إرتفاع إنتاجية اليمن من اللوز الى 10 آلاف طن العام الماضي

الجمعة 06 مارس - آذار 2009 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - سبأنت: درهم السفياني
عدد القراءات 9662
 

إرتفع انتاج اليمن من محصول اللوز العام الماضي الى 10 آلاف طن في مؤشر اعتبره خبرا زراعييون خطوة ايجابية نحو تشجيع زراعته واحلاله بديلاً عن القات خلال السنوات القادمة .

كما شهدت زراعة اللوز في اليمن خلال السنوات الأخيرة توسعاً ملحوظاً فيما يتعلق بمساحته الزراعية والتى وصلت الى ما يزيد عن 4 آلاف و888 هكتار خلال العام 2008م .

وتنتشر زراعة اللوز في المرتفعات الجبلية كمحافظة صنعاء التى تشتهر منذ مئات السنين بزراعة أصناف عديدة من أشجار اللوز التي تمتاز بمواصفات غذائية واقتصادية عالية لاحتوائها على فيتامينات غذائية وفيرة، حيث يحتوي علي البروتين والدهون والكربوهيدرات والأملاح المعدنية .

وتزدهر زراعته في المناطق المناسبة لزراعة العنب وذات الأمطار القليلة التى تتراوح ما بين 150- 400 ملم، وتتركز زراعة اللوز في اليمن خلال الفترة من يناير الى فبراير في كل عام .

وتوجد عدة أصناف محلية من اللوز يطلق عليها المزارعون أسماء مختلفة كالصنف الشمطي - الرازقي - الشلالتي - الشحطي وهناك صنف نادر يستخدم في علاج مرضى السكر ويسمى باللوز القبي .

وتعتبر شجرة اللوز من أكثر أشجار الفاكهة تحملاً للجفاف ولذا فهي تعتمد على مياه الأمطار في الصيف، وتصنف ضمن الأشجار المعمرة والتى يصل عمرها الى ما فوق الخمسين عام، ويبدأ انتاجها اقتصاديا بعد السنة العاشرة من عملية الغرس .

وتصنف ثمار اللوز ضمن المسكرات التى تقدم في المناسباب الاجتماعية والدينية والأعياد في اليمن، وتسهم زراعته في تحسين دخل المزارعين وأوضاعهم المعيشية، كما تمتاز ثمرة باللوز بمقاومتها للعطب والتعفن إذ يمكن تخزينها لعشرات السنين اذا لم تنزع قشرتها الخارجية .

وحول الأهمية الإقتصادية لمحصول اللوز يتفق الجميع على القيمة الإقتصادية والتسويق العالي لهذا المحصول الإقتصادي والغذائي الهام، وما يحققه من مردودات إقتصادية مرتفعة، فضلا عن مزاياه المتمثلة في سهولة نقله وتخزينه وتصديره .

وينفرد اللوز اليمني ( البلدي) بمذاق وجودة عالية وبمواصفات عالمية جعلته يحظى بإقبال كبير من قبل المستهلكين ورواجاً واسعاً في الأسواق المحلية والخارجية . 

واشتهر هذا المحصول بفوائده الصحية خاصة اذا أُكلت ثماره بعد الجني مباشرة، حيث يوصف علاجاً لقرحة المعدة والإلتهابات اللثة، كما يستخدم في إزالة الأملاح الزائدة ويعطي الجسم طاقة ويقوي النظر والذاكرة .

وبحسب دراسات علمية حديثة فإن استخدام اللوز يسيطر على مستوى السكر في الدم ويقي من التوتر الناتج عن عملية التأكسد ويساعد استخدامه بشكل مستمر على الحفاظ على صحة القلب .

ونتيجة لتلك الشهرة فإن خبراء الزراعة يشيرون الى أهمية إيجاد آلية واستراتيجية خاصة تتبناها الحكومة بهدف التوسع في زراعة وانتاجية اللوز خلال السنوات القادمة .. معتبرين العائد الإقتصادي لمحصول اللوز وإرتفاع سعر الكيلوجرام الواحد منه والذي وصل مؤخراً الى 14 ألف ريال، أحد العوامل المساهمة في تشجيع هذه الزراعة وإمكانية إحلالها بديلاً عن زراعة القات الذي يهدد بإستنزاف المياه الجوفية .

رئيس الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات صنعاء - صعدة - حجة- عمران المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني يشير الى ان إهتمام المزارعين بهذه الشجرة ومردودها الإقتصادي الكبير أدى الى إتساع زراعة وانتاجية اللوز وتضاعفها خلال السنوات الأخيرة .

موضحاً أن المحافظات الشمالية المستهدفة في أنشطة الهيئة ومشاريعها هي المحافظات الرئيسية لزراعة اللوز متعدد الأصناف، حيث بلغت اجمالي المساحة المزروعة فيها خلال العام الماضي أكثر من 4 آلاف و872 هكتارا.

ونوه المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني بأن الهيئة تولي هذا النشاط إهتماماً واسعاًَ واسهامها في إتساع المساحة المزورعة بهذا المحصول وزيادة انتاجية الوحدة الواحدة من الهكتار .. مؤكداً أنه تم خلال السنوات الماضية انتاج وتوزيع أكثر من 30 ألف شتلة لوز على المزارعين في مناطق أنشطة ومشاريع الهيئة، منها 8 آلاف شتلة لوز متنوعة وزعت العام الماضي على كافة مشاتل مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء .

وبين أن اللوز من المحاصيل الإقتصادية الهامة التى بدأت تنتشر زراعته في المحافظات الشمالية لملائمته للظروف المناخية وتحمله للجفاف وتناسب زراعته مع درجات برودة مرتفعة .

ولفت الى ان الهيئة دشنت خلال يناير وفبراير الماضيين موسم غرس شتلات اللوز لهذا العام في مزرعة الحتارش بمحافظة صنعاء وبمساحة تتجاوز هكتارين كحقل نموذجي وارشادي للمزارعين، كما ان الهيئة نفذت تزامناً مع موسم الغرس أكثر من خسمة حقول إرشادية لزراعة اللوز في عدد من مديريات المحافظة .

واعتبر رئيس الهيئة أن التوسع في زراعة اللوز أحد العوامل المساهمة في تقليص زراعة القات الذي أصبح يشكل خطراً حقيقاً يهدد بإستنزاف المياه الجوفية على حساب زراعة المحاصيل الغذائية اللازمة لتوفير الأمن الغذائي.

ونوه بضرورة تبني استراتيجية وخطة تكفل عملية التوسع في رقعة زراعة اللوزيات والمحاصيل الزراعية الاخرى وبما من شأنه دعم وتنمية القطاع الزراعي في اليمن بإعتباره من القطاعات الحيوية الهامة والواعدة.