لماذا اجتمع محمد بن سلمان مع قائد الجيش الباكستاني ومدير المخابرات؟

الأربعاء 20 فبراير-شباط 2019 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3369

 

تحت عنوان “الأمير السعودي القوي يجول آسيا وبهدف” كتب الخبير في شؤون الخليج بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سايمون هندرسون مقالة نشرها موقع “ذا هيل” الذي يغطي شؤون الكونغرس، وقال فيها إن تأخر وصول ولي العهد إلى باكستان من السبت إلى الأحد يعني تغيرا في جدول الجولة، ذلك أنه وصل إسلام أباد يوم الأحد وغادر الإثنين وزار الهند وسيواصل إلى الصين، لكن زيارته لكل من إندونيسيا وماليزيا الغيت أو كما أشار المسؤولون السعوديون فقد “أجلت”. وغطى على زيارته لباكستان والهند الهجوم الإرهابي في كشمير، الذي قتل فيه 44 جنديا هنديا. وأنكرت باكستان أمام الاتهامات الهندية أية علاقة بالهجوم وزادت الهند التعرفة الجمركية على البضائع الباكستانية بنسبة 300% وتفكر كما يقول الكاتب بعمل عسكري، فيما ردت باكستان باستدعاء سفيرها من نيودلهي للتشاور. ويعلق الكاتب “أننا لا نتحدث عن تبادل نووي بين الدولتين الآسيويتين العملاقتين، في الوقت الحالي على الأقل”.

ويعلق هندرسون أن الرحلة إلى باكستان، من الناحية الإعلامية، هي بمثابة مهرجات حب بين محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، لاعب الكريكيت الدولي الذي انتخب العام الماضي. وأعلن بن سلمان الذي أصبحت سلطته في السعودية كاملة أنه “يشعر وكأنه في بيته باكستان”. أما خان الذي يعتمد في حكمه على الجيش فقد كان ممتنا لعشرين مليار دولار كمساعدات سعودية وعقود. كما أن السعودية دفعت ثمن الرحلة التي اشتملت على 8 حاويات لأمتعة ولي العهد و 3.500 حمامة تم شراؤها من السوق المحلي لإطلاقها عند وصول الأمير إلى العاصمة الباكستانية. ولوحظ أن ولي العهد عقد اجتماعا جانبيا مع الجنرال عمر جاويد باجاوا، قائد الجيش الباكستاني الذي رافقه الجنرال عاصم منير، المدير العام لوكالة الاستخبارات الباكستانية (أي أس أي) وهي المؤسسة التي تتهم بتدبير هجوم كشمير. ويقول الكاتب إن السعودية لم تهتم في الماضي بالمشروع النووي الباكستاني ولكن الملاحظ في البيان الختامي شموله على “تعزيز التعاون بين البلدين” في المجالين الدفاعي والأمني. وعندما أعلن عن الزيارة في الأسبوع الماضي وصفت رحلة محمد بن سلمان بأنها “توجه نحو آسيا” من الناحية التجارية ولأن الدول في منطقة آسيا لن تسأل أسئلة حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 في إسطنبول.

وتظل الصين والهند من العمالقة الاقتصاديين أما باكستان فهي بحاجة إلى الدعم المالي. وتريد الهند والصين علاقات تجارية أوسع، نفطية بعبارة أخرى. إلا أن الهند لن تكون راضية عن علاقات قوية بين الرياض وإسلام أباد خاصة إن لم تظهر المملكة جهودا لضبط النشاطات الخبيثة في كشمير وأفغانستان. ولهذا أكدت نيودلهي على أن ولي العهد لا يستطيع الطيران مباشرة من الباكستان وهو ما أجبره على العودة إلى الرياض ومنها إلى الهند. وفي نفس الوقت اتهمت إيران باكستانيا بالمشاركة في هجوم على الحرس الثوري قرب الحدود المشتركة بين البلدين. ويرى الكاتب أنه وبعيدا عن الخلافات الهندية-الباكستانية فالزيارة للصين تظل مختلفة. لأن الدعم السياسي الصيني لباكستان يعود لسنوات طويلة وأقل تقلبا من دعم واشنطن. ومن الناحية التجارية فالعلاقات قوية خاصة أن الباكستان من الناحية النظرية جزء من “حزام واحد، طريق واحد” وهي المبادرة الصينية لإحياء طريق الحرير. وهو طريق طويل يصعد على ارتفاع 15.000 قدم.