صنعاء والرياض وقعتا 17 اتفاقية تدفع المملكة بموجبها لليمن مليار ريال

الأربعاء 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 5906

وقعت اليمن و السعودية 17 اتفاقية تعاون مختلفة تدفع بموجبها السعودية للجانب اليمني مليار ريال خلال اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني، إضافة إلى الاتفاق على وضع سياج حدودي على الحدود المشتركة بين البلدين الذي أعلنه وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز خلال تصريحات له أعقبت اجتماعا ثنائيا مع نظيره اليمني بعد اجتماع مجلس التنسيق السعودي اليمني.

الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال ترؤسه وفد المملكة في اجتماع مجلس التنسيق السعودي اليمني الذي عقد مساء أمس في قصر العزيزية في الرياض إن العلاقات السعودية اليمنية تقوم على أسس قوية من وحدة العقيدة والجوار وأواصر القربى كما أن علاقات التعاون المتميزة تحظى برعاية كريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.

وعبر الأمير سلطان عن الارتياح السائد بين الطرفين خلال انعقاد دورة المجلس الثامنة عشرة في المملكة مشيراً إلى الجهود البذولة من السعودية التي وصفها بالبلد الثاني للجانب اليمني أثناء كلمته، موضحاً إسهام المملكة في دعم مسيرة التنمية في اليمن والتي لا تقتصر على الدعم الثنائي فحسب بل تتعداه إلى بذل كافة الجهود لمساندة الجمهورية اليمنية في كافة المحافل الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجابيا بحول الله على تنمية الفرد والمجتمع اليمني حسب ما جاء في كلمة الأمير سلطان.

وعبر ولي العهد عن سروره بعد اطلاعه على تنفيذ ما تم إقراره في الدورات السابقة وآخرها الدورة السابعة عشرة. وقال " وما نراه اليوم من جاهزية عدد من الاتفاقيات للتوقيع لهو تأكيد لهذا التآخي وثمرة يانعة من ثمرات مجلس التنسيق السعودي اليمني ودليل على سرعة اتخاذ الإجراءات التنفيذية من الجهات ذات العلاقة في البلدين لما يصدر عن هذا المجلس من بيانات مشتركة تحقق رغبة قيادتينا وتطلعات الشعبين الشقيقين".

وأكد الأمير سلطان أن أمن الجمهورية اليمنية هو جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية. معبراً عن ألم المملكة كثيرا لما شهدته محافظة صعدة من أحداث مؤلمة. موجهاً تهنئة للوفد اليمني والشعب اليمني الشقيق على إنهاء تلك الأحداث بما يحفظ الدماء والممتلكات.

ونوه الأمير سلطان بما يبذله وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في الجمهورية اليمنية الدكتور رشاد العلمي من جهود حثيثة في محاربة الفكر الضال واجتثاث جذور الإرهاب الذي لا يقره الدين الإسلامي الحنيف.

وأشار الأمير سلطان للأحداث المتلاحقة وما تواجهه الأمة العربية والإسلامية وعلى وجه الخصوص ما يمر به الإخوة في فلسطين والعراق وأنها تتطلب من الجميع مضاعفة الجهود نحو التوحد ولم الشمل والابتعاد عن الفرقة والانقسام والعمل على استعادة الحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق وتحقيق الأمن والاستقرار في جمهورية العراق.

ونقل دولة رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية رئيس الجانب اليمني بالمجلس الدكتور علي محمد مجور تحيات رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد والحكومة والشعب السعودي.

وأشاد بالدور الكبير الذي قامت به حكومة المملكة العربية السعودية لحشد الدعم الخليجي والدولي لليمن في مؤتمر المانحين في نوفمبر من العام الماضي مثمناً الدعم السخي والمتميز الذي جسد خصوصية ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين مما سيسهم في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن ويضع أسساً قوية لتعزيز شراكة حقيقية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية ومنها انطلاقاً نحو الأشقاء في المنطقة.

وأعرب مجور عن أمله بتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين إلى مستويات أعلى من شأنها تحقيق المصلحة المشتركة للجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية.

وعبر عن تقدير بلاده للموقف الاستراتيجي والقوي لحكومة المملكة العربية السعودية في الدفع بجهود انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي وذلك من خلال توفير الموارد المالية والفنية والدعم السياسي اللازم لتسهيل اندماج وتكامل الاقتصاد اليمني مع اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي عاداً الدور السعودي الريادي في اجتماعات قادة مجلس التعاون الخليجي في مسقط مطلع عام 2005م خطوة كبيرة مهمة في هذا الاتجاه.

وأبرز أهمية تعزيز التعاون في المجال التربوي والتعليمي، وضرورة العمل المشترك على إيجاد المناهج الدراسية الموحدة في البلدين الشقيقين في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي داعياً المختصين في اليمن والمملكة لدراسة هذه المسألة بما يخدم جهود البلدين في تطوير مناهجهما، ويسهم في بناء جيل سليم ومعافى يتحلى بقيم الدين الإسلامي الحنيف.

ورأى مجور أن هناك فرصاً وآفاقاً رحبة للدفع بمزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين إلى مستويات أعلى من شأنها تحقيق المصلحة المشتركة للجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية مشيراً إلى أن وجود سوق عمل واسع في المملكة من شأنه الإسهام في استيعاب أعداد أكبر من الأيادي العاملة اليمنية.

وشدد على أن الازدهار والتقدم والرقي لا يأتي إلاّ في ظل السلام والاستقرار والأمن الذي تستطيع من خلاله شعوب البلدين تنفيذ خططها والقيام بأعمالها وأنشطتها نحو مسيرة التقدم والازدهار، مجدداً التأكيد بأن أمن اليمن من أمن المملكة.. وكذا أمن المملكة من أمن اليمن.

كما أكد عزم الجمهورية اليمنية على استمرار التعاون والتنسيق السياسي والأمني مع المملكة وبما يحفظ لهما أمنهما واستقرارهما.. ليتمكنا من تحقيق أهدافهما في التنمية.. والتقدم والازدهار في ظل الأمن والأمان مشدداً على إدانة واستنكار اليمن لكل أشكال العنف والأعمال الإرهابية.

وجدد تأكيد بلاده على أهمية مواصلة الدفع بعملية السلام في المنطقة، ودعوة العراقيين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وحقن الدماء العراقية واستقلال وسيادة العراق، وكذلك دعم الدور الإيجابي للحكومة السودانية لإرساء السلام في دارفور والعمل مع المجتمع الدولي لإعادة إعمار دارفور، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة اتخاذ الوسائل اللازمة لمنع تسابق دول المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية ضماناً لتحقيق الأمن والسلام الدوليين، والمطالبة بضرورة ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

كما عبر عن قلق الجمهورية اليمنية من تطورات الأوضاع في كل من الصومال ولبنان، مشيراً إلى ضرورة العودة إلى الحوار البناء بين كافة أطياف المجتمع.

من جهته كشف وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، أن التحقيقات مع أفراد الخلية الإرهابية التي كانت تنوي اقتحام سجن الرويس بجدة، شارفت على الانتهاء، مبينا أن أفراد تلك الخلية سيحالون إلى القضاء الشرعي قريبا.

وجاء الكشف عن هذا الأمر، في أعقاب المباحثات الثنائية التي عقدها وزير الداخلية السعودي ونظيره اليمني في العاصمة السعودية الرياض على هامش اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني.

وقال الأمير نايف حول ما إذا كانت الاحترازات الحدودية التي ستقيمها السعودية على طول حدودها، ستشمل الحدود اليمنية أم لا، "إن مسألة الحدود مع اليمن باتت منتهية، ونحن متفقون على كل شيء".

وتعمل كل من السعودية واليمن، وفقا للأمير نايف، على تعزيزات مشتركة على حدود البلدين. وقال وزير الداخلية في هذا الإطار "الإخوة في اليمن على اطلاع بكل تصرفاتنا".

وأوضح الأمير نايف بن عبد العزيز، بأن بلاده ستستعين بشركات مؤهلة ذات خبرة لتنفيذ البرنامج الحدودي الذي سيشمل كافة الحدود السعودية. وأضاف "سوف نبدأ بالعراق، وصولا لكل حدود المملكة البرية والبحرية".

واتفق وزيرا الداخلية السعودي واليمني، على أن أمن أي من الجانبين، هو جزء لا يتجزأ من أمن الآخر.

وأضاف الأمير نايف حول تهريب الأسلحة عبر الحدود إلى داخل السعودية أن هذه معاناة البلدين، مشيرا إلى أن الجهات المسؤولة في اليمن تحارب هذه الظاهرة بشكل كبير كما تحاربها السعودية، مشدداً على أهمية الوصول إلى نتائج ملموسة، مؤكداً على أنه تحقق بعض هذه النتائج.

وقال رشاد العليمي وزير الداخلية اليمني إن هناك تواصلاً دائماً ومباشراً بين الأجهزة الأمنية السعودية واليمنية.

وأبدى العليمي، في رده على سؤال حول الأحكام المخففة التي يصدرها القضاء اليمني بحق خلايا التنظيمات الإرهابية، ومدى مساعدة ذلك في تكوين خلايا أخرى، عدم رضاه عن تلك الأحكام.

وقال "نحن في الأجهزة الأمنية لا ترضينا تلك الأحكام المخففة التي يصدرها القضاء، ولكن لا خيار لدينا إلا أن نقبل بها لكيلا نتدخل في الشأن القضائي".

عن الوطن بتصرف