رمضان في اليمن.. وجبات مفقودة ومعاناة مستمرة

الأحد 27 مايو 2018 الساعة 01 مساءً / عبد العزيز العامر -مصر العربية
عدد القراءات 3668

عاد رمضان هذه السنة، ولكن ليس كما يتمناه اليمنيون، حيث ترزح بلادهم تحت حمل ثقيل من الأعباء اليومية خلفتها الحرب المستمرة والصراع السياسي المتصاعد والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف باليمن..

 

فمنذ أكثر من أربعة أعوام بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء ومقاليد الحكم وأدى ذلك إلى نزاع مسلح وتدخل عربي بقيادة السعودية لإعادة الشرعية وإنهاء الإنقلاب في ذلك البلد الذي يعاني فقر مدقع. 


واختفى كثير من المظاهر التي كانت تميز مدينة صنعاء، كما تلاشت الفعاليات الثقافية النوعية التي كانت ترافق قدوم الشهر المبارك مثل مهرجان الإنشاد اليمني الذي كان بمثابة بصمة خاصة من بصمات المدينة الموغلة في التاريخ، ليحل مكانها أنين الناس وشكواهم التي لا تنقطع نتيجة التدهور المستمر في الوضع الاقتصادي وما يرافقه من غلاء فاحش في الأسعار.


إضافة إلى المعاناة الأساسية التي رافقتهم من العام السابق والمتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي بصورة كلية والاستعاضة عنه بالطاقة الشمسية لدى الميسورين من الناس، والانعدام التام للمشتقات النفطية والغاز المنزلي الذي يستخدم في الطبخ.


وجبات مفقودة   

يقول الباحث اليمني عبدالكريم غانم: رمضان هذا العام هناك صعوبات في مواجهته خصوصا في المجتمع اليمني حيث أثرت الحرب إلى جانب انقطاع الرواتب وانسداد آفاق الحل السياسي كل هذه الأشياء جعلت معيشة المواطن اليمني صعبة جدا خصوصا في الشهر الكريم. 


وتابع بالقول: "ياخذ الشهر الكريم طقوسا إجتماعية كثيرة عادة ما تتهيئ له الأسر والذي يتكون من العديد من المأكولات هذه الاشياء ستفتقد في هذا الشهر وربما قد يعاني الناس من أزمة الغاز الى جانب ازمة المرتبات، في ظل انعدام تام لمصادر دخل الأسرة مما يجعل من معيشة الناس صعبة خلال هذه السنة.

الفقر في رمضان 

الصراع بين الفرقاء ألقى بظلاله الثقيلة كذلك على أرواح اليمنيين المنهكة، حيث غزت الشعارات السياسية الشوارع والأسواق والمساجد الأمر الذي خلق تلوثاً بصرياً وروحياً وعلى وجه الخصوص في مدينة صنعاء القديمة المسالمة والتي بدا الحزن جلياً على جدرانها وأزقتها مع انتشار المظاهر المسلحة التي لم تكن تعرفها المدينة من قبل.

تقول الناشطة الحقوقية عبير الأمير إن اليمنيين يستقبلون شهر رمضان في ظل الضروف الراهنة والصعبه التي تمر بها اليمن.

وأضافت الأمير أن الوضع جدا سيئ وحالة الناس من فقر إلى فقر أشد، في جميع المحافظات اليمنية نتمنى من الجميع ان يتكاتف في هذه الظروف وأن نتعايش مع بعض لتمر هذه الأزمة.


ذكرى أليمة  

ويعيش الآلاف من المواطنين اليمنيين في فقرا وبطالة نتيجة الأزمة التي تشهدها بلادهم وأعمال العنف المتصاعد.

 

تقول الصحفية اليمنية جوهرة عبدالله، إن قدوم شهر رمضان يعتبر لليمن خصوصية خاصة في الاوضاع الراهنة في ظل الحرب سيعيش اليمنيين كسابقه في شهر رمضان للعام الثالث على التوالي سيعيش الينميين في ظل الفقر مستوى اليمنيين بحسب دراسات عالمية أصبح الغالبية تحت خط الفقر.

 

وأشارت إلى أنه في السابق كان اليمنيون يستقبلون  شهر رمضان بسرور وفرح ولكن في الوقت الحالي نحمل الهموم والألم هناك معظم الاسر فقدو أحد من عائلتهم والبعض فقدو منازلهم لن نعيش روحانية رمضان نعيشه كذكرى أليمة .

 

وقذفت الحرب الأهلية التي تعصف باليمن منذ أكثر من عامين، بملايين السكان إلى دائرة الجوع، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من انزلاق البلاد نحو مجاعة وشيكة، مع ارتفاع أعداد السكان الذين يعانون من “ضائقة غذائية” إلى 18 مليون شخص، بينهم سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، حسب المنظمة الدولية.

 

وضاعف من حجم المأساة الإنسانية في البلاد، عجز سلطات الأطراف المتحاربة عن دفع مرتبات الموظفين الحكوميين منذ أيلول/سبتمبر الماضي، فضلا عن تسريح عشرات الآلاف من العاملين في القطاع الخاص.