فعالية في صنعاء لنصرة المرأة الفلسطينية

الأحد 08 مارس - آذار 2009 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3114

تحت رعاية رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح وضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية يقيم القطاع النسوي لمؤسسة القدس الدولية – اليمن ، فعالية ثقافية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت شعار: " معاً لنصرة المرأة الفلسطينية "،وتتضمن الفعالية صباحية شعرية للشاعرات: " ابتسام المتوكل ، فاطمة العشبي ومليحة الاسعدي " .

وستقام في نفس الاحتفالية صباحية قصصية للقاصات: " هدى العطاس ، نجلاء العمري و آسيا ثابت رفعان "

بالإضافة إلى معرض فن تشكيلي لمجموعة من الفنانات اليمنيات والفلسطينيات وذلك يوم الأربعاء القادم الموافق 11/3/2009 في الساعة التاسعة صباحاً في مقر مؤسسة واحة الزيتون.

وفي مثل هذا اليوم من كل عام الثامن من آذار تحتفل نساء العالم بيوم المرآة العالمي، حيث يتقبلن التهاني والهدايا، بمناسبة هذا اليوم، بينما نساء فلسطين فالوضع يختلف فمعظمهن يعانى من إجرام الاحتلال ، فمن لم تفقد ابناً شهيداً فقدته أسيراً إن لم تكن هي أسيرة ، حيث يختطف الاحتلال في سجونه (69) أسيرة في ظل ظروف قاسية ، ويحرمهن من حقوقهن الأساسية ويمارس بحقهن كافة أشكال الانتهاك والتضييق تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بمؤسساته التي تنادى بحرية المرأة وتدعى الحفاظ على حقوق الإنسان ،وتغص الطرف عن معاناة أسيراتنا .

إحصائيات

وأكدت وزارة الأسرى والمحررين في تقرير لها بمناسبة يوم المرآة العالمي بان سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من عشرة آلاف امرأة فلسطينية منذ العام 1967 ، وخلال انتفاضة الأقصى اعتقل الاحتلال أكثر من (820) فلسطينية ، وزج بهن في زنازين وغرف التحقيق وفي أقسام العزل ،و لا يزال رهن الاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي (69) أسيرة ، وجميعهن اعتقلن خلال انتفاضة الأقصى ، يتوزعهن على سجني الدامون وهشارون ، منهن (4) أسيرات من قطاع غزة ، وهن (وفاء البس ) 28 عاماً، والأسيرة (روضة حبيب ) 31 عاماً ، والأسيرة (شيرين الشيخ خليل) و( فاطمة الزق) 42 عاماً والتي وضعت مولودها \"يوسف\" داخل السجون .وهناك (4) أسيرات من القدس ،والباقي من محافظات الضفة الغربية .

ومن بين الأسيرات ستة أسيرات لم تتجاوز أعمارهن الـ 18 عاماً ، ومن بين الأسيرات (40) أسيرة محكومة بأحكام مختلفة أعلاهن حكماً الأسيرة (أحلام التميمي) والذي تمضى حكماً بالسجن 16 مؤبد ، و الاسيرة (قاهرة السعدي) ثلاث مؤبدات وثلاثين عاماً ، و(آمنة منى) و(سناء شحادة) و(دعاء الجيوسي) يقضين حكماً بالسجن المؤبد ،وهناك (24) أسيرة موقوفة ، و(5) أسيرات يخضعن للاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة ، ومنهن (4) أسيرات أزواجهن معتقلين فى سجون الاحتلال.

ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن ممارسة سياسة اعتقال النساء من الاراضى الفلسطينية ،حيث اعتقلت منذ بداية العام الجاري (9) نساء أصغرهن الطفلة (براءة بركات ملكي) 14 عاما من مخيم الجلزون ، وحولتها إلى الاعتقال الادارى ، ورغم صدور قرار منم المحكمة بإطلاق سراحها الا أن النيابة العسكرية اعترضت على القرار واستأنفت الحكم للأسيرة .

معاناة مستمرة

وأوضح المستشار محمد فرج الغول وزير شئون الأسرى بان إدارة السجون الإسرائيلية تقوم بحملة قمع منظمة ضد الأسيرات لا تتهاون في ابتكار اعنف أساليب التعذيب والتضييق والحرمان من الحقوق من اجل زيادة معاناة الأسيرات لتدمير الحالة النفسية للأسيرة والسعي لتدمير شخصية الأسيرة لتصبح غير قادرة على مشوار العطاء والبناء ، وتكون رادع لغيرها من المشاركة في مقاومة الاحتلال ، وقد صعدت إدارة السجون من انتهاكاتها بحق الأسيرات في الشهور الأخيرة ، وخاصة على صعيد الإهمال الطبي المتعمد ، وحرمان الأسيرات من التعليم ، وحرمان الأهل من إدخال أى مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها ،ولا تسمح للأسيرات بإخراج الأعمال اليدوية التي قمن بإعدادها إلى الأهل خلال الزيارات ، كذلك تمنع وصول أو إرسال الرسائل من والى الأسيرات ،وخاصة أسيرات قطاع غزة واللواتي يحرمن من الزيارة منذ أكثر من 20 شهر متواصلة وتمثل الرسائل الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الأهل . ويتم منع الأسيرات حالياً من إدخال الأحذية ،وإجبارهن على الشراء من الكنتين والذي يصل ثمن الحذاء فيها إلى 350 شيقل للحذاء ، وأشار الغول بان إدارة السجون لا زالت تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل حيث تعبث في أغراضهن الخاصة ،وتقلب محتويات الغرف رأساً على عقب بهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة ، وكذلك حرمانهن من الملابس والأغطية الشتوية، وتستخدم إدارة السجون أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات بحجة مخالفة قوانين الاعتقال داخل السجن ، حيث لا تزال الأسيرة المريضة(لطيفة ابوذراع ) رهن العزل الانفرادي في قسم العزل رقم ( 13) فى سجن تلموند ، وسط ظروف قاسية جدا ولا يسمح لها بالخروج إلى الفورة إلا وهى مقيدة من قدميها ،على الرغم أنها تعانى من ورم في المعدة لم يعرف سببه ، ولا تخف آلامها من الدواء التى صرفه لها ممرض السجن .

كما تفرض على الأسيرات الغرامات المالية الباهظة بحجج واهية ، هذا عدا عن الغرامات التي تفرض عليهن في المحاكم بجانب الحكم بالسجن ، فيما تتعرض الأسيرات اللواتي يتنقلن بين السجون أو يخرجن إلى المحاكم لسوء المعاملة والاهانة واعتداءات بالشتم والضرب من قبل السجانات المرافقات لهن ، حيث تعرضت الأسيرة (سنابل بريك) من نابلس أثناء نقلها إلى المحكمة إلى معاملة مذلة وشددت القيود على أيديها بشكل قوى مما احدث أثاراً على يديها، وقامت سجانة بالاعتداء عليها بالضرب على الوجه والأنف ورطمها بالحائط.

كما تعانى الأسيرات من الحرمان من الزيارات ولفترات طويلة, وترفض الإدارة السماح للأسيرات باقتناء مكتبة داخل السجن ، كذلك رفضت حصول الأسيرات على عدد اضافى من الكتب ،حيث لا تسمح للأهل إلا بإدخال كتابين فقط لكل أسيرة ، وعند الانتهاء منهن لا يسمح بدخول كتب جديدة حتى يتم تسليم الكتب القديمة إلى الإدارة ، كما منعتهن من أداء الصلاة بشكل جماعي فى ساحة الفورة ،.

أعشاب بدل العلاج

من جهته أكد رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان إدارة السجون تمارس الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسيرات كأسلوب عقابي ودائم ، حيث أن ثلث الأسيرات يعانين من الأمراض ، بينهن حالات خطيرة ، وتشتكى الأسيرات من عدم وجود طبيب مختص أو طبيبة نسائية في عيادة السجن لتراعي شؤون الأسيرات المريضات ،ولا توفر الإدارة لهن سوى ممرض ،لا يصرف لهن سوى المسكنات والاكامول .

وتستعيض الأسيرات عن العلاج بالمداوة بالأعشاب والوصفات الطبية المتوفرة داخل السجن كالتداوى بزيت الزيتون الدافئ ، لعلاج الأسيرات اللواتي يشتكين من أمراض العظام وأعراض الرطوبة ، و المرمية والبابونج لعلاج أعراض الأنفلونزا وضيق التنفس والمغص ، والقرنفل لعلاج أمراض الأسنان ، وغيرها من الأغراض التي يستطيع الأسرى الحصول عليها من كنتين السجن أو عبر زيارات الأهالي .

ومن بين الحالات المرضية الموجودة بين الأسيرات حالة الأسيرة (أمل فايز جمعة ) من مخيم عسكر محكومة 11 عاما،و تعاني من مرض السرطان في الرحم ، ولا تتلقى العاج المناسب لحالتها الصحية ،وهناك خطورة على حياتها .

وتعانى الأسيرة (نوال السعدي ) من مخيم جنين في سجن تلموند من عدة أمراض أهمها ارتفاع ضغط الدم وحساسية بالجيوب الأنفية وجلطة بقدمها حيث كانت قد تعرضت خلال التحقيق في سجن الجلمة في تعذيب قاسى نفسي وجسدي .

ويهدد فقدان البصر الأسيرة ( سناء صلاح) التى لا ترى بعينها اليمنى ، وبدأت تعانى من مشاكل فى عينها اليسرى ، حيث اخبرها الطبيب بأنها بحاجه إلى عمليه ولكن يجب عليها الانتظار طويلاً حتى يأتي دورها من اجل إجراء العملية .

كما تعانى معظم الأسيرات من الأمراض الجلدية المعدية نتيجة انتشار الحشرات ، وقلة عدم النظافة وعدم توفير مواد التنظيف ومكافحة الحشرات كما تعانى الأسيرات من أمراض العظام نتيجة انتشار الرطوبة العالية فى الأقسام والغرف .

ولادة في السجون

وأشار الأشقر بان اشد ما تتعرض له الأسيرات هو أن عدد منهن قد أنجبن داخل السجن ن حيث اعتقلن وهن حوامل ، وعانين من ظروف قاسية وصعبة ، حيث يحضرن إلى المستشفيات وهن مقيدات ولم تفك قيودهن إلا عند البدء بعملية الولادة ، ومنهن من ولدت وهى مقيدة كالأسيرة المحررة ( منال غانم) .

وكانت أربعة أسيرات قد وضعن أولادهن داخل السجون أطلق سراح ثلاثة منهن بعد قضاء مدة محكوميتهن ، وهن الأسيرة المحررة( ميرفت طه) من القدس ووضعت ابنها \" وائل \" عام 2003 ، ، والأسيرة المحررة ( منال غانم) من طولكرم ، ووضعت ابنها \" نور \" أيضاً عام 2003، ، والأسيرة المحررة (سمر صبيح ) من غزة والتي وضعت طفلها \"براء\" عام 2006 ،فيما لا تزال الأسيرة (فاطمة يونس الزق) من غزة برفقه ابنها \"يوسف\" التي وضعته في السجن منذ عام ، داخل سجون الاحتلال ، ولا تتلقى اى معاملة خاصة مع ابنها الرضيع الذي يحرم من الحليب والطعام الخاص والألعاب ويحرم من أخوته الستة الذين لم يروه منذ ولادته ،وقد تعرض أكثر من مرة لانتكاسه صحية كادت ان تؤدى بحياته لولا رعاية الله .

مناشدة عاجله

وناشدت وزارة الأسرى والمحررين المجتمع الدولي ، والمنظمات الحقوقية المختلفة ، وخاصة التي تعنى بقضايا المرآة ، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والتي تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم ، كما تشدد على الفصائل الفلسطينية التي تحتجز الجندي شاليط أن يتمسكوا بمطالبهم لضرورة إطلاق سراح كافة الأسيرات من سجون الاحتلال في عملية التبادل القادمة ، كما تدعو كافة وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء أكثر على معانة الأسيرات وفضح الانتهاكات التي يتعرضن لها فى سجون الاحتلال .