وأمريكا تسعى لإعادة "عباس" إلى غزة عبر استغلال "إعادة الإعمار

الأربعاء 14 يناير-كانون الثاني 2009 الساعة 06 صباحاً / مارب برس - رصد
عدد القراءات 4382


تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال "إعادة الإعمار" في قطاع غزة بعد انتهاء العدوان العسكري الصهيوني، في مساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة حضورها ونفوذها على حساب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال مسئولون أمريكيون وغربيون إن تفاصيل الخطة لم توضع بعد وتتوقف على مدى نجاح العدوان العسكري الصهيوني في إضغاف سيطرة حماس على مقاليد الحكم.

وكان العديد من المحللين قد رأى أن من أهم أهداف هذه الحملة الوحشية ضد أبناء قطاع غزة هو معاقبتهم على اختيارهم لحركة حماس في القيادة وانحيازهم إليها على حساب أجهزة السلطة الفلسطينية التي دب الفساد في مختلف أركانها.

وبحسب وكالة رويترز فإن الهدف من عملية "إعادة الإعمار" أن ينسب الفضل للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ويحرم إسلاميو حماس الذين فازوا في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 من التعاطف الشعبي الذي يتمتعون به.

ولكن دبلوماسيًا أوروبيًا كبيرًا يشارك في المناقشات اعتبر أن هذه المحاولة قد لا تنطلي على شعب غزة الذي يدفع ثمن اختياره لاستراتيجية حركة حماس اليوم من دمائه ولم يبدُ عليه أنه تراجع أو ندم على ذلك.

وقال مسئولون أوروبيون: "أي برنامج كبير لإعادة الإعمار من المرجح أن يقابل عقبات كبيرة بدءا من الاقتتال بين الفلسطينيين والفساد في صفوفهم إلى العراقيل "الإسرائيلية" وهي عقبات من شأنها أن تزيد إضعاف الثقة في "المعتدلين" من أمثال عباس الذين يدعون للتوصل إلى اتفاق للسلام مع إسرائيل".

مصادر صهيونية: العملية العسكرية تهدف لإعادة عباس وفتح إلى غزة:

وكانت مصادر إخبارية صهيونية قد ذكرت أن العملية العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة، تهدف في المقام الأول إلى إسقاط نظام حركة حماس، وتسليم غزة خالية من قادة الحركة لحركة فتح، ولرئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن".

وقال موقع " نيوز فيرست كلاس" الذي يتمتع بمصداقية إعلامية كبيرة في تل أبيب في تقرير له تحت عنوان "الرجل الأكثر سعادة بالعملية العسكرية ضد غزة": إن رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" هو أكثر شخص يشعر بالسعادة من قيام الجيش "الإسرائيلي" بتنفيذ عدوانه العسكري على قطاع غزة.

والسبب في ذلك- حسبما ذكر الموقع- هو أن فترة رئاسته أوشكت على الانتهاء، وأن حركة حماس كانت تعارض بشدة التجديد له، أو إعادة انتخابه مرة أخرى .حيث يحظر القانون الفلسطيني ذلك، خاصة وأن من أهم العراقيل التي تقف أمام إعادة انتخاب "أبو مازن"، هي أن غالبية أعضاء المجلس التشريعي من حماس.

وأضاف الموقع: "لذا قامت الحكومة "الإسرائيلية" التي هربت من قبل من قطاع غزة خوفاً وذعراً، بإرسال جيشها الحربي، لتنفيذ اجتياح بري للقطاع، من أجل إسقاط نظام حماس، بدعوى وقف إطلاق الصواريخ التي تطلقها الحركة".

وعلى صعيد أخر عثر المواطنون الفلسطينيون في منطقة "أم المهد" شرق خان يونس - خلال بحثهم على حاجياتهم تحت ركام منازلهم التي دمرها الاحتلال - على "خرائط اجتياح" المنطقة الشرقية التي وضعها جيش الاحتلال وأخفق في تنفيذها.

 وتقوم قوات الاحتلال الصهيونية منذ عدوانها على غزة بهدم العشرات من المنازل التي طالبت أصحابها بإخلاءها، فيما استشهد عدد كبير من المواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء داخل منازلهم التي هدمتها فوقهم.

ويتزايد أعداد الشهداء من المواطنين على مدار الساعة بسبب القصف المتواصل على كافة المناطق في القطاع، فضلاً عن اكتشاف طواقم الإسعاف والدفاع المدني لجثث العشرات منهم تحت ركام هذه المنازل.

وأشارت الشبكة الفلسطينية للإعلام إلى أنه ورغم أجواء الدمار والعدوان فإن المواطنين الفلسطينيين لازالوا يتمتعون بنصيب كبير من الصبر والترابط خلال تجمعهم في الأماكن التي لجأوا إليها لتحميهم من القصف.

المواطنون يعثرون على خرائط الاجتياح الفاشل:

وأثناء عودة المواطنين إلى منازلهم عثروا على خرائط لجيش الاحتلال الصهيوني التي وضعت للسير عليها خلال الاجتياح البرى، وقد ظهر في هذه الخريطة التي وصلت إلى قيادة كتائب القسام في المنطقة الشرقية بخان يونس كافة المنازل التي سيتم هدمها واقتحامها والحدود التي سيصل إليها جيش الاحتلال.

وقال أبو خالد وهو أحد قيادات القسام في المنطقة: "منازل كافة المواطنين موضوعة على الخارطة بشكل دقيق، حيث إن جيش الاحتلال وضع على الخارطة إشارات على البيوت التي هدمها، وأبرزت الخارطة المخططة عدم تحقيق أي من الأهداف التي وضعت لهذا الاجتياح".

وأضاف أبو خالد: "إن جيش الاحتلال لم يستطع أن يتقدم إلى المحاور التي وضعها للدخول منها ولم يتم دخول القوات الخاصة إلى البيوت التي تم معاينتها لذلك، عدا بيوت أبو طعمية التي دخلتها لساعات وتركت وراءها الخارطة، ويبرز هذا بشكل واضح فشل الجيش في تنفيذ الاجتياح البرى للمنطقة".