مشرف يتخلى عن قيادة الجيش ورايس تطالبه برفع حالة الطوارئ

الخميس 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 06 صباحاً / مارب برس – متابعات
عدد القراءات 2852

سلم الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، قيادة الجيش الى خلفه الجنرال اشفاق كياني استعداداً لتأديته اليمين الدستورية اليوم بصفته “رئيساً مدنياً” بعد ثمانية أعوام من الانقلاب العسكري الذي قاده الى السلطة.وبذلك يكون مشرف قد استجاب لأحد مطالب المجتمع الدولي.وبذلك أيضاً تبدأ باكستان التي تعد 160 مليون نسمة وتعتبر القوة النووية الوحيدة المعلنة في العالم الاسلامي، على الأقل رسمياً، فترة من الديمقراطية “العادية” التي لا يجمع خلالها الشخص نفسه بين منصبي رئيس الجمهورية، وقائد الجيش.وسلم مشرف قيادة اركان الجيش خلال مراسم خاصة اقيمت في مقر قيادة القوات المسلحة في روالبندي، في ضواحي اسلام آباد. ويكون بذلك ودع مؤسسة تولى قيادتها على مدى حوالي عقد.

وقال أمام مئات من المدعوين والقادة الذين صفقوا له اثناء حفل نقل مباشرة على التلفزيون، “لن اكون بالزي العسكري غدا” مقراً بأنه سيكون “حزينا بعض الشيء”. وأضاف: “بعدما ارتديت الزي العسكري طيلة 46 عاماً، أقول وداعاً لهذا الجيش”، مضيفاً: إن “هذا الجيش كان حياتي ومحور اهتمامي.. لقد احببت هذا الجيش”.

وبينما تواجه باكستان أزمة سياسية حادة وتخضع لحالة الطوارئ منذ الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، سيلعب الجنرال كياني من دون شك دوراً أساسياً في بلد عاش نصف السنوات الستين التي مرت على وجوده تحت سيطرة جنرالات انقلابيين. لكنه لا يتوقع ان تحل الأزمة على الفور، فالمعارضة وكذلك المجموعة الدولية لا تزالان تطالبان ب “عودة فعلية” الى الديمقراطية وتطالبان الرئيس مشرف برفع حال الطوارئ قبل الانتخابات التشريعية في 8 يناير/كانون الثاني 2008.

وقد أعلن مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية أمس أن الرئيس مشرف يعتزم رفع حالة الطوارئ في باكستان التي فرضها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني قبل الانتخابات التشريعية.

وقال هذا المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه “لا يزال يدرس مختلف الحلول” مضيفا ان “الرئيس قال لمستشاريه انه يرغب في رفع حالة الطوارئ قبل الانتخابات لكنه لم يقرر موعداً لذلك”.

وقد رحبت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو بتخلي مشرف عن بزته العسكرية، ولكنها امتنعت عن الاعتراف به رئيساً مدنياً شرعياً.

وقالت بوتو في معقلها في كراتشي في جنوب باكستان للصحافيين “نرحب بكون الرئيس برويز مشرف قد تخلى عن منصبه قائداً للجيش بما ان هذا الأمر كان من مطالبنا الرئيسية”.

وأضافت “لكننا لسنا على عجلة للقبول به رئيساً مدنياً وسنتخذ كل القرارات المناسبة بهذا الخصوص بعد مداولات نأخذ فيها بالاعتبار كل جوانب المسألة”.

  وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ان تخلي الرئيس مشرف عن قيادة القوات المسلحة الباكستانية بداية جيدة إلا أنه لا يزال ينبغي عليه رفع حالة الطوارئ.

وقالت رايس “انها بداية جيدة ومرحلة اولى جيدة في إطار واجبات الرئيس مشرف ووعده بالتخلي عن زيه العسكري”. وأضافت “لكن يجب الآن اتخاذ قرار انهاء حالة الطوارئ بغية السماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة”. (وكالات)