أم الحماطي: تراه في منامها فتستيقظ لتفتح له الباب..9سنوات من الانتظار على أمل العودة

الجمعة 17 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 11 مساءً / ساميه الأغبري - مأرب برس - خاص
عدد القراءات 6126

نايف الحماطي جرح عمره تسع سنوات .. جرح نازف حتى اللحظة في قلب أم تراه في كل مكان حيث ما اتجهت تراه أمامها.. جرح لم تسع الدولة لمداواته بل بأمر من نافذين وأي نافذين كان الجرح!

توفي والده وهو لم يزل طفلا صغيرا لا يعي شي لم يكن يعلم و وأسرته إن يوم 14 شعبان من العام1999م يوم ليس كباقي الأيام ففي هذا اليوم اختفى أو في الواقع اختطف نايف احمد الحماطي وهو في السابعة عشر من عمره في قريته صافية طامش بسنحان. وهو عسكري في حضرموت وطالب في المرحلة الإعدادية. حين اتصلنا بهم لنحدد موعدا لزيارتهم نحن والمحامي عبد الرحمن برمان من منظمة هود فرحوا وظنوا أننا وجدنا ابنهم المخفي.. ظل خاله وإخوته ووالدته يتصلون ويسألون أصحيح وجدتم نايف؟!!

خرج مساء ذلك اليوم مع رفاقه وذهب إلى مزرعة للقات لحراستها ومعه ابن عمه الذي سبقه إلى الداخل وظل هو خارج المزرعة انتظره ابن عمه وطال انتظاره فخلد للنوم ظنا منه انه سيلحق به فيما بعد لم يكن يعلم أن مساء ذلك اليوم قبل تسع سنوات كان آخر يوم يراه فيه.

في الصباح ذهب إخوته يسالون عنه لم يجدوه قالوا ربما هو نائم لدى احد من رفاقه لكنه لم يعد وبدأ الخوف يتغلغل بقلب الأم والشك يراودها "لقد اختطف نايف" هبت القرية باحثة عنه لكن دون جدوى.

تقول والدته قدمنا بلاغا لقسم شميلة لم يفتحوا حتى محضر للتحقيق ولم يتم التحقيق مع من نتهمهم لأنهم نافذين ومدعومين من الدولة, فيما بعد اتصلوا بنا من القسم ليخبرونا إن ابني عندهم في القسم ذهبنا إلى هناك وسألناهم عنه فقالوا انه بغرفة التحقيق وسيأتوننا به لكنهم قالوا لنا هو ليس عندنا , لقد كذبوا علينا. وذهبنا إلى شيخ نافذ وقلت له أريد ابني كان يواعدنا يوم بعد أخر ثم عاد وقال لنا "اذهبوا وابحثوا عن ابنكم.. كم من الأولاد ضائعين!

خسرت الأم أموالا طائلة وهي تبحث عنه تقول لاتهمني الأموال تفداه المهم عودته إلي سالما.. حين يطرق الباب تهب جارية نحوه عل الطارق هو نايف. كل عام تشتري له والدته ملابس مع بقية إخوته على أمل عودته وارتداءها وتأخر زواج أشقاءه ربما يعود وتحتفل بزفافهم معا

أم نايف تصحى منتصف الليل لتفتح الباب للطارق وحين يسألها أولادها لماذا تفتحين الباب بهذا الوقت ولم يطرق الباب احد؟ فترد:نايف قد عاد وهو يطرق الباب, رأت في منامها فلذة كبدها يطرق الباب واستيقظت تفتح الباب لتكتشف إن ما رأته لم يكن سوى حلم تمنت لو انه تحقق!

منذ تسع سنوات ودموعها لم تتوقف روت لنا وهي تبكي أيضا كيف اختفى في ذلك اليوم الحزين. وكيف يتلاعبون بأعصابها فقبل شهرين أتتها امرأتين تسألان عنها وتخبرانها بوجوده في سجن الأمن السياسي واخبرهما بذلك ابن عمهما ضابط الأمن المزعوم. ابن عم المختطف أصر على رؤية ضابط الأمن وذهب ليأتي بالسيارة ليلتقي به وتركتهما الأم في غرفة الضيافة وذهبت لتأتي لهما بصورته عادت وقد هربتا وهي لاتعلم من هما ولما جاءتاها اصلا!

ربما كان لجس نبض ردة فعل الأسرة لو لنكئ جرح ظنتا انه قد اندمل لكنه الجرح النازف لم تداوه كل تلك السنوات.. بكت ورفعت يديها إلى السماء متضرعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيد إليها ولدها . قلب الأم دليلها وقلبها يقول انه سيعود فهل يحقق لها نظام ادعي إننا نحتكم إلى قانون ودستور ذلك؟!

اسم نايف لازال يتردد في المنزل "نايف" الصغير في العام الأول من عمره أطلقت عليه والدته هذا الاسم ليظل اسم شقيقها يتردد على مسامعها ومسامع أسرتها.

لم تكن تلك هي القصة التي بدأت فصولها قبل الاختطاف ولم تنته حتى اليوم.. قصة أسرة دفعت أحد أبناءها ثمنا لأحقاد ومشاكل مالية لاعلاقة لها بها.

أصل الحكاية أن احد مشائح خولان كان له مال"سبعة ملايين ريال" عند آخر قريب لهذه الأسرة فقال هذا الشخص للشيخ بان له مال لدى أسرة نايف, في تلك الفترة كان يستعد هذا الشخص لاختطاف احد أبناء عمومة والدة نايف وكانوا قد هددوا بذلك من قبل ظلت سيارة تحوم في القرية إلى أن اختفى نايف الحماطي واختفت السيارة ولم يعد صاحب الدين يطالب بماله!

يقول خال المختطف ذهبنا إلى احد النافذين في الدولة وظل كل يوم يواعدنا انه سيعيد لنا ابننا لكن كل وعوده كانت كاذبة. أربع سنوات ونحن ننتظر تنفيذ تلك الوعود مرت السنون ولم يعد ابنهم المخفي ويضيف ناصر الحماطي ذهبنا إلى احد مشائخنا وجاءنا خبر حينها من سجين في المركزي يدعي"هـ. أ" أن نايف في السجن غير انه عاد وأكد لنا انه لدى قريب له في "المحجزة" بصرواح بمحافظة مأرب فذهبنا إليه في مأرب وكدنا أن نتقاتل وتحاورنا في البدء اعترف بوجوده عنده وقال أمهلونا أربعة أيام فقط وسأعيده لكم ووعد بذهابه إلى احد مشائخ خولان"صاحب المال"

وزاد كل هذا قبل عامين وواصل ذهبنا إلى احد مشائخ المنطقة ومعنا ثور الشيخ طلب من شيخ مأرب الحضور الذي كان قد اعترف بوجود الولد عندهم وقال لنا "تعالوا يوم الجمعة إلى العروش وهم سيعيدون الولد" ذهب مشائخ من جهم إلى هذا الشيخ لكن بدون نايف وأنكروا وجوده لديهم أو حتى معرفتهم به بعد اعترافهم سابقا بوجوده!

فقال الشيخ الذي لجأنا إليه حينها غريمنا هو الشيخ"صاحب الدين الـ7 ملايين ريال" هو الذي اختطفه وطلب وقتها من المتهم الحضور وأداء اليمين "40" ذمة أن نايف ليس عندهم لكنهم رفضوا الحضور واليمين الذي نطلبه حتى اللحظة! فأين هي الدولة ؟.

ونحن نقول للخاطفين بل نذكرهم عسى تنفعهم الذكرى : فجعتم أم بوليدها فأين ستذهبون من عقاب الله ألا تخافونه الاتخشون عقابه انه تعالي ليس بغافل عما فعلتم و تفعلون وكل أعمالكم ستجدونها ماثلة أمام ناظريكم إن اَجلا أو عاجلا وهو سبحانه لامحالة إن أمهلكم علكم تعودون إلى صوابكم وتعيدون الولد إلى أسرته لكنه أبدا لن يهملكم سينصف المظلوم حتما وينتقم من الظالم مهما علا شأنه ومهما تجبر فاتقوا دعوة المظلوم .. اتقوا دعوة أم نايف فدعواها لاترد

أعيدوه إليها ليطمئن فؤادها وتذكروا انه كما تدينون ستدانون وخذوها عبرة وعظة من الطغاة والمتجبرين والمستبدين فان نهاية الظالم مخزية.

وسؤال إلى رئيس الجمهورية ومشائخ البلاد "أيها الرئيس الصالح ويامشائخ البلد هل تسمعون نداء هذه المرأة .. هل تسمعون أنينها.. هل تشعرون بألم أم تنتظر كل يوم منذ تسع سنوات على باب منزلها عودة ابنها؟! ضعوا أنفسكم مكان هذه الأم لربما تشعرون بمعاناتها ولهفتها على ولدها! هل سيثبت النظام أن لامكان للمتنفذين مهما كانوا أقرباء ومقربين وأننا فعلا في ظل دولة نظام وقانون وهل تستطيع ياسيادة الرئيس وضع حد لعنجهية وتجبر من يقال أنهم يمثلون الدولة ظنا منهم أن لن يحاسبهم احد؟ هل تستطيع ذلك؟!!