مركز أبحاث عسكري يكشف عن أدلة جديدة بشأن مصدر ترسانة «الحوثيين»العسكريّة

الأربعاء 19 فبراير-شباط 2020 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3869

 

كشف مركز أبحاث تسليح الصراعات عن أن مكونات صغيرة عثر عليها داخل طائرات بدون طيار استهدفت قلب صناعة النفط السعودية، بالإضافة لمكونات موجودة في ترسانة المتمردين الحوثيين في اليمن، تتطابق مع مكونات عثر عليها في طائرات إيرانية دون طيار في أفغانستان والعراق ـ (وفقا لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية).

 

وقالت شركة أبحاث النزاعات المسلحة في تقرير صدر، اليوم الأربعاء، إن "هذه المكونات أو الجيروسكوبات لم يتم العثور عليها إلا داخل طائرات بدون طيار صنعتها إيران".

 

يأتي هذا في أعقاب تقرير صدر مؤخرًا من الأمم المتحدة، التي قالت إن خبرائها عثروا على جيروسكوب مشابه من طائرة بدون طيار إيرانية حصل عليها الجيش الأمريكي في أفغانستان، وكذلك عثر عليها أيضاً في شحنة من صواريخ كروز صودرت في بحر العرب وكانت متجهة إلى اليمن.

 

ويربط هذا الاكتشاف إيران بهجوم أدى إلى خفض إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط لفترة قصيرة وشهد ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستوى غير معهود منذ حرب الخليج عام 1991. كما أنه يربط إيران بتسليح المتمردين الحوثيين في الحرب الأهلية المطولة في اليمن. 

 

وتنفي إيران تورطها في هذا الهجوم, لكنها عززت بشكل متزايد نفوذها على الحوثيين, وشنت هجوما صاروخيا باليستيا على القوات الأمريكية في العراق بعد أن قتلت غارة جوية أمريكية بطائرة أمريكية لواء إيراني بارز في بغداد, الشهر الماضي.

 

ونقلت الوكالة عن يونان ليف، من شركة أبحاث الصراعات المسلحة قوله: إن"هذا الجيروسكوب الذي رأيناه الآن لمرات كافية في المواد المصنعة في إيران يجعل بإمكاننا أن نقول بثقة أن وجودها في مادة صنعت من قبل الحوثيين يشير إلى أن المادة تم توريدها من إيران".

 

ورفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الرد الفوري على استفسارات الاسوشيتد برس. كما رفض مسؤولون إعلاميون من الحوثيين المتمردين، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، والذين يقاتلون التحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015، طلب إجراء مقابلة.

 

يشار إلى أن قرار لمجلس الأمن الدولي كان قـد حظر نقل الأسلحة إلى الحوثيين.

 

"الجيروسكوب" هو جهاز يساعد على توجيه طائرة بدون طيار أو صاروخ إلى هدفه. ولا تحمل الجيروسكوبات المعنية اسم الشركة المنصعة، حيث تأتي في نسختين على الأقل مصنفتين على أنها من طراز V9 و V10، وفقًا للتقارير. 

 

وتظهر الأرقام التسلسلية المكونة من أربعة أرقام أيضًا متسلسلة، مما يشير إلى أن الشركة المصنعة هي نفسها من صنعت كل تلك المكونات التي تم العثور عليها.

 

وقالت منظمة أبحاث الصراع المسلحة إن طائرة بدون طيار من طراز " قاصف 1" الحوثية تحمل جيروسكوب من نوع V10، وهو "مطابق" لتلك الموجودة في طائرة من طراز "أبابيل 3" بدون طيار إيرانية الصنع، والتي قيل إن مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية استخدموها في العراق وتمت استعادتها . 

 

وقال تقرير الأمم المتحدة إن خبراء الأسلحة عثروا على نسخة V9 من الجيروسكوب في طائرات بدون طيار أو مركبات جوية بدون طيار استخدمت في هجوم سبتمبر أيلول على بقيق, مقر منشأة لمعالجة النفط في المملكة العربية السعودية.

 

وذكر مركز أبحاث تسليح الصراعات في تقريره، -الذي موله الاتحاد الأوروبي وحكومات ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة- إنه "وفقا لخبراء الطائرات بدون طيار ممن هم على دراية بهذه التكنولوجيا، فإنه لم تتم ملاحظة هذه الجيروسكوبات العمودية في أي الطائرات بدون طيار سوى في تلك المصنعة من قبل إيران".

 

وقال تقرير الأمم المتحدة إن "الشركة المصنعة للجيروسكوبات لا تزال مجهولة". ومع ذلك، فقد لاحظت العثور على جيروسكوبات من طراز V10 مماثلة "بين حطام صواريخ الطائرات بدون طيار في كل من طائرات"صماد و قاصف" المسيرة، والتي استخدمتها قوات الحوثيين".

 

كما قالت الأمم المتحدة أيضًا أن خبرائها عثروا على جيروسكوب V9 معروضًا في واشنطن خلال عرض عسكري يُظهر طائرة "شهيد" 123 إيرانية الصنع، و يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم حصلوا عليها في أفغانستان في أكتوبر 2016 ، بعد سقوطها.

 

وتتطابق صور الجيروسكوبات مع تلك الموجودة في تقرير أبحاث تسليح النزاعات. إذ يمكن رؤية جيروسكوب مشابه داخل صاروخ كروز صادرته البحرية الأمريكية في هجـوم شنته في نوفمبر على قارب شراعي تقليدي في بحر العرب. حيث صودر أيضاً جهاز كمبيوتر مع صواريخ من المحتمل أن تكون استخدمت مع الأسلحة ،وعليه أحرف فارسية على لوحة مفاتيحه.

 

ولطالما قال الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده السعودية إن إيران تزود الحوثيين بالأسلحة، بدءاً من البنادق الهجومية إلى الصواريخ الباليستية التي تطلق على المملكة. كما أعلنت البحرية الأمريكية عن العثور على مخبأ جديد للأسلحة على متن مركب شراعي, هذا الشهر، لكن لم يتضح ما إذا كانت الجيروسكوبات نفسها موجودة داخل الصواريخ التي عثر عليها في هذا الاكتشاف.

 

وقد فعلت الطائرات بدون طيار المستخدمة من قبل الحوثيين كل شيء، من تحطمها من قبل بطاريات صواريخ باتريوت إلى انفجارها فوق الرؤوس ونثـر شظايا قاتلة على الأهداف. حيث أسفر انفجار طائرة حوثية في ??هجوم عسكري في يناير 2019 بالقرب من عدن عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، بمن فيهم قائد المخابرات العسكرية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

 

وقد نفت إيران بدورها، تسليح الحوثيين لفترة طويلة ، لكن هذا الستار ارتفع ببطء بعد غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار في يناير / كانون الثاني، حيث قُتل الجنرال الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قادت قوات القدس التابعة له عمل إيران مع القوات المتحالفة معها في اليمن وفي أماكن أخرى.

 

كما ألقى الجنرال أمير علي حجي زاده من برنامج الحرس الجوي مؤخراً خطابا ومن خلفه علم الحوثيين، وكذلك علم حزب الله اللبناني المسلح وغيرها، في محاولة لإظهار قوة إيران.

 

لكن في السابق ـ كما يقول المحللون ـ كان التسليح الإيراني الغامض للجماعات المسلحة يعطيها إنكاراً معقولاً وقدرة على ضرب الخصوم دون لوم مباشر .

 

وفي حين أن المواجهة الأوسع مع الولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الصفقة النووية الإيرانية مع القوى العالمية شهدت تبني الجيش الايراني طهران لهجمات، لا تزال هناك مزاعم أخرى قد تأتي من متشددين متحالفين مع طهران.

 

وقال ليف، الخبير في مركز الأبحاث، إن هذا يجعل من تعقب الأسلحة مهمًا. فكما ذكر تقرير أبحاث تسليح الصراع بأن بعض المكونات المستخدمة في طائرات بدون طيار حوثية شوهدت في متفجرات محلية الصنع عثر عليها أيضًا في دولة البحرين.

 

وأضاف: "بالنسبة لها؛ تبدو متطابقة مع العديد من المكونات التي نراها في الطائرات بدون طيار هذه ـ وهذا بالنسبة لنا ـ يشير إلى أن هناك بعض خطوط الإمداد الراسخة".

 

وأشار إلى أن هناك سؤال بحثي آخر من شأنه أن يقود إلى معرفة من هم الأطراف المتورطة بالفعل في تهريب هذه العناصر إلى اليمن ـ الأمر الذي لازالت معلوماتنا قليلة بخصوصه ".