سموم الحوثي تطال المدارس الأهلية ورياض الأطفال

الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - غرفة الأخبار
عدد القراءات 2732

وسّعت ميليشيا الحوثي الانقلابيّة -على نحو غير مسبوق- دائرة استهداف العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فبعد أن أخضعت المدارس الحكومية لسلطتها بالكامل، شرعت في تطييف تعليم المدارس الأهلية، ومراكز رياض الأطفال.

وسبق وأن استبدلت جميع الكوادر التربوية بآخرين يتبعونها، وأحدثت تغييرات جذرية في المناهج الدراسية وبثت فيها سمومها الطائفية وفخختها بأفكارها العقائدية الإيرانية، وحوّلت المدارس إلى محاضن للتحريض على العنف والكراهية والعنصرية ونشر ثقافة القتل، واتخاذها مصائد لاستدراج الطلبة إلى جبهات القتال والزّج بهم في محارق الموت وقودًا لحربها العبثية.

وقالت مصادر تربوية إن ميليشيا الحوثي أصدرت مؤخرًا تعميمًا إلى المدارس الخاصة في مناطق سيطرتها تلزمها بإقامة أنشطة وفعاليات طائفية بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي (تصادف 8 نوفمبر القادم).

وأضافت المصادر أن هذه الفعاليات "لا علاقة لها بالأنشطة المدرسية التي يفترض أن تنمي مهارات الطلاب، بل تعمل على تحويل الطلبة إلى عناصر متعصّبة طائفيًّا".. مشيرةً إلى أن ميليشيا الحوثي تستغل ذكرى المولد النبوي لنشر أفكارها في أوساط الطلاب، والترويج من خلالها لانتصاراتها الوهمية في إطار سعيها لتشويش عقول الطلاب والزجّ بهم في جبهات القتال.

ويأتي هذا الاستهداف للمدارس الأهلية بعد أن أحكمت الميليشيا سيطرتها الكاملة على سير العملية التعليمية في المدارس الحكومية الواقعة في مناطق سيطرتها، ابتداءً من الإذاعة المدرسية صباحًا، مرورًا بالمعلومات التي يتلقاها الطلبة داخل الفصول، وصولًا إلى الواجب المنزلي الذي تفرضه على الطلبة نهاية اليوم الدراسي.

وكشف المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي عن آخر خطوات العبث الحوثي في قطاع التعليم، وقيامها بفرض مقررات حوثية "ملازم" تحت مسمى "دليل الإذاعة المدرسية"، وتضمن أربعة محاور، تصب في خدمة الميليشيا وتمجيد قياداتها، وشملت المناسبات الوطنية (خاصة بميليشيا الحوثي ومنها تاريخ انقلابها)، والمناسبات الدينية، ومحور أسمته "العدوان على اليمن وآثاره".

إضافة إلى فقرة يومية في الإذاعة المدرسية تحت عنوان "من أقوال القيادة الحكيمة"، يتم اختيارها من خطابات زعيم الميليشيا عبدالملك وملازم شقيقه حسين الحوثي، وفقًا لما ذكره اليناعي، في حديث لموقع "المصدر أونلاين".

وبحسب المسؤول النقابي اليناعي، فإن الدليل الإذاعي بمحاوره الأربعة يحوي أحاديث وأشعارًا وحكمًا وأناشيد وكلمات منتقاة لإلقائها في الإذاعة المدرسية، تروّج لأفكار الحوثي والثقافة المذهبية الإيرانية، وتحرّض على العنف والقتال والعنصرية والكراهية والتمييز السلالي. مضيفًا أن "العديد من فقرات الدليل تتضمّن قسم الولاية، وما يسمّى بالبيعة للحوثي وسلالته ووجوب اتّباعهم وأحقّيتهم بالحكم والسلطة".

وأوضح اليناعي أن ما سمّى بـ"محور المناسبات الدينية" في الدليل الإذاعي تضمّن كلمات وفقرات ركزت على (9) مناسبات: أولها عيد الغدير، ثم معركة كربلاء، وحياة زيد بن علي، ويحيى بن الحسين الذي قدم من شمال الجزيرة العربي واحتلّ صعدة وأجزاء من اليمن قبل ألف عام، ومولد الزهراء، وجمعة رجب، ومعركة بدر، وحياة القاسم بن محمد.
وأشار إلى أن "المناسبات التي أسموها بـالوطنية تضمّنت ذكرى الصرخة، والذكرى السنوية لمصرع حسين الحوثي، والذكرى السنوية للشهيد، وذكرى الانقلاب على الدولة في 21 سبتمبر، مع ذكرى عاصفة الحزم!! تحت عنوان "ذكرى العدوان السعودي الأمريكي".

وذكر اليناعي، أن ميليشيا الحوثي بعثت رسالة لفرض الدليل الإذاعي، وهددت مدراء المدارس في حال لم يلتزموا به؛ إذ ورد في الرسالة: مرسل لكم دليل الإذاعة ومحاورها للعمل بها خلال العام الدراسي، فكل مدرسة تخرجها وتطبعها ويتم العمل والالتزام بما ورد فيها، وسوف يتم النزول الميداني لمتابعة التنفيذ.

وحذر المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين من مواصلة ميليشيا الحوثي تجريف القطاع التعليمي، وعملها على "تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلّم الطائفية، وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال".. محذرًا من الاستمرار في توظيف التعليم ضمن المصالح الفئوية والسياسية والعسكرية.

وقال: "آثار هذا التوظيف ستتجاوز الفرد إلى العمق الاجتماعي، ويضرب بأخطاره أعمدة الاستقرار المجتمعي، ويؤسس لصراعات أهلية طويلة المدى".. مشددًا على ضرورة "توفير حماية قانونية محلية وإقليمية ودولية توقف كلّ محاولات عسكرة التعليم وتطييفه، وتردع أي مساعٍ لاستهداف مؤسساته".

وذهبت ميليشيا الحوثي إلى آخر نقطة في مشروعها لتطييف التعليم، وقامت بفرض تدريس مواد تربوية -تتضمّن أفكارها الطائفية- في مراكز رياض الأطفال، وبحسب ما نقله موقع "العاصمة أونلاين" فإنها فرضت على رياض الأطفال بمركز حفصة في منطقة حي شعوب وسط صنعاء دليل أسماء الله الحسنى، وهو دليل خاص من تأليف ميليشيا الحوثي.

وبحسب المصادر فإن هذا الدليل يتضمن أسماء جديدة تزعم ميليشيا الحوثي أنها من أسماء الله الحسنى، وألزمت المراكز بتلقينها الأطفال في المركز، ونشر "العاصمة أونلاين" نسخة من الدليل، ومن بين الأسماء الجديدة "الشهيد" و"السيد".

ومنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية نهاية 2014، يخضع السكان في مناطق سيطرتها لتلقي أفكار ومعتقدات استوردتها من الحوزات الإيرانية، وتسعى إلى بثّها في وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال المساجد والمراكز الثقافية، ومن خلال مؤسسات التعليم المختلفة، في أكبر عملية تجريف فكري تشهدها اليمن على امتداد التاريخ.