أطفال تعز يموتون من اجل شرب الماء.. ووعود محطة تحلية المياة لم ترى النور

الثلاثاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - خاص- تعز- تيسير السامعي
عدد القراءات 11608
أطفال الحالمة ( تعز) سواءً كانوا بنين أو بنات وسواء كان الوقت ليلاً أو نهاراً لا فرق عندهم في ذلك فهم حين يسمعون أصوات "وايتات" الماء يهرعون إليها ليقفوا خلفها طوابيراً طويل ة من اجل الحصول على دبة ماء تتسع لخمسة لترات لا أكثر. على هذا الوضع اعتادوا منذا زمن الطفلة , (سالي عبد الواحد) ذات التسع السنوات والتي تسكن منزلاُ بالإيجار مع أبيها وأمها وإخوانها في حارة الروضة بتعز واحدة من الالالف الأطفال الذين اعتادوا على هذا المسلسل .

لكن لسالي حكاية أخرى : في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك في ساعة متأخرة من ليل تسلل وايت ماء إلى حارتها وما أن سمعت به نهضت من فراش نومها واتجهت صوبه مع مجموعة من أطفال الحارة حاملين معهم دبب الماء الفارغة يركضون وراء وايت الماء والنعاس يداعب أجفان أعينهم ونسائم الجو البارد تقرض اجسادهم الصغيرة ووقفت (سالي) خلف الوايت مباشرة بجسمها النحيل وحجابها الأبيض وابتسامتها المشرقة وهي تود أن تعود الى أمها بسرعة بعد ان تظفر بدبة ماء . وقفت (أم سالي) على عتبة الباب في انتظارعودتها ولسان حالها يقول(كيف كنا سنعمل إن لم يكن لدينا سالي؟ من الذي كان سيجلب لنا الماء كل ليلة ونحن لا نستطيع شراء وايت ماء فحالتنا المادية صعبة ومشروع الماء لا يأتي إلا بعد مرور أكثر ثلات شهور؟! قطع حبل أفكارها صرخات أطفال متعالية ومنبعثة من جوار وايت الماء ارتفعت الأصوات وتعالى البكاء والعويل ، ارتجفت أم سالي خفق قلبها دارت الأرض من حولها تمنت لو تسرع سالي فتأتيها بالخبر دون تأخير لكن للأسف كان الذي اتى بالخبر هم أطفال الحارة فقد أسرعوا صوب منزل سالي وهتفوا بصوت واحد مع حشرجة البكاء حين رأوا أم سالي أمامهم ((الحقي سالي فوايت الماء قد دهسها ) ذهبت لتعرف ما الخبر فوجدت ان دم سالي قد انسكب على ارض واختلط بالماء المتساقط من خزان الوايت وأصبح لون دبة سالي الزرقاء أحمر قاني فقد غمرت بالدم قبل أن تمتلي بالماء ..احتضنتها أمها وألصقتها بصدرها وولولت وبكت واستغاثت لكن دون جدوى سالي نظرت إلى أمها نظرة الوداع وفجاءة توقفت رمش عينها عن الحركة, انحنى رأسها ,تعطل نبض قلبها, سكتت أنفاسها لقد رحلت سالي وبدون رجعة . وأمها تنظر إليها .رحم الله الطفلة سالي لقد مات .هي تبحث عن دبة ماء لأسرتها.  لكن بقى الالالف من أمثال سالى ينصرون نفس المصير . . فأين الوعود الانتخابية التي سمعناها أيام انتخابات الرئاسية ؟ وأين محطة تحلية مياه البحر ؟ أين ذهبت 300 مليار دولار التى قيل أن فخامة رئيس قد وجه باعتمادها من اجل ذلك ؟ فالى متى سوف يظل هذا الحال؟؟ سؤال نضعه بين يدي كل المسؤالين في الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن