اقتطعت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي 200 مليون دولار من المبلغ الذي طلبته المؤسسة العسكرية لتمويل الإعمار في العراق، ما يعكس عدم الانسجام بين المؤسسة التشريعية ووزارة الدفاع حيال بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة طويلة الأمد بعد ان كشف تقرير ان تكلفة الحرب الامريكية في العراق تصل إلى 10 مليارات دولار شهرياً. وذكرت لجنة الاعتمادات في تقريرها عن المستحقات الطارئة للسنة المالية 2006: “أن السياسة الحالية للولايات المتحدة هي عدم إقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق. والولايات المتحدة لم تقترح تغيير هذه الخطة”. لذلك، لفتت اللجنة الى “أننا نوصي بالموافقة على تمويل المشاريع القائمة التي تدعم مباشرة العمليات الجارية في العراق، بدلا من الطلبات التي تقترح تواجدا طويل الأمد”. وطلبت “البنتاجون” اعتماد 414،4 مليون دولار لتمويل شق طرق وتحسين توزيع الكهرباء وحماية القوات في القواعد الامريكية في العراق، لكن اللجنة وافقت على اعتماد 213 مليون دولار فقط. وتشير ميزانية مصاريف الطوارىء الامريكية الجديدة التي سيصوت عليها الكونجرس في ربيع هذه السنة الى ان مصاريف الحرب في العراق ستتضاعف قياسا لما كانت عليه في سنة الغزو عام 2003 حيث وصلت الميزانية الى 48 مليار دولار وفي سنة 2004 ارتفعت الميزانية الى 59 مليار دولار وفي السنة التي تلتها وصلت الى 81 مليارا وفي عام 2005 طلبت الادارة الامريكية مبلغ 94 مليار دولار أي ضعف ما كانت عليه في السنة الاولى للحرب تقريبا.وقال تقرير صادر عن مركز الخدمات والابحاث في الكونجرس الامريكي ان هذه الميزانية معناها ان مصاريف القوات الامريكية في العراق وافغانستان تصل الى حوالي عشرة مليارات من الدولارات شهريا وهذا ارتفاع ملحوظ قياسا بما كانت عليه في العام الماضي حيث وصلت في حينه الى 8،2 مليار شهريا. واضاف التقرير ان مصاريف الحرب العراقية سنويا تساوي ما صرفته الولايات المتحدة على الحرب الفيتنامية التي استمرت ما بين عامي 1964 و1972.