بات موقع "غوغل ايرث الالكتروني" يشغل بال المؤسسة الأمنية الصهيونية ومحورا من محاور النقاش العام في إسرائيل خاصة بعد انتهاء الحرب الأخيرة على لبنان .. وتعتبر المؤسسة الأمنية في دولة الكيان وكذا الجمهور الصهيوني " موقع غوغل ايرث " خطرا امنيا خاصة بعد أن نجح بعض الأشخاص في وضع المواقع الإسرائيلية التي قصفها حزب الله في الحرب الأخيرة على الشبكة في وقت قياسي يقارب الحقيقي مما زود الحزب بمعلومات مهمة تتعلق بمدى الإصابات التي ألحقها بالمواقع المستهدفة ومكنه في حالات معينة من تعديل إحداثيات القصف على الأقل ؛ وبالنسبة لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ منتصف شهر حزيران / يونيو الماضي يتزايد القلق في إسرائيل لاستخدام المقاومة الفلسطينية في غزة الأقمار الاصطناعية في قصف البلدات الإسرائيلية المتاخمة لشمال قطاع غزة المعروفة على الخارطة بـ " النقب الجنوبي" ..

وتناقلت وسائل الاعلام الصهيونية باهتمام ما نقلته صحيفة " الغارديان البريطانية " عن مسلحين فلسطينيين بأنهم يستعينون بصور الأقمار الصناعية المنتشرة على موقع " غوغل ايرث " في توجيه صواريخهم التي يطلقونها من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية.

وقال خالد الجعبري من قادة المقاومة في غزة: إننا نحصل على المعلومات من "غوغل ايرث" لتحديد الأهداف والأماكن الحساسة داخل المدن الإسرائيلية وتوجيه الصواريخ نحوها .. وعرض الجعبري على مراسل الصحيفة صورة جوية لمدينة سديروت نقلها إلى حاسوبه من موقع " غوغل ايرث " وبين له كيفية تحديد المقاومة لأهدافها داخل المدينة.

وذهب دولة الكيان بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط في شكواها على الأقمار الصناعية ، حيث قالت مصادر أمنية صهيونية :" إن الطائرات التي تهبط في مطارات الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تظهر على أي حاسوب من خلال شبكة الانترنت، من السرعة إلى الارتفاع إلى المكان الذي تتواجد فيه، وهذا يشمل الطائرات الإسرائيلية سواء في الموقع الرسمي لسلطة المطارات في نيويورك أو في " موقع غوغل ايرث ".

واخذ موقف المعاديين لخدمات "غوغل ايرث" دفعة كبيرة بعد إعلان الجيش البريطاني في العراق أن مسلحين من المقاومة العراقية يستعينون بالموقع لتحديد مكان وإحداثيات المواقع البريطانية تمهيدا لقصفها.

إسرائيل تطالب موقع غوغل بإزالة مواقع عسكرية حساسة

 وسبق أن أفادت مصادر عبرية، أن وزارة الخارجية الصهيونية تنوي التوجه إلى شركة " غوغل" من أجل إزالة صور من الأقمار الصناعية " غوغل- إيرث" ، كونها تحوي معلومات وصفت بأنها حساسة حول قواعد عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي.

ويتيح موقع " غوغل إيرث" ، للمتصفحين من كافة أرجاء العالم البحث عن مواقع على وجه الكرة الأرضية، ومشاهدتها عن طريق الأقمار الصناعية التي تلتقط كل نقطة فيها.

وجاء في الطلب الإسرائيلي أنّ الارتباطات التي تظهر إلى جانب صور الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة تشير إلى مواقع تظهر فيها صور جوية ووثائق وخرائط لثكنات وحواجز عسكرية وجدران أقامها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وورد أنّ قسماً كبيراً من هذه المواد وصل الموقع المذكور عن طريق منظمة بتسيليم الإسرائيلية المناهضة للاستيطان الصهيوني في فلسطين .

وعلاوة على ذلك، يظهر " غوغل إيرث" بسهولة مواقع القواعد العسكرية التابعة لسلاح الجو الصهيوني في (( تل نوف، نباطيم، حتسريم ، وحتسور )) .. وفي منطقة الخليل يظهر ارتباط يشير إلى بطاريات ( هوك) ، ويعرض المكان الدقيق لبطاريات الصواريخ.

ومن جهتها تدعي وزارة الخارجية الصهيونية أنّ الفلسطينيين ومؤيديهم في العالم ضاعفوا في الآونة الأخيرة من (حرب الإنترنت ضد إسرائيل ) .. وبحسب الخارجية فقد تجلى ذلك في المحاولات المتكررة لاقتحام مواقع الإنترنت التابعة للسفارات الإسرائيلية في العالم، علاوة على أشرطة الفيديو التي تحتوي الكثير من المواد الإعلامية.

 غوغل ايرث " الأمريكي " يمنح حصانة استثنائية للأجواء الإسرائيلية

هذا وتضاربت الآراء حول دور وتأثير موقع " غوغل ايرث" المختص بالخرائط المبنية على الصور الجوية المحدثة بين مؤيد لما يقدمه من خدمات على اعتبار عدم تأثيرها على الأمن القومي خاصة في ظل توفر مصادر عديدة للمعلومات التي قد تستخدمها الجهات المعادية وبين معارض لهذه الخدمة ومتهما إياها بإلحاق الضرر بالأمن الإسرائيلي بما تقدمه من صور جوية تبلغ دقتها حد تصوير دائرة قطرها متر واحد وإظهار المواقع الأمنية والقواعد الجوية والبنية التحتية الاستراتيجية مثل خطوط المياه الرئيسية وأنابيب نقل النفط مما يسهل على الجهات المعادية لإسرائيل تحديد أهدافها بدقة.

والسؤال المطروح بقوة داخل المؤسسة والجمهور الإسرائيليين هو كيف يؤثر" غوغل ايرث" على الأمن الإسرائيلي ؟ علما بان الكونغرس الأمريكي أقر عام 1996 قانونا يحظر على شركات الأقمار الصناعية الأمريكية والمختصين بالتصوير الجوي بيع أو نشر أي صور التقطت فوق الأجواء الإسرائيلية ويزيد مدى دقتها عن المترين وهي أقصى مستوى من التفصيل والدقة وصل إليها موقع "غوغل ايرث " الأمريكي خلال العام الماضي مما يمنح حصانة استثنائية للأجواء الإسرائيلية .