الأحمر يصل اليوم الى أرض الوطن والمشترك يعد حفل استقبال كبير

الخميس 27 إبريل-نيسان 2006 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس / صنعاء / خاص
عدد القراءات 3444

 الرياض وهو الاعتكاف الذي أثار جدلاً واسعاً في المجتمع اليمني بجميع أطيافه وفئاته الشعبية والاجتماعية والسياسية على حد سواء بين من يسميه اعتكافا سياسيا احتجاجاً على الأوضاع التي وصلت إليها البلاد ، وتوتر العلاقة بينه وبين الرئيس علي عبدالله صالح ، إضافة إلى بعض القضايا المتعلقة بقانون اللائحة الداخلية للبرلمان وتجديد انتخابه لهيئة رئاسته ، وبين من ينفي اعتكافه ويبرر غيابه بوعكة صحية ألمت به مؤخراً وذهب لإجراء عملية جراحية وقضاء فترة نقاهة في السعودية القريبة إلى قلبه باعتبار انه اشد المسؤولين اليمنيين التصاقاً بالعائلة السعودية وأقربهم إلى الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان.

أكدت مصادر مقربة من الشيخ الأحمر لـ"مأرب برس" أن التجمع اليمني للإصلاح وأحزاب اللقاء المشترك المكون من 5 أحزاب سياسية معارضة تعمل منذ مطلع الأسبوع الجاري للإعداد لاستقبال كبير دعت إليه قواعدها من جميع المحافظات اليمنية كنوع من إثبات ولائها له واعتزازها به كزعيم لأكبر أحزابها "تجمع الإصلاح" وبالتالي زعيم لها في وجه سياسات الحزب الحاكم ، ونكاية بالمؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح والذي دخل معهم في حوارات "عويصة" بشان الانتخابات القادمة والإعداد لها من قبل اللجنة العليا للانتخابات التي طالبت أحزاب المشترك تغييرها في وقت بحجة عدم قانونيتها.

وكان المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" استطاع وبذكاء كبير منتصف فبراير الماضي تلافي أزمة دستورية أوشكت على أن تلقي بظلالها على اليمن خلال الفترة القادمة بسبب رفض الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس البرلمان العودة من المملكة العربية السعودية التي ذهب إليها في إطار رحلة قيل أنها علاجية.

وقالت مصادر مطلعة لـ"مأرب برس" أن توجيهات عليا صدرت للكتلة البرلمانية للحزب الحاكم بإعادة انتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب السابقة كما هي برئاسة الشيخ الأحمر ونيابة كل من الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام يحي الراعي وأمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي للمؤتمر الحاكم عبد الوهاب محمود والدكتور جعفر باصالح ، تلافياً لازمة دستورية كادت أن تعصف بالوضع الداخلي خلال الأيام القادمة وربما تتطور إلى ماهو ابعد من ذلك خصوصاً مع اعتراض الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر على اللائحة الداخلية لمجلس النواب التي تم تمريرها من قبل الأغلبية الكاسحة للحزب الحاكم والتي كان من أهم نصوصها التي اعترض عليها الأحمر هو إعادة انتخاب هيئة رئاسة المجلس كل سنتين أي 3 هيئات في كل دورة برلمانية الأمر الذي رفضه الأحمر بقوله "يوزنونا كل سنتين".

من المعروف والمسلم به في الأوساط اليمنية أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشائخ قبائل حاشد، ووجيه اليمن، ورئيس مجلس النواب وزعيم الحزب الإسلامي في اليمن "الإخوان المسلمين"، يعتبر صاحب رأي سديد وصانع الرؤساء كما يطلق عليه في الأوساط الشعبية، وهو شخصية تحظى باحترام الجميع، وله وزنه الثقيل في الساحة السياسية والاجتماعية وغيرها، ويتمتع بالعديد من السجايا المحمودة كالصدق ودماثة الخلق والصراحة والبساطة المتناهية في التعامل حتى انه سئل عن مكاسبه من الثورة اليمنية فقال البيوت العظيمة والسيارات الفاخرة.

ولا يخلو الأمر من مناكفات حزبية أو شخصية من قبل بعض الأشخاص الذين يحاولون النيل من الشيخ عبد الله الأحمر، إذ تعرض كثيرا للهجوم تارة من قبل الخصوم السياسيين عن طريق المقالات الصحافية مثلا وتارة من قبل بعض المنافسين القبليين في إطار القبيلة وأعرافها فقط.

وكانت العاصمة اليمنية صنعاء شهدت في 11 نوفمبر من العام قبل الماضي 2004م توافدا كبيرا لمجاميع قبلية من جميع المحافظات اليمنية الذين حشدهم التجمع اليمني للإصلاح "الحزب الإسلامي في اليمن" لاستقبال رئيسه الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي وصل إلى مطار صنعاء عصر ذلك اليوم (الخميس)، قادماً من المملكة العربية السعودية التي قضى فيها فترة نقاهة استمرت قرابة تسعة أشهر ، بعد وصوله إليها من العاصمة الفرنسية باريس حيث تلقى علاجه من الحادث المروري الذي تعرض له في العاصمة السنغالية دكار في آذار (مارس)2004م.

وعلمت "مأرب برس" من مصادر مطلعة أن الاستقبال الكبير الذي حشد له حزب الإصلاح الإسلامي بمساعدة أحزاب اللقاء المشترك والذي قدر بمليوني مستقبل ، كان يقصد منه توجيه رسالة إلى المؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم " وقيادته مفادها "أن الرجل القوي قد وصل" وهذه قوته ، حيث اصطف المهنئون ومجاميع القبائل التي قدمت من جميع المحافظات والمدن والقرى والهجر اليمنية لاستقبال الشيخ الأحمر ، على امتداد الطريق المؤدي من المطار إلى صنعاء والذي يمتد لأكثر من 20 كيلو مترا ، وهم يهتفون بصوت منظّم "أهلا بحكيم اليمن " ، "الحمد لله على السلامة " ويرفعون الصور المجسمة للشيخ الأحمر واللافتات المعبرة عن مدى حبهم واعتزازهم بالشيخ والتي كانت معظمها تقول "أصبح العيد عيدين عيد الفطر ، ومقدمك يا حكيم اليمن" لينتهي بهم المطاف بالاحتفال الكرنفالي في قصر الشيخ الأحمر في منطقة الحصبة "احد أحياء العاصمة صنعاء".

"مأرب برس" كانت حاضرة ذلك الاحتفال البهيج الذي أقيم في منزل الشيخ الأحمر وحضره قيادات الأحزاب السياسية والمشائخ والوجهاء والأعيان وأعضاء مجلسي النواب والشورى والعلماء " وتغيب عنه الجانب الحكومي " ، حيث التقت الشيخ مجاهد أبو شوارب رحمه الله الذي قال آنذاك لا أستطيع أن اعبر وهذه الجماهير كلها هنا ، المنظر والحشد يعبر عن نفسه ، صنعاء اليوم ضاحكة والدنيا فارحة "سعيدة" بمقدم الشيخ عبدالله وكل عام والجميع بخير ".

من جهته قال الشيخ عبد المجيد الزنداني "عضو مجلس الرئاسة السابق" إن هناك دلالات عدة لعودة الشيخ الأحمر وأهمها فرحة الشعب اليمني الذي خرج لاستقباله من المطار إلى منزله تحت حرارة الشمس ، مشيرا إلى أن اغلب الشعب مشى تلك المسافة على الأقدام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حب هذا الرجل الذي كان ولا يزال كبيرا في مواقفه منذ ما قبل الثورة اليمنية والى اليوم ، أما المناضل محمد الرباعي أمين عام اتحاد القوى الشعبية فيشير إلى أن عودة الشيخ عبد الله إلى اليمن أعادت الروح إلى الحياة السياسية اليمنية بعد أن كانت قد بدأت تفتر وتفقد بريقها ، ويضيف الرباعي سمعت من بعض العامة أثناء أزمة التمرد التي حصلت في محافظة صعده من يقول " لو كان الشيخ الأحمر موجودا لما قامت تلك الفتنة والتمرد " وهذا يدل على ثقة الشعب اليمني بحكمة هذا الرجل الذي يمثل الأب الروحي للشعب اليمني الذي خرج اليوم لاستقباله

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن