اشترطت الولايات المتحدة لتمنح اليمن مساعدة تنموية ان يضمن اعتقال العقل المدبر للهجوم على المدمرة الامريكية كول عام ،2000 وعدم الاكتفاء بوضعه في الاقامة الجبرية.

وقالت متحدثة باسم البرنامج الامريكي للمساعدة على التنمية “بعثة تحدي الالفية” (ام سي سي) انه تم حتى اشعار آخر “ارجاء” توقيع اتفاق حول تقديم مساعدة الى اليمن بقيمة 20،6 مليون دولار، كان مقررا اليوم الاربعاء. واكدت انه لن يتم اتخاذ اي قرار في شأن هذه الهبة ما لم تتأكد الولايات المتحدة ما اذا كان جمال البدوي العقل المدبر للتفجير افرج عنه ام لا.

وتحدي الالفية برنامج امريكي يوزع المساعدات الخارجية بناء على جهود الدول في مجال الحكم الرشيد، وقالت المتحدثة ان البرنامج سيراجع علاقته باليمن على ضوء التزام هذا البلد بحكم القانون، على ضوء التقارير عن اطلاق سراح البدوي.

وذكرت معلومات ان جمال البدوي، احد الافراد ال23 في تنظيم القاعدة الذين فروا من السجن في العاصمة صنعاء في فبراير/شباط ،2006 سمح له بالعودة الى عدن بعدما سلم نفسه للسلطات في منتصف الشهر الحالي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك ان الولايات المتحدة اثارت الموضوع مع الحكومة اليمنية. واضاف “لا استطيع القول ان لدينا فكرة واضحة عن وضع هذا الشخص”. واضاف “يكفي القول انه ينبغي في رأينا وضع هذا الشخص وراء القضبان. لقد شارك بفاعلية في الاعتداء على المدمرة كول”.

وحكم على البدوي بالاعدام في سبتمبر/ايلول 2004 في الاعتداء على المدمرة الامريكية كول عام 2000 قبالة ميناء عدن والذي قضى فيه 17 بحارا امريكيا، ولكن تم تخفيف هذا الحكم لاحقا الى السجن 15 عاما.

وقال برنامج “ام سي سي” في بيان ان رئيس مجلس ادارته جون دانيلوفيتش ألغى رحلته الى صنعاء بعدما كان مقررا ان يتوجه اليها لتوقيع الاتفاق. وكان قرار تقديم هذه المساعدة الى اليمن اتخذ في 12 ديسمبر/كانون الاول الماضي. ويهدف الى مكافحة الفساد وتحسين الادارة واحترام القانون.

وقالت السفارة اليمنية في واشنطن ان البدوي لم يعد حرا، وانه الآن في عهدة الحكومة. واشار موظف في السفارة الى ان البدوي في قبضة الحكومة منذ 16 سبتمبر الماضي. وكان مسؤول يمني قد ابلغ “ا.ب” الخميس ان البدوي منح الحرية بعد ان تعهد بالولاء للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان موظفا في السفارة في صنعاء رأى البدوي في زنزانة بالسجن في عدن اول امس الاثنين. وكان مسؤولون امريكيون قد قالوا ان البدوي ربما كان في حالة اعتقال تحفظي في منزله او ان القبضة الحكومية عليه مرتخية الى حد ما. وفي صنعاء، قال متحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية كما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان البدوي يخضع للاستجواب لدى الوزارة، من دون ان يؤكد او ينفي المعلومات حول الافراج عنه. وذكرت الوكالة ان الرئيس صالح استقبل اول امس الاثنين في عدن سفير الولايات المتحدة في صنعاء ستيفن سيشي في حضور نائب رئيس جهاز امن الدولة علي منصور رشيد. وتناول اللقاء التعاون على الصعيد الامني ومكافحة الارهاب.