وصفت بأنها تنعقد في ظروف عربية دقيقة جراء المشاكل المتراكمة و انقسام عربي كبير – تقرير

الجمعة 28 مارس - آذار 2008 الساعة 12 مساءً / مارب برس - وكالات
عدد القراءات 6023

توجه نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي قبل ظهر اليوم إلى دمشق على رأس وفد بلادنا إلى القمة العربية الـعشرين التي ستبدأ أعمالها غداً السبت في العاصمة السورية دمشق.

وأوضح نائب رئيس الجمهورية أن القمة تنعقد في ظروف عربية دقيقة جراء المشاكل المتراكمة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص استمرار

الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وما تفرضه إسرائيل من حصار جائر على أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع في لبنان والعراق والصومال، والتي تتطلب الوقوف أمامها، وبما يكفل الخروج برؤية عربية موحدة تكفل مجابهة تلك التحديات، وتعزز من مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك.

وأكد إن وفد بلادنا سيعمل كل ما بإمكانه من أجل الوئام والإخوة، وتوحيد الصف، وبما يعزز من الآمال والتطلعات للشعوب العربية، وسيشارك بفعالية في كل النقاشات والحوارات كما هو نهجنا السياسي بصورة متوازنة وصادقة تراعي تحقيق عملية الشراكة بين الدول العربية، وتترجم تطلعات شعوبها. ونوه بأن ما حال دون حضور فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية شخصيا على رأس وفد بلادنا إلى القمة هي ظروف استثنائية

وطارئة.

هذا ويرافق نائب رئيس الجمهورية وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ونائب وزير الداخلية اللواء صالح الزوعري، ونائب رئيس الأركان اللواء علي سعيد عبيد، والسفير والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور عبد الولي الشميري، وسفير الجمهورية اليمنية لدى الجمهورية العربية السورية الدكتور صلاح العنسي.

كما يواصل الزعماء والقادة والرؤساء العرب اليوم الجمعة توافدهم على العاصمة السورية لحضور وقائع القمة العربية العشرين التي ستبدأ اعمالها غدا السبت في دمشق ولمدة يومين .

ويأتي ذلك في الوقت الذي اتفق فيه وزراء الخارجية العرب أمس على إجراء تقويم شامل للمبادرة العربية للسلام وتحديد العقبات التي تعترضها من جانب إسرائيل ، فيما جددوا تأكيد دعمهم لجهود الجامعة العربية لمعالجة الأزمة الرئاسية في لبنان الغائب عن قمة دمشق.

وذكرت صحيفة " الوطن" الكويتية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قد ألمح في افتتاح الاجتماع الوزاري إلى إمكان إعادة النظر في مبادرة السلام إذا لم تثبت إسرائيل نيتها للسلام وحض السعودية على التأثير على الأكثرية النيابية المناهضة لدمشق لأيجاد حل للازمة الرئاسية في لبنان.

وقال المعلم:" نحن مع السلام العادل والشامل لكن الثابت ان إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة ما زالت غير قادرة على امتلاك إرادة سياسية لصنع السلام". مضيفاً:" لذلك نؤيد ما سبق ان تناوله اجتماعنا في القاهرة حول تدارس الخيارات العربية تجاه استراتيجية السلام".

لكن وزير الشئون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أكد:" ان ليس هناك عملية تجميد لمبادرة السلام العربية بل ربط استمرار طرح هذه المبادرة بتنفيذ إسرائيل التزاماتها".

ومن عمان أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مباحثات مع الملك عبدالله الثاني انه "لا مجال لتغيير أو تبديل أو تعديل المبادرة العربية. أكدنا هذا الموقف أكثر من مرة في الماضي".

وأضاف عباس:" كان موقفنا دائما وابدًا ان هذه المبادرة يجب ان تبقى كما هي وان ندافع عنها جميعًا وان نقاتل من اجلها لانها مبادرة ثمينة وعلى الطرف الآخر ان يقبل بها كما هي لا ان نأتي الآن فنغيرها او نعدلها".

بدوره صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي:" ان ما يتردد عن سحب المبادرة غير صحيح" وقال:" ان المطروح هو اجراء مراجعة للتحرك العربي في جهود احياء عملية السلام واستعراض الخيارات المتاحة في هذا الصدد".

وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين في الجامعة محمد صبيح:" انه تم الاتفاق على اعادة طرح المبادرة على الساحة الدولية لتأكيد الحرص العربي على ايجاد حل للنزاع العربي الاسرائيلي".

وأوضح:" ان هناك طلبًا من لجنة مبادرة السلام العربية لعقد اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية لدراسة ومراجعة مراحل تنفيذ المبادرة وتحديد العقبات التي تعترضها واجراء تقويم شامل لها وعرض نتائج هذا التقويم على اجتماع وزراء الخارجية المقبل في سبتمبر/ أيلول 2008 في القاهرة".

وفي هذا السياق ، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن وزراء الخارجية العرب أبدوا دعمهم للمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية وكلفوا الجامعة العربية الاستمرار فيها. وقال موسى خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المعلم في ختام اجتماعات وزراء الخارجية العرب، لقد تمت الموافقة على مشروع يتعلق بالمبادرة ودعمها والتأكيد عليها وتكليف الأمين العام الاستمرار فيها.

وأوضح موسى أنه سيقوم قريبا بزيارة لبيروت، مؤكدا أن "هناك مبادرة واحدة تتمتع بتأييد كبير وعلينا أن نستمر في هذا الطريق الذي يمكن أن يؤدي إلى إنقاذ لبنان".

من جهته، كرر المعلم أن مسؤولية حل الأزمة اللبنانية تقع على اللبنانيين بالدرجة الأولى وثانيا على الدول العربية التي لها علاقات خاصة مع لبنان والتي تستطيع أن تشجع الأطراف اللبنانية من أجل الحوار والتفاهم والتوافق على حل على أساس لا غالب ولا مغلوب.

أولمرت : المبادرة العربية مكررة

ومن جانبها ، أبرزت الصحف العبرية رد رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت على المبادرة العربية, والذي قال:" ان المبادرة العربية للسلام شيء ايجابي رغم اختلافنا مع شروطها وقد اصبحت أمرا روتينيا ومكررا".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أولمرت, قوله:" نحن نرى مبادرة السلام ايجابية. ولا أود التطرق لاختلافنا مع شرطها بانسحاب اسرائيل الكامل من مناطق احتلتها عام 1967", وفيما يتعلق بالسلام مع سوريا، قال أولمرت:" نحن نسعى للسلام معها دمشق ونطمح في تحقيقه إلا أننا نفضل استمرار التفاوض معها بشكل غير علني".

وكان وزراء الخارجية العرب أكدوا في اجتماعهم الاخير في القاهرة في اوائل مارس/آذار ان "استمرار الجانب العربي في طرح المبادرة العربية للسلام سيرتبط بقيام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها في اطار المرجعيات الدولية الاساسية لتحقيق السلام في المنطقة".

يذكر ان مبادرة السلام العربية تبنتها القمة العربية في بيروت في مارس/ آذار 2002 واعيد تفعيلها في مارس/ آذار 2007 في قمة الرياض وتنص على تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة منذ 1967.

انقسام عربي كبير

وفي الجلسة المسائية ناقش وزراء الخارجية العرب الخلافات العربية - العربية في لقاء اقتصر الحضور فيه على رؤساء الوفود، بناء على اقتراح ليبيا. وأقر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بوجود انقسام كبير بين الدول العربية، مشدداً في مؤتمر صحافي عقد مساء امس على اهمية الابتعاد عن الانقسام والحدة بين الدول العربية، ذلك ان وزراء الخارجية العرب كلفوا موسى تقديم ورقة اقتراحات لرفعها الى القادة العرب.

وقالت مصادر عربية لصحيفة "الحياة" اللندنية إن الجلسة المغلقة بين الوزراء شهدت مناقشة صريحة للقضايا العالقة والخلافية بين الدول العربية، مثل الخلافات بين سورية وكل من السعودية ومصر على خلفية الأزمة اللبنانية، وبين السعودية وليبيا و عتب العراق على الغياب العربي عن الحضور السياسي فيه.

وتنشغل دمشق اليوم باستقبال القادة العرب المشاركين في القمة. وتأكد حتى مساء امس غياب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والعاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى والرئيس العراقي جلال طالباني، حيث تقرر امس قدوم نائبه عادل عبدالمهدي بدلاً من رئيس الوزراء نوري المالكي، اضافة الى سلطان عمان قابوس بن سعيد. وفي مقابل حضور باقي الزعماء العرب الى القمة بدءاً من وصول الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ترددت معلومات عن حضور الرئيس الليبي معمر القذافي ،وفي تونس أكد مصدر رسمي مشاركة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في القمة .وتتوقع دمشق مشاركة ما بين 12 و14 زعيما عربيا من أصل 22 في هذه القمة.

وكانت الحكومة اللبنانية قررت مقاطعة قمة دمشق. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس:" من يقاطع القمة لا يلقي كلمة"، وذلك رداً على تردد معلومات عن رغبة الرئيس فؤاد السنيورة في مخاطبة القمة على رغم مقاطعة لبنان لها. وقال موسى انه سيزور بيروت بعد القمة، بعدما يحصل على دعم القادة العرب للمبادرة الخاصة بلبنان.

وكان وزراء الخارجية العرب اجمعوا على ان جلسة الصباح مرت بهدوء ولم تنعكس عليها التوقعات بنشوب خلافات سياسية بفعل تردي بعض العلاقات العربية. وخرج وزراء خارجية دول الخليج العربية مرتاحين لما دار من نقاش في جلسة العمل الاولى. وأعرب رئيس الوفد السعودي مندوب المملكة في الجامعة العربية أحمد قطان لـ "الحياة" عن "الارتياح" لسير أعمال الاجتماع الوزاري العربي، وقال: "كل شيء جرى بهدوء والموضوعات التي بحثت في الجلسة الصباحية كان هناك توافق عليها".

وخرج وزراء خارجية الكويت والبحرين وعمان والامارات ومعهم السفير قطان ليتناولوا الغداء معاً في أحد المطاعم الدمشقية بناء على مبادرة من وزير خارجية البحرين الذي قال: "ذاهبون لغداء عمل للتنسيق في ما بيننا". وعلق وزير خارجية الكويت الشيخ محمد السالم الصباح ضاحكا "سنجتمع للتآمر".

انتقاد حكومة السنيورة

واعتبرت سورية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب كان الأفضل من حيث عدد الوزراء المشاركين في اجتماعات وزراء الخارجية في قمم عربية أخرى حيث حضر 18 وزيرا، وغاب لبنان، الذي قاطع القمة فيما تمثلت كل من السعودية ومصر بمندوبين عنهما، وقال يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية، إن ثمانية عشر وزيراً للخارجية شاركوا في الاجتماع التحضيري للقمة العربية العشرين التي ستبدأ أعمالها في دمشق السبت القادم.

وأشار أحمد إلى أن هذه المشاركة تعتبر أعلى نسبة مشاركة لوزراء الخارجية العرب في القمم العربية خلال السنوات الثماني السابقة.

وقال إن حكومة السنيورة ضيعت فرصة أساسية بقرارها عدم حضور لبنان القمة، حيث كان من المقرر أن يطرح الموضوع اللبناني للنقاش، ونفى أحمد أن يكون ضعف التمثيل المصري أو السعودي وغياب لبنان قد أثر على أعمال القمة وقال "نحن نسير باجتماعاتنا بشكل كامل وبكل جدية وبإجماع الجميع الحضور".

واتهم المندوب السوري حكومة السنيورة بالسير "ضمن المخطط الأمريكي لاستمرار بقاء حكومة السنيورة ولو جاؤوا الى دمشق لبحث وضع حل وبدأت بدايات حل الأزمة اللبنانية فإن أول المستهدفين عندما يسير قطار الحل هو حكومة السنيورة، لذلك من الطبيعي أن يكون لحكومة السنيورة هذا الموقف (المقاطعة)، والذي لم يفاجئنا على الإطلاق". وجدد المندوب السوري استعداد بلاده للحوار حول الموضوع اللبناني "ولو أن لبنان حضر كان الرئيس السوري سيضع الموضوع أمام القادة العربي بتفاصيله الكاملة للوصول الى حل لكن هم آثروا الغياب والطرف الآخر المساند لحكومة السنيورة آثر الغياب".