اليمنيون يتهيأون للعيد وسط أزمات اقتصادية وفساد الميليشيات

الأربعاء 15 يوليو-تموز 2015 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - الشرق الاوسط
عدد القراءات 2662

يستعد المواطنون اليمنيون لاستقبال عيد الفطر المبارك، للمرة الأولى في ظل الحرب الدائرة في معظم محافظات البلاد، والتي تسبب فيها الانقلاب الذي نفذه الحوثيون، بالتحالف مع المخلوع علي عبد الله صالح، ضد «الشرعية الدستورية» في البلاد، ممثلة في الرئيس هادي، في سبتمبر (أيلول) المنصرم. فقد قتل وجرح الآلاف من اليمنيين في هذه الحرب في عدد من المحافظات، أبرزها عدن وتعز ومأرب، فيما قدرت الأمم المتحدة عدد النازحين بنحو مليون شخص، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، جراء استخدام مؤسسات الدولة المدنية والتعليمية والصحية، كمواقع عسكرية.

ويؤكد مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن المعاناة الحقيقية التي يمرون بها، لا تكمن في انعدام المواد الغذائية والتموينية، فحسب، وإنما في أسلوب إدارة الحوثيين الممسكين بالسلطة بالقوة، وبحسب مصادر يمنية ودولية متطابقة، فإن الميليشيات الحوثية هي التي تسيطر على المساعدات الغذائية والدوائية التي تقدمها الأمم المتحدة وعدد من الدول لليمن، لإغاثة المتضررين من الحرب، غير أنه بات من المؤكد قيام الميليشيات الحوثية بالاتجار في الجزء الأكبر من تلك المعونات وبيعها في «السوق السوداء». وقد سجلت حالات كثيرة لممارسات فساد تقوم بها الميليشيات وعمليات اتجار غير مشروعة. وإضافة إلى هذه الأوضاع، أكد عدد من الموظفين في القطاع العام باليمن، أن مرتباتهم، منذ بضعة أشهر، تخضع لاستقطاعات متواصلة من قبل «اللجان الثورية» في مؤسسات الدولة، وذلك بحجة دعم «المجهود الحربي».

وعلى الرغم من التوفر النسبي للمشتقات النفطية في البلاد، عبر البواخر التي ترسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الميليشيات، فإنه ما زال غير متوفر في الأسواق بالكميات المطلوبة، فيما باتت عمليات بيعه في «السوق السوداء» تتم جهارا نهارا. وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إن السيارات التابعة لعناصر الميليشيات الحوثية، تقوم بتوزيع كميات النفط على تجار «السوق السوداء»، يوميا.

وتزداد المعاناة، بصورة أكبر، في المحافظات الجنوبية وتعز ومأرب، فقد منعت سلطات الحوثيين صرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في تلك المحافظات. وفي وقت لاحق من الشهر الماضي، باشرت لجنة خاصة بصرف مرتبات المدنيين في الجنوب، في ظل حالة فساد رهيبة، كما يصفها المواطنون، إضافة إلى التصنيفات ومحاولة معرفة موقف كل شخص إن كان مؤيدا للشرعية أم لا، وعلى الرغم من إعلان سلطات الحوثيين أنها ستصرف مرتبات شهر يوليو (تموز) الحالي، خلال اليومين المقبلين، إلا أن الأوضاع التي يعانيها اليمنيون والخسائر الكبيرة التي لحقت بهم وبدولتهم، لا يمكن مداواتها بمرتب شهر أو شهرين، على حد قول أحد المواطنين في صنعاء، الذي يتحدث بثقة كبيرة أن نهاية التمرد والمتمردين قريبة لا محالة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن