آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

أردوغان في قطر.. زخم استراتيجي متصاعد بين أنقرة والدوحة

الأحد 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس- الخليج أونلاين
عدد القراءات 2849

تتميز العلاقات التركية - القطرية الحالية بتقارب فريد في وجهات النظر حول معظم القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى ما شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية من تطوُّر كبير خلال السنوات الأخيرة، وازدادت في أعقاب الحصار الذي فُرض على الدوحة في يونيو 2017.

 

وبدأت العلاقات بين البلدين رسمياً عام 1979 بافتتاح سفارتي البلدين في الدوحة وأنقرة، وشهدت العلاقات ازدهاراً كبيراً في عهد حزب العدالة والتنمية، بزيارة رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، للدوحة بصحبة عدد من الوزراء، وتوقيع اتفاق ثنائي، من أجل تطوير العلاقات في مجالي الاقتصاد والطاقة، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

 

وكانت قطر أول دولة عربية يزورها الرئيس التركي أردوغان بعد توليه منصب الرئاسة، حيث زارها في ديسمبر 2014، لتتوَّج تلك الزيارات بزيارة جديدة للدوحة في 25 نوفمبر الجاري، في ظل استمرار حصار قطر، والعداء المستمر لدول الحصار للدوحة وأنقرة.

 

أرضية سياسية وأمنية  

تطورت الشراكة التركية مع دول الخليج على مدى سنوات، لكنها بلغت مع قطر مراحل متقدمة عام 2014، فشملت إلى جانب السياسة والاقتصاد المجالين الأمني والعسكري، بعد توقيع اتفاقية للتعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية وتمركز القوات المسلحة التركية على الأراضي القطرية.

 

وكانت قطر في صدارة الدول التي دعمت تركيا في تصدِّيها لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها منتصف 2016، في مقابل موقف غربي وأمريكي غير واضح، وهو ما تقدّره تركيا، وعبَّر عنه أكثر مرة، الرئيس التركي أردوغان.

 

وفي خضمّ أزمة حصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر بتاريخ 5 يونيو 2017، أبدت أنقرة دعماً كبيراً للدوحة، ورفضت الإجراءات العقابية المتخَذة ضدها، ووقّع الجانبان اتفاقية أرست لها اتفاقية سنة 2014، وفُتحَت بموجبها قاعدة عسكرية تركية في قطر، وأُجريت تدريبات عسكرية مشترَكة، كما نصّت الاتفاقية على إمكانية نشر قوات تركية على الأراضي القطرية.

 

وخلال إعلان تركيا تنفيذ عملية عسكرية في شمالي سوريا تستهدف المليشيات الكردية، أعلنت قطر بدورها وقوفها إلى جانب أنقرة في هذه العملية لحماية حدودها، كما رفضت التوقيع على بيان أصدرته الجامعة العربية يدين التدخل العسكري التركي في سوريا.

 

انعكاس السياسة على الاقتصاد

انعكس القرب السياسي والأمني بين قطر وتركيا على اقتصادَيْهما، وعزّزت ذلك اجتماعات القمة بين الرئيس التركي وأمير قطر، والتي تجاوزت 16 قمة منذ عام 2014، وأفرزت توقيع 40 اتفاقية في مجالات مختلفة.

 

وفي خضم الأزمة الخليجية سارعت تركيا إلى تعويض النقص الحاصل في السوق القطرية بآلاف الأطنان من المواد الغذائية، عبر سفن الشحن والطائرات التركية.

 

وخلال الأزمة التي تعرضت لها العملة المحلية التركية (الليرة)، صيف العام الماضي، وانخفاض قيمتها أمام العملات الأجنبية، أعلنت قطر في أغسطس 2018، توقيع اتفاق لتبادل العملات بين بنكَي قطر وتركيا المركزيَّين، بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

 

كذلك تعهد أمير قطر، في منتصف أغسطس، باستثمار 15 مليار دولار في البنوك والأسواق المالية التركية، في وقت كانت فيه العملة التركية فقدت خلال 2018 نحو 40 في المئة من قيمتها.

 

ومع نهاية 2018، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.28 مليار دولار، حيث تمثل تركيا الملاذ الآمن للاستثمار القطري، إذ بلغ حجمه نحو 22 مليار دولار، في حين بلغت استثمارات الشركات التركية في قطر 16 مليار دولار.

 

وتوجد 500 شركة تركية عاملة في قطر، بينها نحو 242 شركة برأس مال قطري وتركي، و26 شركة برأس مال تركي 100 بالمئة، كما تستضيف قطر سنوياً معرض "إكسبو تركيا في قطر"، بمشاركة مئات الشركات التركية، الراغبة في العمل بالسوق القطري.

 

لجنة استراتيجية بين البلدين

بعد سنوات من التوافق والتناغم، تم تأسيس "اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا" في 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى، في ديسمبر من العام التالي.

 

منذ تأسيسها، عقدت اللجنة 4 اجتماعات، مناصفة بين قطر وتركيا، نتج عنها إبرام 45 اتفاقية في مجالات متنوعة.

 

وستعقد اللجنة اجتماعها الخامس في قطر، في 25 نوفمبر الجاري، خلال زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للدوحة.

 

خلال الاجتماع الأخير، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني القطرية والمديرية العامة للطيران في تركيا، والبرنامج التنفيذي للعام الثقافي 2019-2020، للتعاون في مجال الثقافة بين البلدين، وتوقيع بروتوكولين: الأول لـ"التعاون في التدريب والتعاون بمجال الحرب الإلكترونية"، والثاني حول "تبادل أفراد القوات المسلحة".

 

كما تم التوقيع على "اتفاقية شراكة تجارية واقتصادية" تهدف إلى تحرير التجارة في السلع والخدمات، والتعاون في التجارة الإلكترونية وجذب الاستثمارات بين الطرفين.

 

علاقات قديمة

السفير التركي لدى قطر، فكرت أوزر، أشار إلى أن "العلاقات التركية-القطرية ليست وليدة اليوم، بل ترجع إلى نهاية القرن التاسع عشر، وأن علاقة مؤسس قطر كانت جيدة مع السلطات العثمانية".

 

وأضاف أوزر في تصريح نقلته وكالة "الأناضول": إن العلاقات التركية-القطرية "ظلت قائمة بكثير من الود والترحاب بعد المؤسس، مع ابنه الشيخ عبد الله بن جاسم بن محمد آل ثاني حتى 1913، وقد حاول الشيخ ساعتها تأخير مغادرة الجنود العثمانيين لقطر كما تقتضي اتفاقيات الصلح الموقعة مع الإنجليز".

 

وأضاف: "وقد حدث انفصال بعد انهيار الدولة العثمانية، ولكن العلاقات عادت في عام 1979 مع الجمهورية التركية، لتشهد تطوراً ملحوظاً في تسعينيات القرن الماضي".

 

وأكمل: "ثم شهدت قفزة نوعية مع تركيا حالياً، بسبب العلاقات الأخوية التاريخية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين".

 

اختباران جديان

يقول المحلل السياسي المصري، مجدي عبد المنعم، لـ"الخليج أونلاين"، إنه خلال العامين الماضيين، خضعت العلاقة بين قطر وتركيا لاختبارين جديّين: أحدهما يتعلق بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في تركيا عام 2016، والثاني يتمثل بالأزمة الخليجية مع قطر، مشيراً إلى أن العلاقات المتينة بين البلدين استطاعت تجاوز الصعوبات والتحديات.

 

وأضاف عبد المنعم في حديثه، أن أكثر الملفات التي تربط البلدين تكمن في الاقتصاد، الذي أشار إلى أنه تضاعف بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب المواقف السياسية خصوصاً في الأزمات الأخيرة، التي كان آخرها التدخل العسكري في سوريا.

 

وعن زيارة الرئيس التركي لقطر، قال عبد المنعم إنها تكتسب أهمية بالغة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع، خصوصاً مع انسجام العلاقة بين البلدين وسط حرب شرسة تشنها أبوظبي والرياض على أنقرة.

 

وتابع: "الرئيس التركي يريد أن يوصل رسالة، مفادها أنه لن ينسى أو يتجاهل مَن وقف إلى جواره في العملية العسكرية شمالي سوريا، والتي صمدت فيها أنقرة أمام كل الضغط الدولي"، كما أن أردوغان "يريد أن تكون زيارته أكبر رسالة، خصوصاً للدول الخليجية والعربية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها وأصدرت بيانات شجب وتنديد، وهاجمت قطرَ حينها، لموقفها الداعم لتركيا".

 

زيارة مهمة

المحلل السياسي التركي، فراس أوغلو، قال إن هذه الزيارة تأتي ضمن اللقاءات المتبادلة بين البلدين، وبالتزامن مع التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة.

 

ويرى أوغلو أن قطر تبحث خلال الفترة الأخيرة عن تحالفات أخرى، "خصوصاً عندما يكون لديها حصار ومقاطعة من أشقائها وجيرانها"، مشيراً إلى أن تركيا "أحد أهم المخارج، من الناحية السياسية والاقتصادية".

 

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أكد أن التحالف التركي-القطري "قوي ومتين، وهذه الزيارة بالذات رسالة مهمة للأمريكان والآخرين".

 

كما أكد أنها تأتي أيضاً في ظل مرحلة مهمة فيما يتعلق بـ"القمة الخماسية التي تجمع قطر وتركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان"، مشيراً إلى أن نجاح هذه القمة والحلف الجديد سيجعل لقطر دوراً كبيراً، وربما يدفع الأطراف المحاصرة لها إلى "العودة للصواب".

 

وقال أوغلو إن قطر سيكون لها دور كبير من الناحيتين الاقتصادية والإعلامية، يمكّنها من أن تكون فاعلاً كبيراً في الحلف الجديد، وهذا الأمر سيكون أحد أهداف الزيارة.

 

ومن المرتقب أن تستضيف ماليزيا قمة إسلامية مصغرة تضم خمس دول: ماليزيا وقطر وإندونيسيا وتركيا وباكستان، في 19 ديسمبر المقبل.

 

وأعلن رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، في 21 نوفمبر الجاري، أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء باكستان عمران خان، وافقوا على المشاركة في القمة.