ً بوش رفض التوقف أمام ضريح " عرفات" في رام الله ، و" دولة الكيان" ستواصل البناء الاستيطاني في القدس العربية رغم الانتقادات الأمريكية

الجمعة 11 يناير-كانون الثاني 2008 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3869

كعادتها قالت دولة الكيان الصهيوني إنها مصممة على الاستمرار في عمليات البناء الاستيطاني في القدس العربية المحتلة عام 1967 م وأنه لا تغيير في موقفها حيال هذا الموضوع على الرغم من الانتقادات النادرة التي تصدر عن كبار الديبلوماسيين الأميركيين.. هذا ما صرح بع أحد كبار المسؤولين الصهاينة لـ صحيفة جروزيليم بوست الإسرائيلية الناطقة باللغة الانجليزية : وقال :" إن إسرائيل ستستمر في عمليات البناء في القدس المحتلة بالإضافة إلى مناطق الإستيطان الرئيسية في الضفة الغربية المحتلة عام 67م ، حتى ولو استمر العمل بتجميد عمليات البناء في مناطق أخرى من أراضي الضفة الغربية.

ونقلت صحيفة جروزيليم بوست في عددها الصادر اليوم الجمعة عن المسئول الإسرائيلي قوله :" المتعارف عليه جيدا أنه بالنسبة لبعض المناطق خاصة تلك التي يقطنها عدد كبير من "السكان –المستوطنين" فإن عمليات البناء فيها ستستمر

". وقال :" إن أحدا لا يمكنه توقع أن تفسر إسرائيل عبارة تجميد عمليات البناء لتشمل عاصمتنا" "القدس" على حد تعبيره.

 يأتي ذلك بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الخميس خلال لقاءه في رام الله برئيس السلطة الفلسطيني ، محمود عباس ، إلى إنهاء 40 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67م لإفساح المجال أمام إقامة دولة فلسطينية، وفي هذا الإطار أكد بوش أن تطبيق أي اتفاق يخضع لتطبيق بنود خريطة الطريق، وقال: ذلك يشمل من الجانب الإسرائيلي وقف توسيع المستوطنات وإزالة المستوطنات العشوائية.. و كلف الرئيس الأمريكي " الجنرال وليام فريزر" للإشراف على تطبيق خارطة الطريق للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.

 وانتقدت حركة حماس على لسان الناطق باسمها " د. اسماعيل رضوان" ما جاء في المؤتمر الصحفي، الذي عقده رئيس السلطة الفلسطينية مع الرئيس الأمريكي ، جورج بوس أمس في مدينة رام الله ، وما جاء على لسان رئيس السلطة محمود عباس متسائلة عن "تغييب ملف القدس وحصار قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي في حديثه.

وقال المتحدث باسم حماس : للأسف لم يتحدث " عباس" عن القدس وعن الحصار والقتل الممارس من قبل الاحتلال الإسرائيلي يومياً بالضفة الغربية وقطاع غزة بل تحدث عن حماس ووجوب اعترافها بالشرعيات الدولية وهذا نعتبره استقواء فاشل بالإدارة الأميركية"...على حد تعبيره.

واعتبرت حركة حماس لقاء الرئيسين عباس وبوش بأنه فارغ رغم اللقاء السري الذي جمعهما معاً قبل المؤتمر الصحفي غير مستبعدة أن يكون الإطار الأمني هو الأوفر حظاً في لقائهما السري.. وعلى عكس العديد من المسؤولين الدوليين، لم يتوقف الرئيس الاميركي أمام ضريح الرئيس الراحل عرفات داخل المقاطعة.

ويقول مراقبون فلسطينيون : إن تجاهل الرئيس الأمريكي، جورج بوش ، زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي يعتبره الفلسطينيون رمزا لنضالهم الطويل له معنى واحد " أن الرئيس الاميركي عمليا لا يعترف بنضالات الشعب الفلسطيني ويتجاهل تضحياته .. وخلال لقاءه الرئيس الفلسطيني الحالي ، محمود عباس في رام الله ، أعطى الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الخميس دفعة قوية للسلام في الشرق الأوسط، وخصوصاً حول الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وذلك عندما دعا خلال زيارته الأولى والتاريخية إلى رام الله إلى إنهاء 40 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لإفساح المجال أمام إقامة دولة فلسطينية، معرباً في هذا الصدد عن اعتقاده الشديد بأنه سيتم توقيع معاهدة سلام إسرائيلية - فلسطينية قبل نهاية ولايته في كانون الثاني - يناير 2009م.

وغادر الرئيس الأمريكي جورج بوش، ظهر اليوم الأراضي الفلسطينية وإسرائيل متجها إلى دولة الكويت في ختام زيارته الرسمية التي دامت ثلاثة أيام في القدس ورام الله وبيت لحم وطبريا.. وأقامت دولة الكيان على شرفه مراسم وداعية رسمية في مطار " بن غوريون الدولي "- مطار اللد بحضور كبار المسئولين الصهاينة .

سلطة الآثار الصهيونية باشرت بحفر نفق جديد قرب المسجد الأقصى بطول 150 متراً 

في غضون ذلك ، كشفت جمعية إسرائيلية أن سلطة الآثار الصهيونية وجمعية استيطانية يهودية ، باشرتا بحفر خندق جديد قرب المسجد الأقصى المبارك .. ويجري الحديث عن نفق بطول 150 متراً، يمر بمحاذاة أسوار الحرم القدسي الشريف في البلدة القديمة، ومن تحت بيوت قديمة وتاريخية، يربط بين نفق اسرائيلي جرى فتح قبل عشر سنوات، عند الكنيس اليهودي الذي أقامه سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمحاذاة حائط البراق، بكنيس يهودي آخر أقامه الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا في قلب "حارة المسلمين" في البلدة القديمة للقدس المحتلة، مما سيهدد سلامة مئات البيوت الفلسطينية الأثرية الواقعة فوق مسار النفق ومحيطه.

وأكدت الجمعية الإسرائيلية "عير عميم" (مدينة الشعوب) في رسالة وجهتها للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية "ميني مزوز" ، أن سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية استيطانية، باشرتا بحفر هذا الخندق قرب المسجد الأقصى .

وحذرت الجمعية الإسرائيلية من أن هذه الحفريات تجري من دون الحصول على موافقة أصحاب البيوت الفلسطينية التي ستتضرر من هذا النفق، وحتى من دون مخطط يضمن سلامة المنطقة.

وحاولت سلطة الآثار الإسرائيلية والجمعية الاستيطانية الالتفاف على الحقيقة، وزعمتا أنه لم تباشرا بالحفريات، بل ما يجري الآن وهو "عملية فحص للربط بين الكنيسين"، مما يعني تأكيد النية لحفر النفق المذكور.