هل اعطى الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر لـ «الحوثيين»لتصعيد الهجمات العسكرية ضد السعودية؟.. تقرير

الثلاثاء 04 مايو 2021 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس - الخليج أونلاين
عدد القراءات 7834
 

 

قلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، رأساً على عقب تماماً، سياسة الإدارة السابقة الصارمة تجاه الحوثيين في حربهم باليمن ومهاجمتهم للسعودية، وشجعتهم خلال الأشهر الأخيرة على ارتكاب مزيد من أعمال العنف، خصوصاً في هجماتهم على المملكة.

 

ومنذ تولي بايدن الحكم في يناير الماضي، كثفت جماعة الحوثي ضرباتها العسكرية على المملكة العربية السعودية، في تصعيد غير مسبوق، على الرغم من التحركات الأمريكية التي لم تتوقف لحظة في محاولات لإنهاء الأزمة اليمنية.

 

تطور الهجمات الحوثية جاء متزامناً مع منع بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية، ورفع الإدارة الأمريكية الحوثيين من قوائم الإرهاب، وهو القرار الذي تظهر معه بعض ملامح التوجهات الأمريكية الجديدة في التعامل مع الحوثيين، وإيران التي تمولهم.

 

هجمات مكثفة

تصاعدت الهجمات التي شنتها مليشيات الحوثي. الإرهابية مؤخراً على السعودية، حتى وصلت في ذروتها إلى 17 هجوماً في غضون أسبوع واحد، ما بين العاشر من فبراير و17 من الشهر ذاته.

 

وفي 12 أبريل 2021، أعلنت مليشيات الحوثي المتمردة أنها استهدفت مصافي شركة أرامكو ومواقع عسكرية حساسة في مدن سعودية مختلفة بـ 17 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي، فيما قال التحالف إنه اعترض ودمر 6 طائرات مسيرة مفخخة.

 

وكانت آخر الهجمات الحوثية في 2 مايو 2021، بعدما أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية اعتراض وتدمير 3 طائرت مسيرة مفخخة وصاروخ باليستي أطلقت تجاه المناطق الجنوبية في المملكة، في وقتٍ قالت مليشيا الحوثي إنها نفذت هجوماً وصفته بـ"الكاسح" على السعودية.

 

تحركات أمريكية

ومنحت إدارة بايدن مليشيات الحوثي اهتماماً كبيراً من خلال تحركات مسؤوليها واللقاء بهم، بعدما تحولت مسقط، التي يقيم فيها وفد الحوثي المفاوض، إلى مقر لزيارات مكثفة لمسؤولي واشنطن.

 

في 2 مايو، وصل إلى مسقط المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، قادماً من الرياض، حيث التقى بوزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، إضافة إلى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، كريس ميرفي، الذي يزور السلطنة.

 

وأضافت الوزارة أنه "تم خلال اللقاء بحث مجمل التطورات في اليمن والجهود المبذولة لإنهاء الحرب، بما يحقق السلام والاستقرار عبر عملية سياسية شاملة"، من دون تفاصيل أخرى.

 

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت، في بيان، أن المباحثات ستركز على ضمان وصول السلع والمساعدات الإنسانية إلى أنحاء اليمن بانتظام ودون عوائق، إلى جانب دعم وقف دائم لإطلاق النار وانتقال الأطراف لعملية سياسية.

 

من جهة أخرى، قال السيناتور الأمريكي، كريس ميرفي، في تغريدة على موقع "تويتر"، إنه عقد لقاء مثمراً برفقة ليندركينغ مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في ‫مسقط، مضيفاً أن "الوقت حان لإحلال السلام في اليمن، وأنه يمكن لسلطنة عُمان أن تلعب دوراً حاسماً".

 

تشجيع أمريكي للحوثيين

يتحدث الباحث اليمني الدكتور عادل دشيلة، عن أن الإدارة الأمريكية "خليط من تيار اليسار والتيارات الأخرى"، مشيراً إلى أن هذا التيار في الحزب الديمقراطي "لديه مواقف واضحة تجاه المملكة العربية السعودية".

 

ويقول: "اليوم السيناتور مرفي الذي لديه موقف يمكن أن نقول إنه عدائي تجاه المملكة، هو من يرافق ما يسمى بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، وهو من يدير الحوار في مسقط بين السعودية والنظام الإيراني وبوساطة عمانية".

 

ونقل موقع "الخليج أونلاين"، عن دشيلة قولة أن هذا التيار "هو الذي سعى منذ اليوم الأول لإخراج حركة التمرد الحوثية من قائمة الإرهاب من أجل ابتزاز المملكة"، موضحاً: "فاليوم ندرك كيف تبتز الإدارة الأمريكية الحالية السعودية، وإن لم يكن بطريقةٍ مكشوفة كما كان في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب".

 

ويرى أن إخراج "الحوثي" من تصنيف الإرهاب "شجعها على المضي قدماً في استهداف المملكة، وفي استهداف الأراضي اليمنية، خصوصاً مأرب وتعز ومناطق أخرى في الوسط والجنوب، ولذلك لو بقيت الحركة الحوثية في إطار التصنيف ما تجرأت على مثل هذه الأعمال".

 

وأضاف: "اليوم تفاوض الحركة الحوثية في مسقط، وتدعي بأنها انتصرت على التحالف العربي وعلى الحكومة الشرعية، وعلى المجتمع الدولي أن يقبل بهذا أو بمخرجات الحرب، وأن يكون الحوار بناءً على مخرجات الحرب".

 

"يمكن أن نقول إن ما يحدث الآن حوار ثلاثي أمريكي إيراني سعودي، وإن كانت الحركة الحوثية بشكل أو بآخر في هذا الحوار، لكونها في موقع لا بأس به، وربما تملي شروطها إذا أذعنت المملكة لبعض الإملاءات الأمريكية من أجل تجنب الدخول في صراع ناعم أو ما شابه ذلك"، يقول دشيلة.

 

وتابع: "نستطيع القول إن السعودية لا تريد أن ترفض السياسة الأمريكية الحالية، ولذلك رأينا مؤخراً التغير أو التحول شبه الجذري في السياسة السعودية تجاه الحركة الحوثية بشكلٍ خاص، وتجاه المنطقة بشكلٍ عام".

 

ومن وجهة نظره الشخصية، يؤكد دشيلة أن إخراج الحركة الحوثية من دائرة التصنيف "شجعها على المضي عسكرياً، وأعطاها الزخم السياسي والدبلوماسي أكثر من أي وقتٍ مضى"، مضيفاً: "لذلك اليوم يبدو أن موازين القوى تغيرت سياسياً، أما عسكرياً فما تزال الحركة الحوثية في المناطق التي كانت مسيطرة عليها، هزمت في غرب تعز وفي الضالع وفي أجزاء من الجوف ومأرب".

 

وأكمل: "إذاً الحوار في نهاية المطاف سوف يصب في مصلحة الحركة الحوثية ومحور إيران. وستخسر الحكومة اليمنية خصوصاً إذا قبلت بالإملاءات السعودية".

 

محاباة أمريكية

كان الـ16 من فبراير 2021 هو موعد إلغاء إدارة بايدن قرار إدارة الرئيس السابق بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، والذي اتخذ في 19 يناير من ذات العام، ولم يمضِ عليه إلا أقل من شهر لتنفيذه

 

وبالتزامن مع ذلك حثت الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن على وقف تقدمهم في مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة، والمشاركة في الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للعنف في الدولة العربية، ووقف هجماتهم ضد السعودية، غير أن ذلك فهم لدى الحوثيين بشكل معاكس، فقد كثفوا هجماتهم ضد المملكة ومأرب، ورفضوا مبادرة من الرياض لوقف الحرب.

 

هذا القرار دعا السعودية للخروج بموقف واضح أعلنت فيه، على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، أنه "رغم ذلك ما زلنا نتعامل مع مليشيا الحوثي على أنها منظمة إرهابية، ونتصدى لتهديداتها بالعمل العسكري".

 

ومع تكثيف الحوثي هجماته ضد المملكة، خرجت واشنطن ببيانات خجولة تدين الهجمات شبه اليومية ضد السعودية، لكنها لم ترقَ إلى لغة التهديد الذي كانت تصدره إدارة ترامب ضد الحوثيين بسبب هجماتهم.