شخصيات اكاديمية ترى ان القيادات الأمنية والأراضي والبنية التحتية أبرز الملفات أمام الجفري

الأحد 18 مايو 2008 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس- خاص - استطلاع - نشوان العثماني - عدن
عدد القراءات 5725

جرت أمس السبت السابع عشر من مايو في عموم محافظات الجمهورية أول عملية انتخاب لأمين العاصمة ومحافظي المحافظات في خطوة تعدها السلطة إحد ى دعائم اللامركزية في وقت قاطعتها أحزاب المعارضة الممثلة باللقاء المشترك.

الانتخابات وان كانت غير مباشرة إلا أنها أتت في ظل ظرف سياسي حساس تعيشه اليمن بجنوبها وشمالها..

نسبة كبيرة من المحافظين تم تبديلهم عبر أصوات الهيئات الناخبة في المجالس المحلية للمحافظات وجميعهم من المؤتمر الشعبي الحاكم الذي يقف في قمة هرم السلطة والذي اتخذ رئيسه , رئيس الجمهورية , هذه الخطوة التي قد تبدوا مغايرة بعض الشيء على أمل أن تساهم في تهدئة سخونة الأوضاع المغتلية .

وفي عدن حيث المشهد غير بعيد عن عدد من المحافظات فقد دخل انتخاباتها مرشح واحد هو الدكتور عدنان الجفري مرشح اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام ما قد يعني أن الانتخابات فيها لم تكن سوى تحصيل حاصل إذ لم يكن أمام مرشحها إلا انتظار تسلم قيادة المحافظة ..ولم يعد من المجدي إلا التركيز على مرحلة ما بعد انتخاب المحافظ.

"مأرب برس" حاول طرح ماهية القضايا والمهام المحورية والرئيسية التي تقف أمام محافظ عدن القادم , على عدد من الشخصيات الأكاديمية والاعتبارية وخرج بالحصيلة التالية:

كانت البداية مع الدكتور / صالح بن يحيى أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة عدن, ونائب رئيس حركة التسامح والتصالح والتضامن في المحافظات الجنوبية الذي قال " أنا ليس معها من حيث المبدأ ؛ لأنها غير ديمقراطية وليست من قبل الشعب مباشرة ,وهي مفروضة من قبل المجالس المحلية المعروفة بتكوينها من الحزب الحاكم "موضحا " بما أن المحافظ أمر مفروض فنأمل أن يعامل الناس بشكل صحيح وأن يخدم عدن وقضاياها وأن يتفهم أمورها ومواطنيها ولا يكون منفذا لتوجيهات وأوامر السلطة"مع أنه يرى أن " نفس المركزية باقية دون تغيير , لأنه إذا معك معاملة أو من هذا القبيل فلابد عليك أن تذهب إلى صنعاء".

أما الدكتور / مازن شمسان , نائب عميد كلية الآداب جامعة عدن لشؤون الطلاب فتحدث بصفته الأكاديمية " قال :أتمنى أن يهتم بالعمل الأكاديمي ويساعد في تطوير العمل الجامعي كونه أحد أبناء الجامعة , وآمل أن يرتقي في العمل بالمحافظة وبعمل المجلس المحلي وأن يتلمس هموم المواطنين".

ويضيف شمسان بأن عليه الاهتمام بـ( البنية التحتية لعدن واستعادة دورها كمنطقة حرة لجذب السياح الأجانب , وتلمس حياة المواطنين والمساعدة في حل مشاكلهم وخصوصا ذوي الدخل المحدود"

أ / عبد الرحمن نعمان , كاتب صحفي , له وجهة نظر أخرى فهو " لا تهمه هذه الانتخابات نهائيا و لا توجد له مطالب "ويقول " إذا كان عنده , أي المحافظ , إمكانية أو صلاحية فكيف يمكنه فرض رأيه على القيادات الأمنية وقيادة الجيش في بعض القرارات التي تستدعي ذلك ولم تنفذ من قبل هذه الجهات , هل يستطيع أن يعمل شيء مع هذه القيادات "مبينا أن " القيادات الأمنية أكبر معضلة في عدن , ويجب أن تكون هذه القيادات , التي هي اليوم من خارج عدن , من داخلها ؛ لأن أسباب المشاكل هي القيادات الأمنية في تماديها على الأراضي وغيرها , كما يجب أن يكون المعتقلين في محافظتهم وليس في صنعاء "مؤكدا أنه " لا توجد هذه اللامركزية التي ينادوا بها "

في حين بارك أ / محمد ناصر , مدير ثانوية البيحاني النموذجية كريتر عدن هذه الخطوة وبارك للمحافظ الثقة التي منحته إياها الهيئة الناخبة وقال: " بالتأكيد المهام كثيرة من أهمها في اعتقادي ما يتعلق بالبنية التحتية وبدرجة رئيسية الخدمات المرتبطة بالمواطن واهتماماته , وأيضا الأشياء المرتبطة بتعزيز دور المحافظة لأهميتها في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها , وتعزيز دور الحكم المحلي في إطار ما وضعه رئيس الجمهورية حفظ الله , وسنكون عونا له , أي المحافظ ,ولا أنسى إلى جانب ذلك الاهتمام بالجانب التعليمي "

الدكتور خلدون عبد الباري قاسم رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى عدن العام , رئيس جمعية الصحة للجميع من جهته رأى إن " المرحلة حساسة , وتحتاج كثير من تلاقي الجهود وتنمية الأولويات الأساسية للشعب ؛ بحيث يستطيع أن يخرج من ضائقته الاقتصادية ويتجه نحو التنمية" منوها إلى إن " التنمية المستدامة تعتبر من أهم مهام المحافظ إلى جانب التربية والصحة"

وأخيرا يقول أ / عبد الرحمن عبد الخالق , من قسم الإعلام جامعة عدن , وهو قاص وأديب , " أولا وقبل كل شيء على المحافظ أن يمارس مهامه المرسومة دون وصاية أو ضغوطات أو تدخلات من أحد ؛ لأني أشعر إن بعض المحافظات لا تحكم من قبل المحافظ إنما من قبل قادة المحاور "

مطالبا في أن تكون هناك " آلية صحيحة تحكم بين المحافظ والناس ؛ بحيث يبقى المحافظ على اتصال بالمواطنين ومعرفة همومهم وحل الإشكاليات أولا بأول , أي لا تكون هناك عوازل وحواجز بين المحافظ ومواطني محافظته"

وأضاف عبد الخالق " لكل محافظة خصوصياته , وأوليات عدن وخصوصياته عكس غيرها بحكم موقعها الجغرافي وتأتي في مقدمتها قضية المنطقة الحرة , ومشكلة الأراضي ,وهي أول ما سيطرح على المحافظ الجديد"

كاشفا في ذات السياق على إن " صالح علي باصرة كان من ضمن من طرحت أسماؤهم على قائمة الترشح لمحافظة عدن , لكن ولأنه طالب , في وقت سابق وما زال حين طرح اسمه كمرشح , بحل معضلة الأراضي لم يكن له ليترشح لهذا المنصب "

إضافة إلى " ما يتعلق بالتنمية والوضع الاقتصادي والمعيشي والذي هو على مستوى اليمن ككل" على حد قوله.

وعاب عبد الخالق على المحافظين السابقين الذي " لم تكن مكاتبهم مفتوحة إلا لأصحاب الرتب العسكرية والتجار, مع احترامي لهؤلاء, لكن أيضا لا يهملوا المواطنين.

وبعد هذه الآراء يبقى المحافظ المنتخب أمام جملة من المهام والقضايا وقد ربما الصعاب التي تقف في مستهل توليه أعلى منصب في العاصمة الاقتصادية والتجارية مدينة الوحدة التي رفع فيها علم الجمهورية اليمنية قبل ثمانية عشر عاما وتحل عليها ذكراه بعد أيام قلائل.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن