنه في 6 أبريل/نيسان 2021، انطلقت مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.

 

قبل أسبوع تقريباً، قالت إيران، إن الوفود المشاركة في مفاوضات فيينا، الرامية إلى عودة الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، عادت إلى دولها لاتخاذ القرار النهائي.

 

قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، في تصريح صحفي: "توقفت المحادثات وعاد المفاوضون إلى عواصمهم لبضعة أيام؛ لإجراء مزيد من المشاورات، واتخاذ القرار"، مستدركاً: "لكن الآن لا يمكنني تحديد عدد الأيام بالضبط".

 

تابع: "لقد اقتربنا من التوصل إلى اتفاقٍ أكثر من أي وقت مضى، وجميع وثائق الاتفاقية تقريباً جاهزة، غير أن ردم الهوة بيننا وبين الاتفاق يتطلب اتخاذ قرارات معظمها تقع على عاتق الأطراف الأخرى"، حسبما أفادت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية.

 

أشار إلى أن بعض القضايا الرئيسية لا تزال محل خلاف، قائلاً: "فيما يخص القضايا الخلافية الرئيسية، فقد سُوي بعضها دون البعض الآخر، وأصبحت أبعاد الاختلافات واضحة للجميع".

 

أكد عراقجي أن الوقت قد حان "لكي تتخذ الأطراف المقابلة قراراتها"، موضحاً أن "ساحة المفاوضات والاتفاق المحتمل باتت واضحة، وبما يفرض على الأطراف المقابلة أن تقرر".