صبري الدرواني ومعاناة لاتنتهي ... ستة أشهر وأسرته لا تعلم لما اعتقل ولما لم يحولوه للنيابة

الإثنين 29 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - سامية الأغبري
عدد القراءات 5127

تتجول براءة في أرجاء الغرفة حاملة صورتها والدها وهي تحدث نفسها بصوت سمعناه "شبري في الشجن" "عيخرج" لاتعرف براءة ماهو السجن وماهو المعتقل.. جاء العيد وذهبوا اليه في سجنه وهم يحملون براءة بثيابها الجديدة ونزلت على خده دمعة قهر فالرجال لاتبكي الا لامر جلل, ابنته بثيابها الجديدة التي حلم ان يشتريها لها هو .. يوم العيد يحملها ويذهب الى اهله واصدقائه لمعايدتهم واليوم هاهو خلف القضبان وحيدا , مظلوما.. بكى صبري قائلا وموجها كلامه الى ابنته براءة"حرموني منك ارجوا من الله ان يحرم من ظلمني مما يحب" تجربة ربما لن ينساها صبري الدرواني الذي يقبع حاليا في سجن الامن السياسي منذ مايقارب الستة اشهر وتؤكد اسرته انه لم توجه اليه اي تهمة ورفضوا محاكمته ان كان مذنبا

لم يكن يعلم الدراوني في العشرينيات من العمر وهو خارج من المحكمة العليا حيث مقر عمل ه ان هناك من يتربص به وان قدرا سيرميه خلف القضبان دون ان يعلم لذلك سببا!

صبري اب لطفلة في السنة الثانية من عمرها واخر لايزال جنينا في احشاء زوجته وربما ان لم يكن هناك عمل حقيقي من اجل اطلاق سراحه لن يشهد صبري ولادته, وبالاضافة الى عمله في المحكمة طباع على الكمبيوتر يعمل مخرجا لصحيفة البلاغ ظهر يوم 15-5-2007م وهو خارج من المحكمة برفقة احد اصدقائه لاداء عمل ما كلف به مع سائق سيارة المحكمة جاء افراد من الامن السياسي انزلوه من السيارة عنوة واخذوه الى حيث يقبع الان دون محاكمة ولم يزره محام ولم تهتم لقضيته منظمة واسرته عاجزة لاتعرف كيف تتصرف, حين ذهبنا اليها ابتسمت رغم الحزن ورأت كانه بيدنا اطلاق سراح زوجها ..ورأت فينا الامل وكم يشعر المرء بالاسى حين لايستطيع فعل شيء لمن يروا فيه الامل لتفرج أزمتهم.. تحدثت وهي تذرف دموع لو رأها صاحب الحل والعقد لافرج عنه فورا .

في ذلك اليوم لم تعلم زوجته بأمر اعتقاله فلم يخبرها احد ولاحتى اسرة زوجها الذين علموا بالخبر , ذهبت الى صديقتها التي كانت تعلم بالخبر وهي زوجة مدير الدرواني سالتها صديقتها ماذا ستفعلين لو حبس صبري؟ ردت وهي واثقة من براءته وان ذلك لن يحدث .. لن يعتقلوه لانه لم يفعل شيء ليحبس! اخبرتها بالخبرالذي نزل عليها كالصاعقة , اعتقلوا صبري لم تصدق وظلت على امل ان يعود ويدق باب بيته وتستقبله براءة ببراءتهاوهي تناديه باسمه "شبري"بدلا من "بابا" لكن حين اكد لها شقيق زوجها الخبر ظلت تبكي وتصرخ وهي تتساءل لما اعتقلوه وهو لم يرتكب اي جرم؟ لم تحتاج الاسرة لتسأل عن جهة الاعتقال فهم يعلمون ان من يعتقل من الشوارع وفي وضح النهاروفي انتهاك للدستور والقانون هي الاجهزة الامنية! بعد نصف شهر من اعتقاله سمح لاسرته بزيارته , زوجته لم تستطع رؤيته خلف القضبان وتقول ان بعض العسكريين احيانا يرددون على مسامعها انه حوثي واخرون يرددون انه من تنظيم القاعدة ويبدوا ان السجانين انفسهم لايعلمون سر الاعتقال فقط يؤدون واجبهم وماهم الا مأمورون!

مايقارب الستة اشهر واسرته لاتعلم لما اعتقل ولما لم يحولوه للنيابة ان كانوا يروه كما قيل لهم مخربا؟! والده يطالب بالافراج الفوري عنه او محاكمته. ووالدته لم تعلم بأمر اعتقاله في حينه وحين علمت بعد اسبوع من الاعتقال تكبدت مشقة السفر من احدى قرى محافظة اب وهي المرأة المسنة لترى ولدها خلف القضبان فتبكيه بحرقة والم وترفع يديها الى السماء طالبة من الله سبحانه وتعالى ان يطلف بابنها يطلق سراح فلذة كبدها وينصره عمن ظلمه

يقبع الدرواني وتسعة اخروان حسب زوجته في زنزانة واحدة ياكلون ما يفرضه عليهم السجان رغما عنهم وهم مجبرون على تناول ما يقدم لهم وان كانوا لايستسيغونه.

لن ننسى براءة وهي تتحدث عن ابيها حين تسالها اين بابا؟ ترد بابا في"الشجن" وتردف قائلة بلغة الطفولة التي غالبا لاتفهم ترجمتها لنا خالتها" العشكري بعد حفاظتي.. حبشوا شبري وانا نائمة" ربما تعي براءة بعض مما يحدث فقد اعتقل فعلا والدها وهي نائمة وفي الامن السياسي بعدوا لها حتى حفاظتها , ربما يسرب شيء عبرها للسجن! طفلة اصبحت تعلم مالذي يعنيه السجن والقضبان , فهما يعينان بالنسبة لها حرمانها من والدها وحرمانه منها ولم تعرف زوجته الفرحة ولاحتى فرحة العيد الكل كان مشغول بالعيد وهي تبكي عيد تقضيه هي وابنتها وحدهما دون معيلهما الوحيد

كل اسبوع حين يقمن بزيارته يوعدونهم انه سيفرج عنه طلبوا منهم ضمانة, اتوا لهم بضمانة من قريتهم لكن "م.أ" رفضها قائلا لهم نحن لانقبل ضمانة من البلاد ءأتوا بضمانة من هنا وحين اتو بها لم يفرج عنه!! وبعض العسكريين بمزح او جد منهم يستفزون الاسرة بقولهم "لن يخرج صبري.. لن يفرج عنه ابدا لا امل في ذلك الا بقرار من رئيس الجمهورية" والدة زوجته هي اول من زاره وتتابع قضيته مع والده وشقيقه وتروي لنا كيف ان الفقراء ومن لاقبيلة تحميهم ولاجاه ولانفوذ تضيع حقوقهم وتهدر كرامتهم على بوابة منزل غالب القمش رئيس جهاز الامن السياسي تقول "اواخر رمضان حملت الطفلة براءة وذهبت منذ الصباح الباكر الى منزل غالب القمش وقلت لحارس منزله اني اريد التحدث معه لست بمتسولة وانني اريد فقط اطلاق سراح زوج ابنتي .. اخبرني الحارس انه ليس موجودا الان وانه حين ياتي سيخبرني بقيت حتى المغرب لكن القمش كان قد دخل من بوابة اخرى , فرفعت يدي الى السماء وقلت له اتكذب في رمضان وفي الايام المباركة كدت ادعي عليه ودعوة المظلوم لاترد ؟ وعدني ان غدا سيجعلني احدثه وعدت اليوم الثاني وانتظرت الى ان اتى ورميت الطفلة بحضن احدهم وقلت له اترضى ان ياتي العيد وهذه الطفلة بعيدة عن والدها ؟اترضى ان يظل في السجن دون تهمة؟ تواصل بورقة بيضاء كتب لي القمش رقم احدهم للاتصال به وعلمت حينها انه يتهرب سكتت وعدت كما اتيت دون جدوى.

المضحك المبكي ماقالته لي زوجته انهم في الامن السياسي يقولون لهم ان اردتم اطلاق سراح صبري يأتي رئيس مركز بدر المرتضى المحطوري او عبد الله الوزير رئيس تحرير صحيفة البلاغ وقلت له ما شأننا نحن بهما صبري لاعلاقة له بحرب صعدة ولا بالحوثيين فقط كان طالب علم في مركز بدر ومدرسا في بني حشيش ويعلم مخرجا فقط في صحيفة البلاغ ولم يقم بأي جرم. وحين سالوا ام زوجته ان كان قد ذهب الى صعدة اكدت انهم لم يذهب ابدا. وحتى انا لم افهم لما تم الربط بين اطلاق سراحه وذهاب الوزير والمحطوري اليهما!

دقوا كل الابواب الموصدة لكنها لم تفتح لهم حتى نافذة امل ذهبوا الى القاضي الهردي من اجل التوسط لدى القاضي عصام السماوي بما ان صبري يعمل لديهم معتقدين انه بامكانه مساعدتهم لكن الهردي قال لهم انسوا هذا الامر فالقاضي السماوي لن يستطيع عمل شيء له!! وهام يطرقون باباً جديداً ويبعثون بمناشدة الى المنظمات والاحزاب ورجال الراي والاعلام العمل من اجل اطلاق سراح صبري الدرواني او محاكمته. اما ان يظل خمسة اشهر في السجن دون محاكمة فان ذلك مخالف للقوانين الدولية التي صادقت عليها بلادنا وقبلها مخالف لدستور وقوانين البلد.

   
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن