ما الذي يريده الانتقالي من سيطرته على المؤسسات الحكومية بعدن؟.. تقرير

الخميس 10 يونيو-حزيران 2021 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس - الخليج أونلاين
عدد القراءات 5206

يجد "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم اماراتيا في اليمن نفسه اليوم أمام تحدٍّ مباشر بعد التحركات السعودية الرامية لتهدئة التوتر في جنوب اليمن، مع تصعيده المباشر ضد الحكومة اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها.

 

من اقتحامه للمؤسسات الحكومية، وصولاً إلى سيطرته على أهم مؤسسة إعلامية متمثلة بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بعدن، يبرز ذلك التصعيد الذي جاء بتوجيهات مباشرة من رئيس المجلس الانفصالي "عيدروس الزبيدي"، بعد عودته من أبوظبي التي تمول مجلسه الانفصالي.

 

وأمام هذه التحركات تبقى الرياض أمام وضعٍ صعب مع رفض الانتقالي تنفيذ الشق العسكري والأمني، واستمراره في تنفيذ مخططاته التي بدأها بطرد الحكومة اليمنية، وصولاً إلى استمرار سيطرته على المؤسسات الحكومية، ومنع المسؤولين الحكوميين من ممارسة أعمالهم.

 

اقتحام وكالة "سبأ"

مطلع يونيو الجاري، أقدمت عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات على اقتحام وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في العاصمة المؤقتة عدن، وقامت بطرد العاملين فيها.

 

وقالت الوكالة في بلاغ لها: إن "مجموعة مسلحة تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، يقودهم إعلامي في المجلس يدعى: مختار اليافعي، أقدمت اليوم على اقتحام مبنى وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بالعاصمة المؤقتة عدن، وقامت بطرد الحراسة المدنية والموظفين المتواجدين في المبنى".

 

وأشارت في بلاغ لنقابة الصحفيين اليمنيين إلى أن "هذه المجموعة مع مختار اليافعي كانت قد قدمت قبل يوم إلى مبنى الوكالة الواقع في منطقة الدكة بالقرب من رصيف السياح بمديرية التواهي، وقالت إن لديها توجيهات من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالاستيلاء على المبنى وتشغيله تحت مسمى وكالة أنباء عدن لدولة الجنوب العربي".

 

وبعد عدة أيام، سيطرت عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي على أحد المباني القديمة التابعة لمؤسسات الإعلام الحكومي في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد)، وهو يعد المبنى القديم للوكالة الحكومية.

 

اقتحام مؤسسات أخرى

ومنذ عودة الحكومة اليمنية، أواخر ديسمبر 2020، لم يتراجع الانتقالي عن ممارسة أعماله المسلحة باقتحام المؤسسات الحكومية، والسيطرة عليها وإغلاقها ومنع مسؤولين حكوميين من العمل فيها.

 

ففي فبراير 2021، عقد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، اجتماعاً أمنياً استثنائياً مع القيادات الأمنية والعسكرية اليمنية التابعة للتحالف العربي في عدن؛ لمناقشة عمليات اقتحام مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة للعديد من مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية.

 

وأقدمت مليشيا الانتقالي يومها على اقتحام مباني وزارات الخارجية والتربية والتعليم والعدل ومرافق حكومية أخرى في عدن.

 

ومنتصف مارس 2021، اقتحم محتجون يدعمهم الانتقالي مقر الحكومة اليمنية (قصر معاشيق) في عدن، قبل أن يصعّد مسلحو المجلس ضد وزراء الحكومة، ما اضطر رئيسها ومعظم الوزراء لمغادرة المدينة، التي لم يعودوا إليها حتى اليوم.

 

استكمالاً للاقتحامات

الصحفي والناشط سليم المعافى، يرى أن ما حدث من اقتحام لوكالة "سبأ" الناطقة باسم الحكومة ليس بشيء جديد، فهو يأتي استكمالاً لسلسلة الاقتحامات التي يقوم بها ضد مؤسسات الدولة بعدن.

 

ونقل موقع "الخليج أونلاين": عن المعافي قولة :"ما يحدث في عدن سببه ضعف الحكومة وعدم الحزم من السعودية لكونها راعية لاتفاق الرياض، فالأمر ليس مستغرباً، وقد سبق أن اقتحموا قصر المعاشيق قبل عدة أشهر وطردوا الحكومة".

 

ويضيف: "الانتقالي ينفذ توجيهات الممول حرفياً في كل المناطق التي يسيطر عليها، وسيحدث الكثير والكثير خلال الأيام القادمة؛ لأننا أمام قوة لا تلتزم بالوعود والاتفاقيات".

 

وتابع: "لذلك أي حديث عن استكمال اتفاق الرياض بدون تنفيذ الشق العسكري والأمني، وطرد هذه المليشيات من المؤسسات الحكومية ومن عدن، فهو مجرد استغفال لليمنيين الذين هم بالأساس سئموا من هذه المماطلات والاتفاقات التي كلفت اليمن الكثير".

 

محاولات في الرياض

وتحاول الرياض العمل على استكمال اتفاق الرياض، حيث عقدت اجتماعاً، في أواخر مايو الماضي، مع وفد الانتقالي الذي وصل إلى الرياض بعد دعوة تقدم بها سفير السعودية لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر.

 

وقالت وكالة "واس" الحكومية إن الاجتماع الذي وصفته بـ"الإيجابي" مع ممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة ناصر الخبجي، "بحث سبل التسريع لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، فضلاً عن موجبات عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن لأداء مهامها بما يؤدي إلى توفير الخدمات الأساسية في عدن ومحافظات الجنوب، ووقف انهيار العملة وتأمين صرف المرتبات".

 

كما عقد السفير السعودي مع فريق حكومي يمني، مطلع يونيو 2021، لقاءً لاستكمال تنفيذ "اتفاق الرياض"، لا سيما الجانب الأمني والعسكري والضمانات اللازمة لعودة الحكومة إلى عدن.

 

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك الذي رأس الفريق، إنه تم في اللقاء "مناقشة سبل تهيئة الظروف لعودة كامل الحكومة للعاصمة الموقتة عدن والمضي قدماً في توحيد الجهود الداخلية لكل مكونات الشرعية والطريق نحو إنهاء انقلاب مليشيات الحوثي".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن