عميد إعلام صنعاء ينتقد أداء "شوتر وزنبقة" ويصف "همي همك" بـ "العمل الرديء"

الخميس 03 يوليو-تموز 2014 الساعة 03 مساءً / مأرب برس – صنعاء
عدد القراءات 14736
 
وصف عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن الشامي المسلسل المحلي "همي همك "بالعمل الرديء".
وقال الدكتور الشامي في منشور على صفحته في "فيس بوك" أن المسلسل
يفتقر إلى الأسس الفنية للدراما التليفزيونية، ولا يقدم المتعة البصرية .
كما تتطرق الى الشخصيات المشاركة في العمل وفشل بعضها في إتقان اللهجة التهامية من ناحية ،والتصنع والتكلف الذي وصل حد "التهريج" حد وصفه.
واستغرب الدكتور الشامي من تخصيص ستة أجزاء كاملة لمناقشة فكرة واحدة ومحدودة(
بعض المظالم التي تقع على أبناء تهامة من شيوخ القبيلة ) ..منتقدًا في الوقت نفسه البخل في إنتاج المسلسل وهذا ما يظهر في الناحية الشكلية للعمل.
وأختتم عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء منشوره بالقول: "تبقى تهامة وأبناء تهامة مسرحا للسخرية، وميدانا للاستعراض الفني الأجوف، إذ لا وجه للمقارنة بين تهامة وغيرها من المحافظات الأخرى، لا في عدد الشيوخ ولا المظالم الواقعة منهم على الناس، ولكن "من يجرؤ على تناولتها"؟
ويرى متابعون أن المسلسل نجح من خلال الإسقاط السياسي الذي احتواه على الواقع اليمني وذلك بتجسيد شخصيات العمل لرموز سياسية من النظامين السابق والحالي في محاكاة لما تشهده اليمن من تحولات سياسية وعملية انتقالية مستمرة.

الجدير ذكره أن مسلسل همي همك عاد من جديد لتناول الحياة التهامية المجسدة في شخصية شوتر وزنبقة بعد أن كان قد تتطرق العام الماضي للحياة البدوية خلال أحداث الجزء الخامس
.

نص المنشور


كوميديا "الدم الثقيل"!! 

بهذه العبارة وصف أحد المشاهدين حلقة البارحة من مسلسل "همي همك" بعد انتهاء عرضها، كما أني لاحظت شيئا من خيبة الأمل في أعين الصغار الذين يتحلقون لمشاهدة "زنبقة"، ويستهويهم "تهريجها" وليس المسلسل، لمحدودية المشاهد التي ظهرت فيها في حلقة الليلة، مما يعني أن مشاهدة الأطفال تأتي مدفوعة بالفرجة على هذه الشخصية الأقرب إلى "المهرج" منها إلى الشخصية الدرامية.

أعترف بعد متابعتي "القصدية" لمسلسل همي همك منذ جزئه الأول، وإذا ما تعرضت إليه، فذلك يتم على نحو عرضي، وليس مقصودا بحد ذاته، فقد أدركت من أول وهلة شاهدت فيها إحدى حلقاته بأنه عمل رديء، ويفتقر إلى الأسس الفنية للدراما التليفزيونية، ولا يقدم المتعة البصرية التي نسعى إليها من خلال الفرجة على الأعمال الدرامية الرصينة، بدءا من المحاكاة المشوهة، فـ"شوتر" لم يستطع -ولن يستطيع- تقمص الشخصية التهامية لعدم قدرته على إجادة اللهجة التهامية في المقام الأول، ناهيك عن أسلوب حياة هذه الشخصية، وطريقة تصرفاتها، وإجادة اللهجة أولى متطلبات المحاكاة الدرامية، كما أن المسلسل يقوم على التصنع والتكلف الذي يصل حد "التهريج" من خلال بطلته "المسخ" للمرأة التهامية، فضلا عن مظهرها العام الذي يبعث على التقزز، ويقدم عموما شخصية المرأة اليمنية للمتفرج الخارجي في عصر السماوات المفتوحة بأسوأ صورة يمكن من خلالها تقديم هذه المرأة، وكأن صورة اليمن السلبية في الخارج بحاجة إلى مزيد من الإساءة إليها، ناهيك عن ترسخ المسلسل لصور سلبية عن أبناء تهامة أكثر مما يقدم من معالجات.

فكرة المسلسل ببساطة تقوم على تجسيد بعض المظالم التي تقع على أبناء تهامة من شيوخ القبيلة. وهذه الفكرة المحدودة لا تحتاج إلى ستة أجزاء كل جزء يتكون من 30 حلقة (6*30=180 حلقة)، إلا إذا كان هذا من باب مسلسلات "السوب أوبرا" وهو ما لا يرقى إليها مسلسل "همي همك"، ولا يمكن أن يمتلك مقومات هذه المسلسلات: شكلا ومضمونا.

الأحداث الدرامية للمسلسل الأقرب إلى "الميلودراما" بوجه عام ضعيفة، وتصل حد السطحية في بعض الأحيان، جراء محدودية الفكرة التي لا تحتمل كل هذا التطويل، كما يفتقر المسلسل إلى حبكة محكمة البناء تحتوي العمل من بدايته حتى نهايته، بالإضافة إلى ضعف الأحداث والتصعيد الدرامي للوصول إلى مرحلة الذروة التي أتوقع أن يخفق الجزء السادس في الوصول إليها.

أما من الناحية الشكلية، فمن الواضح "البخل" في الإنفاق على انتاج المسلسل، فالتصوير الخارجي –مثلا- يتم في غرف فنادق الدرجة العاشرة، وإذا كان هناك من كرم في هذا المسلسل، فهو في إطلاق ألقاب "البطولة" والمشاركين فيها، فشخوص المسلسل كلهم –تقريبا- إما أبطال أو مشاركون في البطولة!

وفي نهاية المطاف؛ تبقى تهامة وأبناء تهامة مسرحا للسخرية، وميدانا للاستعراض الفني الأجوف، إذ لا وجه للمقارنة بين تهامة وغيرها من المحافظات الأخرى، لا في عدد الشيوخ ولا المظالم الواقعة منهم على الناس، ولكن "من يجرؤ على تناولتها"؟