آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

بعد تراجع ليبيا وتوقف قطر السعودية تبعث برسالة من الوزن الثقيل الى طرفي الحرب وانكسار هيبة الجيش... " تحليل سياسي "

الثلاثاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - محمد الصالحي - خاص
عدد القراءات 5474

يجمع المراقبون على غموض أهداف ودوافع حروب صعدة الأربع فهي منذ بدايتها حتى ألان لم يكشف احد من أطرفها مايحيط بها من غموض انها حرب مجهولة الأسباب والمقاصد فالشب اب المؤمن الذي ترعرع في كنف أسرة السيد الحوثي بدأ صديقاً للقصر الجمهوري وأصبح فيما بعد خطراً محدقاً على القصر وأهمية الخطر هذا في أن الشباب المؤمن كسر هيبة الجيش وبدد القبضة الحديدية الزيدية على الحكم في أهم معاقله.

يلوح في الأفق بوادر حرب خامسة قد تكون وشيكة ما لم يعمل طرفي النزاع على الحيلولة دون وقوعها، فمحافظة صعدة ستكون على موعد مع شتاء قارس قد يكون لنيران حرب متوقعة دور في إزدياد ضراوتها وقساوتها.

وفي حال دقت ساعة الحرب وهو المرجح قبيل إنتهاء العام الحالي بين القوات الحكومية والمتمردين فإن الوضع الإنساني والمعيشي في المحافظة معرض لأن يصل الى منحى متدنى خطير ، وينبئ بكارثة إنسانية في ظل تردي الخدمات وإزدياد معاناة النازحين وتراكم الأحقاد والثارات التى ستجعل من الحرب الخامسة كارثة إنسانية في صعده.

الوساطة القطرية.. ولماذا اختفت: 

قبل أشهر سحبت دولة قطر ممثليها في لجنة متابعة تنفيذ الإتفاق وقبل إستكمال تنفيذ بنوده، وتردد وقتها أن أسباب الإنسحاب لم تكن فشل الوساطة القطرية بل إختلاف القطريين مع الجانب الحكومي اليمني حول أليه وطريقة تسليم التعويضات المادية للمتضررين من الحرب في صعدة، حيث قالت مصادر مطلعة أن الجانب اليمني قام بإحصاء للأضرار وتكلفتها المادية وقدم تقرير الى الحكومة القطرية بها مطالباً إياها في نفس الوقت تسليم المبالغ ليقوم بصرفها على المتضررين وهو ما رفضته الحكومة القطرية، وعند هذه النقطة أوقفت دولة قطر مساعيها أو أوقفت الحكومة اليمنية هذه المساعي تذمراً من الموقف القطري.

فيما البعض أرجعها الى التطور الأخير الذي طرأ على العلاقات القطرية السعودية والتحسن الملحوظ والذي تمثل في زيارة امير قطر الى الرياض الشهر الماضي، وقد يكون لذلك دور في توقف مساعي الوساطة القطرية والتي لم تكن المملكة العربية السعودية راضيةً عنها، نظراً لحساسية المكان الذي وصل اليه القطريين والتوتر الظاهر في العلاقات السعودية القطرية، لأن المملكة تنظر لدولة بحجم قطر إستطاعت الوصول الى جنوب المملكة والي محافظة متاخمة للحدود السعودية اليمنية بنوع من الريبة، وبالأخص وقطر تحاول في الأونة الأخير ان تكون لاعب أساسي على خارطة الشرق الأوسط الجديد وأن يكون لها دور قيادي لا يوازي مساحتها وعدد سكانها وفي ظل وجود دعم أمريكي لها وعلاقات إستراتيجية مع إيران.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل الخلاف على الدعم القطري اوما أسموه صندوق الإعمار المادي البحت هو سبب توقف الوساطة أم أن قضية صعدة أصبحت ورقة ضغط بين القوى المتصارعة في الشرق الأوسط واليمن البوابة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية ملعب لتلك القوى تحاول كل قوة أن تبرز عضلاتها من خلال الظهور في المناطق المشتعلة لتأخذ الريادة وهي ريادة قد لا تستمر طويل لأن السياسية لاتعرف عداء متواصل ولا تصالح مستمر .

عندما بادرت الدوحة ومن قبلها تراجعت وساطة ليبية، كانت حكومة الرياض تعتبر ذلك من الأمور التى تحتمل سوء النية حيث وصعدة منطقة حدودية مع السعودية وليس هذا فقط ولكن لأن المتمردين في صعدة يحملون فكر ديني – شيعي – ولأن اليمن تمثل أحد ملامح الهلال الشيعي الذي تحلم به الدولة الفارسية خصوصاً بعد أن سقطت بغداد وأنتهى أمره إلى أيدي المرجعيات الموالية لإيران أكثر من العراق، وقد حاولت الحكومة اليمنية أن تجر المملكة الى حربها في صعدة من خلال الإسهام بالدعم المادي لإنها تعتقد بخوف السعودية من إنتشار الفكر الأثنى عشري وبالأخص والمملكة تعاني منه في عدة مناطق سواء الشرقية منها او الجنوبية، لكن الرد السعودي أتى من خلال وسائل اعلامه التي نشرت بعض التصريحات للمسئولين مفادها أن المملكة ليست في حاجة لاحد ليحارب عوضاً عنها .

وبعد وضوح الرؤية والإعلان عن مبادرة الدوحة لم تتناول – الرياض - تلك الوساطة بشيء وكأن الأمر لا يعنيها كما هي عادة الدبلوماسية السعودية في التعاطي مع قضايا مشابهه.

ولم تلبث الوساطة أن وقعت هدنة مؤقتة لوقف الحرب بين الحكومة اليمينة والمتمردين الحوثيين حتى تحولت الأنظار صوب المحافظات الجنوبية والتي بدا أنها تعيش غليان شعبي ضد حكومة صنعاء، وقد يكون لحرب صعدة والذي عرى القوة العسكرية اليمينية وكذلك تدويل القضية من خلال الموافقة على دخول قطر كوسيط لحل القضية دافع قوي للجنوبيين لأن يتحركوا ليطالبوا بحقوق منها ما هو واقعي ومنها ماهو تعجيزي قد يكون بهدف إيصال أي حوار للحكومة مع هذه المطالب إلى طريق مسدود لتدويل القضية الجنوبية كما دولت قضية صعده.

التهدئة في صعدة التي أعقبت توقف الوساطة القطرية دوافعها موضوعية أكثر منها صدق نوايا فالحكومة اليمنية المشغولة في المحافطات الجنوبية تبحث عن فرصة للتفرغ لمشاكل الجنوب بل وفرغت جبهات المواجهة مع الحوثيون من أهم الألوية العسكرية المرابطة هناك والتى نقلت على عجل إلى المحافظات الجنوبية وفي المقدمة قوات العمالقة ذات الحظ الأوفر في تقدم قوات الشرعية في حرب 1994 كما أن الحوثيين إتضح أنهم بحاجة إلى تجميع قواهم من جديد وهو مايبدوا أنهم أنجزوه في وقت قياسي مما عزز من قوتهم في صعدة وجعلهم يهددون بأنهم أسقطوا –حسب بعض قياداتهم – عدة مديريات في الحرب الرابعة ويتعهدوا بإسقاط عاصمة المحافظه اذا عادت الحرب كما هو متوقع الآن.

إجتماع مجلس التنسيق اليمني السعودي الاخير وحرب صعده :

الحكومة السعودية التي تجاهلت كثيراً حروب صعدة الأربع – على الأقل في الظاهر – وحاولت أن تنظر إلى هذه الحروب كشأن داخلي يمني إلا أنه في الأونه الأخيرة إتضح أن السعودية لم تعد مستعدة لمواصلة تجاهل هذه البؤرة المشتعلة على مشارف حدودها وقد تجلى ذلك في الرسالة الواضحة التي أرسلها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى طرفي هذه الحرب وذلك من خلال حديثه عن حرب صعدة في سياق كلمته التي ألقاها في إجتماع مجلس التنسيق اليمني السعودي الأخير.

الأمير سلطان- الذي يتمتع بنفوذ قوية في الوسط القبلي اليمني توقف على غير العادة عند إحداث صعدة وبعث برسالة من الوزن الثقيل فيها تحذير مبطن للمستفيدين من هذه الحرب أننا لسنا معكم في الإستمرار وللمتضررين فيها بأننا نتألم مما يصيبكم ولكن السؤال الأهم هل ستعقب تلك الرسالة خطوات أكثر وضوحاً في موقف السعودية مما يحدث في صعدة وهل قرأ كل من الطرف الرسمي والطرف الحوثي هذه الرسالة أم أنهم لايجيدون إلا لغة الحرب بدون اهداف والتوقف بدون نوايا حسنة وإلى متى ستستمر القوى السياسية والمدنية والإجتماعية اليمنية مغيبة عن حرب غير مقدسة تتجه بمحافظة صعدة الى كارثة إنسانية محققة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن