الإدارة الأمريكية تعاقب مصر بخصم نصف مليارد دولار من المساعدات لعدم منعها تهريب الأسلحة لـ غزة

الخميس 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - فلسطين - رندة عود الطيب - خاص
عدد القراءات 6044

أفاد جهاز الاستخبارات الصهيونية أن الإدارة الأمريكية أبلغت رسميا الرئيس المصري حسني مبارك ، ورئيس المخابرات المصرية " اللواء عمرو سليمان " بان الكونغرس الأمريكي سيقلص إضافة إلى 200 مليون دولار والتي تم تجميدها من أموال المساعدات المصرية المقدمة لمصر مبلغ إضافي يبلغ 300 مليون دولار بسبب عدم قيام مصر بوقف عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزه الذي تسيطر عليه حركة حماس ، وتقول تلك المصادر بان الحديث أصبح يدور عن فرض عقوبات مالية أمريكية ضد مصر بقيمة نصف مليارد دولار.

وبحسب موقع "تيك ديبكا" الإستخباري الصهيوني الذي نقل عن مصادر أمريكية وشرق أوسطية قولها: إن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "روبرت دنين" والذي زار مصر الأسبوع الماضي لمعرفة الأسباب التي تحول دون قيام مصر بمنع عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزه أبلغ الرئيس مبارك والوزير سليمان بقرار الكونغرس الأمريكي ؛ وقد حذر "روبرت دنين" القاهرة بأنها إذا لم تعمل علي وقف عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزه، فلن يقف الحد علي نصف مليارد دولار بل هناك احتمال بان تجمد الولايات المتحدة خلال 2008 مبلغ أخر ليصل إلى مليارد دولار من حجم المساعدات المدنية والعسكرية الأمريكية لمصر والتي تبلغ حوالي مليارين و200 مليون دولار.

وزعم الموقع الإستخباري الصهيوني أن " نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "روبرت دنين" أكد بان الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر الوقوف بحزم ضد مصر لأن عدم منع عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزه يشكل خطرا علي سياسية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ويشكل خطرا علي أمن " إسرائيل" ويحدق الخطر بأمن مصر القومي ..

المخابرات المصرية لها رواية أخرى 

وسبق أن كشف موقع "تيك ديبكا" الاستخباراتي الصهيوني عن فحوى رسالة أعدها رئيس المخابرات المصرية ، اللواء عمر سليمان ، لمسئول الأمريكي على ضوء زيارة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت دانين للقاهرة ، وقد جاء في فحوى الرسالة "أن عمليات تهريب الأسلحة لقطاع غزة تتم عبر البحر وليس عبر الأنفاق لذلك من يتحمل المسؤولية عن عمليات التهريب هو سلاح البحرية الإسرائيلي وليس القوات المصرية".

و جاء في الرسالة بـ"أن حرس الحدود المصري عثر قبل أسبوعين على 6 أنفاق بالقرب من رفح وبتاريخ 13: 10 :2007 تم العثور على نفقين".

وبيّن الوزير سليمان أن امتداد حدود محور صلاح الدين يبلغ 14 كيلومتراً و ينتشر في مقابله على الحدود المصرية 750 شرطياً مصرياً من قوات حرس الحدود وترافق هذه القوة مروحيتان مصريتان لمراقبة الحدود ولكنها غير كافية للسيطرة بشكل كامل على عمليات المهربين.

ويقول الوزير سليمان :"إنه يجب زيادة العدد من 750 إلى 3000 شرطي مصري وزيادة عدد المروحيات من اثنتين إلى 12 مروحية ،وعلى إسرائيل أن تسمح للمروحيات المصرية الاقتراب من الحدود مع القطاع لمراقبة الحدود بشكلٍ أفضل, مبيناً أن إسرائيل تخشى اقتراب المروحيات المصرية من الحدود مع قطاع غزة خشية من قيام المصريين بجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجيش الإسرائيلي".

وذكر رئيس المخابرات المصرية في رسالته أن مصر أقامت منطقة عازلة في رفح المصرية بعرض 150 متراً حيث تم هدم عدد كبير من المنازل في هذه الرقعة ويقول سليمان :"إن مصر لا تتحمل المسؤولية عن عمليات التهريب".

دولة الكيان ترفض اقتراحاً أمريكياً

ورفضت دولة الكيان الصهيوني اقتراحاً أمريكياً بالسماح بزيادة القوات المصرية المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية من أجل وقف كامل لعملية تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء لقطاع غزة.. ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن كل من مدير عام وزارة الخارجية الصهيوني " أهارون أبراموفيتش" ورئيس المكتب السياسي العسكري في وزارة الحرب الصهيونية "عاموس جلعاد " إبلاغهما كبار المسئولين الأمريكيين أنه ما لم تلتزم مصر بالاتفاقات حول مكافحة تهريب الأسلحة على طول الحدود مع غزة فإنه ليس هناك مجال لمناقشة زيادة عدد الجنود ..

المطلب صهيوني بحت

وسبق أن ذكرت مصادر صحافية صهيونية أن عضو الكنيست الصهيوني " يوفال ستينيتز " المنتمي لحزب الليكود اليميني, طالب في رسالةٍ إلي الكونجرس الأمريكي بالاستمرار في حجب الـ (200 مليون دولار ) من المعونة الأمريكية لمصر، حتى تبذل المزيد من الجهود لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة"؛ وكررت إسرائيل اتهاماتها لمصر، بعدم العمل على وقف تهريب الأسلحة عبر أنفاق من رفح إلى قطاع غزة.

واتهم عضو الكنيست "يوفال " مصر بالسماح لحركة حماس التي تسيطر عسكريا وإداريا على قطاع غزة منذ منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي بتهريب (20 ألف بندقية ) و(6000 قذيفة مضادة للدبابات ) ، و (100 طن من المتفجرات ) ، والعشرات من صواريخ الكاتيوشا والصواريخ المضادة للطائرات.

وادعى النائب الإسرائيلي أن مصر سمحت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بتنظيم خروج مجموعات مسلحة في قطاع غزة للسفر إلي إيران للتدريب العسكري هناك, قائلاً: "مصر سمحت خلال شهر سبتمبر لمائة ناشط حمساوي بدخول غزة ، بعدما أنهوا تدريبهم في إيران رغم احتجاجات" إسرائيل ".