أصغر رئيس برلمان في تاريخ العراق

الثلاثاء 18 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - الأناضول
عدد القراءات 2339

 

في عمر لم يتجاوز 37 عاما، تربع "محمد الحلبوسي" على رأس السلطة التشريعية في العراق، بعد انتخابه، السبت الماضي، رئيسا لمجلس النواب (البرلمان)، إثر حصوله على أغلب أصوات أعضائه.

وحصل "الحلبوسي" المولود عام 1981 في مدينة الكرمة بمحافظة الأنبار (غرب) على 169 صوتا، من مجموع المصوتين البالغ عددهم 298 نائبا (من أصل 329 وهو عدد أعضاء البرلمان الجديد)، مقابل 89 صوتا لأقرب منافسيه، وهو "خالد العبيدي" وزير الدفاع السابق، وحليف رئيس الوزراء "حيدر العبادي"، ليصبح بذلك أصغر رئيس برلمان في تاريخ العراق.

وتم ترشيح "الحلبوسي" للمنصب من قبل 50 نائبا من قوى تحالف "المحور الوطني" الذي يضم معظم الكتل السنية.

لكن رئيس البرلمان الشاب لم يكن ليجد طريقه إلى المنصب لولا أنه حظي بدعم القوى السياسية الشيعية المقربة من إيران، وعلى رأسها تحالف "الفتح" المكون من أذرع سياسية لفصائل "الحشد الشعبي" (قوات شيعية موالية للحكومة) بزعامة "هادي العامري"، وائتلاف "دولة القانون" بزعامة "نوري المالكي".

كان هذا السبب في اعتبار مراقبين فوز "الحلبوسي" انتصارا لإيران في الحرب التي تجري في الخفاء بينها وبين الولايات المتحدة، واللتين تتصارعان على النفوذ في العراق.

وتدعم واشنطن التيار الذي يقوده رئيس الوزراء "حيدر العبادي" الذي خسر أولى المناصب المهمة بهزيمة حليفه "خالد العبيدي"، فيما تدعم إيران حليفيها الرئيسيين "المالكي" و"العامري".

وباتت حظوظ "العبادي" تقل شيئا فشيئا في تولي منصب رئيس الوزراء لولاية ثانية، إثر الاضطرابات التي شهدتها محافظة البصرة (جنوب) مؤخرا، والانتقادات الواسعة لحكومته بشأن التعامل معها.

   غزل متبادل

وبمجرد إعلان فوز "الحلبوسي"، سارعت طهران إلى تهنئة بغداد على انتخابه، وهو ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمي"، وفق ما نقلته وكالة "مهر" الإيرانية.

وجرت العادة أن يتولى السنة رئاسة البرلمان، والأكراد رئاسة الجمهورية، والشيعة رئاسة الحكومة، بموجب عرف دستوري متبع في البلاد منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.

يشار إلى أن أعضاء البرلمان العراقي انتخبوا نائبين لـ"الحلبوسي" في جلستين منفصلتين السبت والأحد، هما "حسن كريم الكعبي" عن تحالف "سائرون" المدعوم من الزعيم الشيعي الشاب "مقتدى الصدر"، و"بشير الحداد" مرشح حزب الديمقراطي الكردستاني.

ومن هذا التاريخ يكون لدى النواب مهلة 30 يوما لانتخاب رئيس للجمهورية يحصل على ثلثي الأصوات، وعند انتخابه يكون أمام رئيس البلاد 15 يوما لتكليف الكتلة البرلمانية الأكبر بتشكيل حكومة جديدة.

 

   من هو الحلبوسي؟

اسمه الكامل "محمد ريكان الحلبوسي" من مواليد قضاء الكرمة في محافظة الأنبار (غرب) عام 1981، وهو عضو في حزب "الحل" بزعامة رجل الأعمال العراقي "جمال الكربولي"، ويعد من القيادات السياسية السنية الشابة والصاعدة بقوة.

 

تخرج "الحلبوسي" في كلية الهندسة المدنية بالجامعة المستنصرية ببغداد عام 2002، وفي 2006 حصل على الماجستير في الجامعة نفسها.

بعد تخرجه انشغل بعمله الخاص، حيث أسس شركة إنشاءات، ونفذ عددا من مشاريع البنية التحتية بالفلوجة (كبرى مدن الأنبار).

دخل "الحلبوسي" عالم السياسة عام 2014 عندما نجح في الفوز بمقعد في البرلمان، إلى أن تخلى عنه إثر انتخابه محافظا للأنبار في أغسطس/آب 2017، خلفا لـ"صهيب الراوي".

وترك "الحلبوسي" منصب المحافظ إثر فوزه بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في مايو/أيار الماضي، حيث كان يرأس قائمة "الأنبار هويتنا"، التي فازت بـ6 مقاعد برلمانية.

المصدر | الأناضول