اكد الدكتور عبدالكريم الاريانى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية ان اليمن رفضت طلباً امريكياً بتسليمها جمال البدوى المحكوم بالسجن فى قضية تفجير المدمرة الأمريكية كول .

وقال الدكتور الاريانى رداً على سؤال حول مدى صحة طلب امريكا تسليمها البدوى : " نعم ..ولكن قلنا لهم بكل وضوح ان الدستور اليمنى لا يسمح، وهم يعرفون بذلك وهو الآن فى السجن يقضى بقية عقوبته التى هى 15 عاما انقضى حوالى النصف على ما اعتقد".

واشار الاريانى الى ان علاقات اليمن وامريكا ما زالت متينة رغم الزوبعة الأخيرة التى قامت على من يسمى جمال البدوى والتى عكرت الأمور قليلا، مستدركاً " لكن الآن قد عادت الى نصابها."

يذكر ان الولايات المتحدة قد تأكدت ان الرجل الذى أدين فيما يتصل بالهجوم على المدمرة الامريكية كول عام 2000 مازال فى السجن باليمن على الرغم من انباء عن الافراج عنه.

وكان مسؤولون امريكيون احسوا بالقلق من هذه الانباء تفيد ان جمال بدوى افرج عنه من السجن قائلين انه يجب ان يبقى محبوسا وأجلوا خططا لمنح هذه الدولة منحة قدرها 6،.2 مليون دولار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جونزالو كاليجوس "استطعنا ان نتأكد اليوم من وجود جمال بدوى فى سجن فى عدن."

وسلم بدوى نفسه للسلطات منذ نحو أسبوعين وأبلغ أقاربه وكالات الانباء الجمعة أن عقوبته خففت الى الاقامة الجبرية فى منزله وأنهم زاروه فى منزله فى عدن.

ولم تخف الولايات المتحدة استياءها قبل ان تتاكد من عدم صحة الخبر من هذا قائلة" انه اذا ثبتت صحة التقارير التى أفادت بالافراج عن بدوى من السجن فسيكون ذلك أمرا يبعث على أشد القلق" وانها ستضغط على الحكومة اليمنية بشأن هذا الموضوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شين ماكورماك هذا شخص يجب ان يبقى خلف القضبان .

يذكر ان الولايات المتحدة اشترطت ايضا لتمنح اليمن مساعدة تنموية ان يضمن اعتقال مسؤول فى القاعدة، دين فى اعتداء ضد الولايات المتحدة عام 2000، وعدم الاكتفاء بوضعه فى الاقامة الجبرية.

وقالت متحدثة باسم البرنامج الاميركى للمساعدة على التنمية"ام سى سي" لوكالات الانباء انه تم حتى اشعار اخر ارجاء توقيع اتفاق حول تقديم مساعدة الى اليمن بقيمة 20،6 مليون دولار، كان مقررا فى 31 تشرين الاول/اكتوبر.

واضافت ان"اى قرار لن يتخذ فى شأن هذه الهبة ما دمنا لم نتأكد اذا كان افرج عنه "العنصر فى القاعدة" ام لا".

وقال برنامج ام سى سى فى بيان ان رئيس مجلس ادارته جون دانيلوفيتش الغى رحلته الى صنعاء بعدما كان مقررا ان يتوجه اليها لتوقيع الاتفاق.

واضاف البيان"ان الولايات المتحدة تدرس حاليا وضع اليمن المستقبلى داخل برنامج المساعدات".

وكان قرار تقديم هذه المساعدة الى اليمن اتخذ فى 12 كانون الاول/ديسمبر الفائت.

وتهدف الى مكافحة الفساد وتحسين الادارة واحترام القانون.

وفى صنعاء، قال متحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية كما نقلت عنه وكالات الانباء فى 26 تشرين الاول/اكتوبر ان البدوى يخضع للاستجواب لدى الوزارة، من دون ان يؤكد او ينفى المعلومات حول الافراج عنه.

وذكرت الوكالات ان الرئيس اليمنى على عبدالله صالح استقبل سابقا فى عدن سفير الولايات المتحدة فى صنعاء ستيفن سيشى فى حضور نائب رئيس جهاز امن الدولة على منصور رشيد.

وتناول اللقاء التعاون على الصعيد الامنى ومكافحة الارهاب.

* العرب اليوم