حديث إسرائيلي عن طموح طهران في سيادة المنطقة

الأربعاء 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3665

يشكل الملف النووي الإيراني في الوقت الحاضر القضية الأكثر سخونة في العلاقات الدولية، لما يحمله من تبعات قد تلحق الأذى في مصالح العديد من الدول الكبرى. وقد تباينت المناورات السياسية خلال الفترة الماضي ة بين إيران من جهة والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى بين الحوار ولجان التفتيش والمساعدات المقدمة لإيران من الغرب مقابل التخلي عن برنامجها النووي والتهديدات بالعقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية التي قد تصل إلى استخدام القوة العسكرية لتدمير القدرات النووية الإيرانية.

ولكن بحسب تقديرات شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" فإنه إذا لم تحدث مصاعب تكنولوجية في طريق إيران، فإنها ستحقق قنبلة نووية أولى في غضون سنتين. وهذا التوقع القاتم أطلقه رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات، العميد يوسي بايدتس، في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.

وقال بايدتس إنه حسب السيناريو السريع والأشد خطورة، فإنه سيكون بوسع إيران الوصول إلى سلاح نووي حتى نهاية 2009 أو بداية 2010، "وذلك على فرض أن كل شيء ينجح من ناحية تكنولوجية والعقوبات لن تضع مصاعب على التطوير"، بمعنى أن عملية الإنتاج ستتقدم دون عراقيل.

وحسب بايدتس، فإن الضغط الدولي على إيران لم يصل بعد إلى درجة تكون فيها ما يؤثر على البرامج النووية الإيرانية. وأضاف أن "الجناح المحافظ في إيران يتعزز. النظام الإيراني يتصدى للشؤون الداخلية، ولكن لا يوجد خطر على وجوده أو استقراره".

وبحسب الخبير الإسرائيلي افرايم عنبار وهو أستاذ كرسي في قسم العلوم السياسية في جامعة بار ايلان، ومدير مركز بيغن – السادات، فإن إيران تمضي إلى الطريق الذري، لأسباب عديدة، ويلخصها عنبار في الآتي:

أ- لإيران طموح إلى السيادة الإقليمية، يجب أن نذكر أن إيران بدأت برنامجها الذري قبل الثورة، في فترة الشاه. هذا جزء من الحلم الإيراني الفارسي بأن تكون قوة عظيمة. إذا كانت توجد دول أخرى في العالم تملك سلاحًا ذريًا فإنها لن تكون مختلفة عنها. بلغت فرنسا القنبلة بسبب الدافع إلى أن تكون مثل الانجلوساكسون. ويريد الإيرانيون أيضًا أن يكونوا مثل الانجلوساكسون. في هذا المقام نقول إن الإيرانيين يرون الأميركيين سكانًا جددًا في الحي، وحضارة مسكينة عمرها 250 سنة، في حين أن الفرس في الساحة الدولية منذ أكثر من 2500 سنة.

ب - تهدف الجهود لإنتاج قنبلة ذرية أيضًا إلى بناء ردع للأميركيين. فالأميركيون يُرون مهددين جدًا. فقد احتلوا جارتيها، أفغانستان والعراق، وهذا الشيء يقلق آيات الله في طهران كثيرا. نظرت إيران إلى كوريا الشمالية وإلى العراق، اللتان هما مثلها أيضا جزء من محور الشر الذي أعلن به الرئيس الأميركي بوش. اختارت الولايات المتحدة مهاجمة العراق لا مهاجمة كوريا الشمالية لان الكوريين كانت توجد دلائل تدل على امتلاكهم سلاحًا ذريًا. والدرس الذي تعلمته إيران من ذلك هو أنه يجب التسلح بالسلاح الذري لردع الأميركيين.

ج - لا ريب في أن آيات الله يرون القنبلة أيضًا شبه شهادة تأمين لاستقرار نظام حكمهم. من الواضح أنهم يعتقدون أن نظم الحكم ذات السلاح الذري أشد منعة في وجه التدخل الأجنبي بسبب الأخطار التي تصحب ذلك. إذا ما انهار نظام كهذا فلا يُعلم دائمًا من الذي يتحكم بخزان السلاح الذري وإلى أين يمكن أن تختفي القنابل.

د - هناك عامل آخر يدفع إيران في المسار الذري هو الموضوع الحضاري الإسلامي. تحاول طهران نشر دين الإسلام، الدين الحق، بواسطة القنبلة، وأن تسد منافذ الحضارة الغربية في الآن نفسه، التي تراها حضارة فاسدة مُفسدة. يرى الإيرانيون الغرب من نواحي كثيرة جماعة من الناس الضعفاء الذين ليس لهم عمود فقري أخلاقي، والذين سيُطرحون في مزابل التاريخ.

ويضيف عنبار: "إستراتيجية الإيرانيين واضحة جدًا. أنهم يسلكون سلوك الكوريين، والمخطط هو - تكلم وابنِ. أي أن طهران ترى التفاوض الدبلوماسي الوسيلة الأفضل لكسب الوقت، ولجعل العالم حينما يحين الوقت يواجه حقيقة قد انتُهي منها. لقد استفرغوا الكثير من الوقت حتى الآن، وما زالوا يفعلون ذلك، وهم يعرفون كيف يساومون جيدا. لا شك في أن البازار الإيراني مرشد جيد للتفاوض مع الغرب".

إيلاف