مراهنة حلال بدولار وخمس وثلاثون سنتاً .. العمانيون الأبطال ولا عزاء للبقية .. تحليل رياضي

الجمعة 02 يناير-كانون الثاني 2009 الساعة 05 مساءً / مارب برس - خالد الجمرة – خاص
عدد القراءات 3714
 
من يكسب خليجي 19؟ سؤال تردد كثيراً هذه الأيام لكن وبتتبع أوضاع المنتخبات المشاركة في البطولة يمكن استنتاج الإجابة الطبيعية عن هذا التساؤل........... حيثُ يبدوا بوضوح أن مستوى الإمارتيين حاملو اللقب والمدافع الأول عن كأس البطولة تعرض لاهتزاز مُخل بفعل النتائج المُخيّبة للأمال في تصفيات كأس العالم للقارة الصفراء، ومع أن مدرب المنتخب دومينيك قدم شغل طيب لا بأس به في الفترة الأخيرة مع رفاق إسماعيل مطر إلا أن المنتخب الأبيض لم يتعافى تماماً من علته... باختصار مازال يُعاني من أوجاع لعنة ميتسو التي مازالت بادية على خطوطه حيث ظهرَ كل ذلك بشكل واضح في المقابله الودية الأخيرة التي خاضها الأبيض مع المنتخب العراقي..

وبنظرة خاطفة للمنتخب القطري يمكن بسهولة استبعاده من تحقيق حتى نتيجة إيجابية تشفع له خروجه المبكر المتوقع في هذه البطولة، فالعنابي مترنح تماماً، وأضاع هويته منئذ استبعاد مدربه الرائع فوساتي بفعل نهم وتطلع إداري غير محسوب..، إضافة إلى أن المدرب ميتسو حتى الأن لم يستطع أن يتخلص من شبح الفشل الذي يلازمه من بعد تحقيق خليجي 18 بمعية المنتخب الإماراتي، ولا أعتقد أن أبناء الدوحة قادرون على أن يقفزوا من على جروحهم المثخنيين بها بفعل طرقات الهزائم العريضة التي تلقوها في تصفيات القارة للتأهل إلى كأس العالم حتى وإن استعانوا بمنطاد فالفريق فيه من الجروح ماتطرح فيلاً سيبيرياً ضخماً على الأرض...

أما المنتخب السعودي وهو المنتخب المرشح فـوق العادة لكسب ود هذه البطولة وتخزين كأسها الثمين في خزينة الكؤوس العامرة بالرياض، وبشهادة عدد كبير من السعوديين لم يسبق أن دخل الفريق السعودي بطولة كأس الخليج في أي من نسخها السابقة وهو بالضعف الفني والبدني الذي هو عليه الحال الآن، الفريق يعاني الكثير والكثير ومع احترامي الشديد لمدربه المحلي الجوهر إلا أنه لم يستطع أن يطور أسلوب المنتخب منئذ استلامه، ولم يضف فنياً للمنتخب شيئ يذكر، والكثير من المراقبين والمهتمين يحس بمدى مايعانيه لاعبو المنتخب من تراجع في مستواهم من الناحية البدنية اللياقية والتكنيكية وكذلك التراجع التكتيكي المخيف لطريقة اللعب السهلة التي كان يقدمها الخضر في سابق عهد قريب، وأنا على يقين أنه لولا أخطاء الحكم الماليزي في مباراة المنتخب مع الكوريون برسم تصفيات التأهل لكأس العالم لكان سمو الأمير سلطان بن فهد قد وقع مرسوماً بإقصاء المدرب الجوهر، فالمنتخب في تلك المباراة ظهر مشلولاً تماماً غير قادر على صنع هجمة واضحة واحدة طوال دقائق المباراة، كما أن هزيمة المنتخب السعودي من الأحمر البحريني في مباراته الودية الأخيرة وهي من المقابلات القلائل التي يتلقى فيها السعوديين هزيمة من شقيقه الأصغر البحرين أظهرت بوضوح كذلك مدى الضعف الفني الذي يعيشه الأخضر والتي تبدوا أنها مقدمة لفشل ذريع سيصيب الأخضر في هذه البطولة الساخنة بشكل لم يصبه من قبل في النسخ السابقة...

بطل أسيا العراق يدخل البطولة بطاقم أبطال أسيا الخاص، فبعد أن استرجع مدربه العجوز البرازيلي فييرا الذي حقق معه البطولة الأهم قارياً يبدوا الفريق بصحة جيده وإن ظهرت على كثير من عناصره علامات الإعياء والضياع الذهني كما شاهدناهم في مباراتهم الودية أمام الإماراتيين إلا أن العراقيون دائماً ماعودونا على أنهم يتغلبون على ألامهم في الأوقات الصعبة ويحققون المعجزات في المراحل الحرجة، وبالتالي ليس هناك مايمنع أن يخطف العراقيون كأس البطولة ويسافرون به إلى حاضرة الرشيد، فأبناء الرافدين ومن وجهة نظر خاصة سيكونون معادلة صعبه يجب على العمانيين فك روغتمياتها إذا ما أرادوا كسب الكأس الخليجي هذه المرة وهو أمر يمكن تحققه لكنه يحتاج إلى جهد مضاعف يجب أن يقدمه أبناء السلطان قابوس...

 أما المنتخب اليمني وما أدراك ما المنتخب اليمني فليس لدى أبناء تبع وذو ريدان مايخسرونه في مسقط، هم الأضعف بدنياً وفنياً ومازالت الكرة اليمنية تدفع ضريبة عشوائية الإدارة المتخلفة التي تديرها،إذ يكفي أن نقول أنه في غضون خمسة أشهر فقط درب المنتخب أربعة مدربون دفعة واحدة هم محسن صالح أولاً ثم حمزة الجمل ثانياً فجوزيه موريس البرتغالي ثالثاً قبل أن يعود محسن صالح رابعاً للمرة الثانية لتدريب المنتخب قبل تقريباً شهر واحد من موعد بطولة تحتاج إلى استقرار فني بالنسبة لمنتخب كاليمن يستطيع به أن يقي نفسه من ضربة هزائم موجعة، وخسارة فادحة قد تنهش ماتبقى له من سمعة أهدر جلها ، لهذا كله ومن واقع معطيات الأرقام فالمنتخب اليمني سيكون كبش فداء مجموعته بل وكبش فداء البطولة بأكملها ولا أستبعد أن يتلقى المنتخب اليمني في هذه البطولة أكبر كم من الأهداف بالمقارنة مع ماتلقاه في البطولات الثلاث الماضية التي شارك فيها.

 يبقى المنتخب البحريني الذي وإن أظهر مخالبه بشراهه أمام جاره الأكبر المنتخب السعودي إلا أن المزاج العصبي السيئ الذي يتصف به لاعبيه، إضافة إلى الحظ الذي يخونه بالغالب في المراحل الأخيرة من مقابلاته نتيجة افتقاد لاعبيه للتركيز في المحطات الهامة للمقابلة توحي بلا شك أن ندماءالمنامة لن يتجاوزوا ماقدموه في خليجي 18 ولن يتمكن المدرب المستهلك خليجياً (ماتشلا) من إضافة شي جديد للكرة الحمراء الصغيرة....

وبالمقابل فإن خير الكلام ما قل ودل يكون دوماً منهجنا عندما نتكلم عن الكويتييون في هذه البطولة فالبلد بأكمله يعاني ومن المؤكد أن الأزرق الكويتي سيدفع ضريبة ديموقراطيته المشاكسة ولن يخرج الكويتيون من بعبع أخر مشاركاتهم السيئة في البطولة الإماراتية السابقة........

 إذاً العمانييون قد يكونوا أقرب للقب إذ وصلوا في البطولات الثلاث الأخيرة للفاينال بمعنى أنهم كانوا اقرب من غيرهم لحمل كأس الخليج المرصع بالذهب، وإضافة إلى عاملي الأرض والجمهور فإنهم إذا ماتجاوزوا أبناء الفرات يمكن حينها القول أن الحلم العماني القديم تحقق هذه المرة،.... وأراهن بدولار وخمسة وثلاثون سنتاً على صحة توقعاتي السابقة سأدفعها لعاقل حارتنا في حاضرة العلم والتاريخ مدينة ذمار قبل أن استردها منه بحجة أن المراهنة حرااااااااااام وإلى أن نلتقي أتمنى لكم أيام دافئة لمشاهدة بطولة ساخنة خلال زمهرير الشتاء.......