في أول مشاركة له في فعالية رسمية أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء " ستيفن سيش" إن استمرار النمو السكاني السريع في اليمن سيؤثر سلبا على النمو الاقتصادي اليمني كما سيشكل ضغطاً كبيراً على موارده المحدودة خاصة في مجالات المياه والتعليم والصحة .

وأضاف سيشن في كلمته التي ألقاها اليوم في حفل افتتاح أعمال المؤتمر الوطني الرابع للسياسة السكانية والذي بدأت اليوم بصنعاء " كما إن استمرار النمو سيؤثر سلباً على المستوى المعيشي في اليمن اقتصادياً واجتماعياً , متسائلاً " في خضم الزيادة السكنية , أين سيعيش الناس وهل سيكون هناك طعاماً كافياً للجميع ؟ وهل سيكون هناك مدارساً لكل الأبناء ومن الذي سيوفر لهم فرص العمل ؟ مؤكداً على وقوف الشعب الأمريكي إلى جانب الشعب اليمني في مواجهة ما سماه بالتحدي الكبير على طريق التنمية , منوهاً " الى الدور الذ1ي قامت به الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مساعدة التنمية اليمنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما تقوم به من تقديم مساعدات فنيه ومالية لمعالجات احتياجات اليمن في مجال الأمومة والطفولة والعناية الصحية وتنظيم الأسرة .

وأشار سفير أمريكا بصنعاء والذي ألقى كلمته بلغة عربية بسيطة " إلى ان معالجة مشاكل النمو السكاني في اليمن سيضمن حياة أفضل للأجيال القادمة .

وفي افتتاح المؤتمر والذي يقام تحت شعار "نحو مزيد من التنفيذ" شدد رئيس الوزراء في كلمته على ضرورة الابتعاد عن المركزية الشديدة في التنفيذ كحلاً للمشاكل السكانية , محملاً محافظي المحافظات مسؤولية حل المشاكل السكانية في محافظاتهم .

ودعا الدكتور علي محمد مجور " المنظمات الحكومية وغير الحكومية والأحزاب السياسية وكافة أفراد المجتمع الى إعطاء القضية السكانية أهمية بالغة وداعياً العلماء والمرشدين في الوقت نفسه الى القيام بتوعية المجتمع بالمخاطر السكانية, مؤكداً على أن الحل الجذري للمشاكل السكانية يكمن في التغيير الجذري لسلوك الأفراد.

وقال رئيس مجلس الوزراء – إن الحكومة ستقوم بالتنسيق مع مجلس النواب بسرعة البت في القوانين الخاصة بالسكان والتي منها الأمومة المأمونة والطوارئ التوليدية . منوهاً " إلى أن الحد من الفقر يقتضي ضبط عملية النمو السكاني المتسارع ويتمثل ذلك من خلال الالتحاق بالتعليم وخاصة الفتيات .

المؤتمر الذي ينظمه المجلس الوطني للسكان ويتواصل على مدى 3ايام بمشاركة أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية " أشار نائب رئيس المجلس الوطني السكان الدكتور عبد الكريم راصع " الى ان الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الصحية (2006-2010م) قد حددت ثمان أولويات كان احدها الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة , كما تم وضع إستراتيجية وطنية للصحة الإنجابية (2006-2010م) تم التركيز فيها على خدمات الأمومة المأمونة والطوارئ التوليدية ونظام الإحالة وخدمات تنظيم الأسرة والتثقيف وتوعية المجتمع .

وقال وزير الصحة العامة والسكان " ان المجلس بقوم الآن بالتوسع في التغطية للتثقيف الصحي من قبل مثقفين وميسرين صحيين ومتطوعين من أفراد المجتمع في 15 محافظة تم تدريبهم والإشراف عليهم بعد نجاح التجربة في ثلاث محافظات .

وتطرق أمين عام المجلس الوطني للسكان - أمين معروف الجند في كلمته " إلى الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر والمتمثلة بخمس أوراق عمل قام بإعدادها عدد من الخبراء والمعنيين المحليين وجرى مراجعتها من قبل عدد من الخبراء من دول المنطقة تناقش في مضمونها رؤية نقدية للأداء الراهن في مواجهة المشكلات السكانية وضمان تغطية شاملة لخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والتوازن بين معدلات النمو السكاني والتنمية المستدامة , بالإضافة إلى وضع منهجية واضحة في الدعوة والاتصال من اجل تغيير السلوك لدى الأفراد والعمل على إقامة الشراكة المنتجة بين مختلف الجهات .

من جهته أكد الدكتور عبد المنعم نوار ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان " على التزام الصندوق دعم الجهود الناجحة والخاصة بالسكان والتنمية والصحة الإنجابية, مشيداً بتجربة اليمن على الالتزام والدعم المستمرين بغية تحقيق أهداف السكان والتنمية المتضمنة بالسياسة الوطنية للسكان ".

وفي المؤتمر استعرض وكيل وزارة التخطيط والتنمية " التقديرات المستقبلية للسكان ومحدداته ومتطلباته خلال السنوات المقبلة , مبيناً الى أن سكان اليمن قد يصل الى (61 مليون نسمة في عام 2035م) , الا انه أشار إلى أن العدد قد يصبح (45 مليون نسمة) في نفس العام في حال تم النظر إلى الصحة الإنجابية والرعاية الصحية .

وقال الدكتور مطهر العباسي" إن انخفاض معدل النمو السكاني سيعمل على تحسين دخل الفرد وسينعكس ايجابيا على الأيادي العاملة . وربط علاقة تحسين الوضع وتحسين معيشة الأفراد بعمل التدخلات السلمية والتي من شأنها أن تسهم في تنظيم الأسرة في إطار الصحة الإنجابية .