دولة الكيان الصهيوني تعترف بالفشل في الحد من تهريب الأسلحة إلى غزة وتتهم مصر بإقامة علاقات طبيعية مع حماس .. والقسام تنشر تفاصيل عملية "صيد الافاعي"..

السبت 27 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 12 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رندة عود الطيب -خاص
عدد القراءات 3329

 اعترفت دولة الكيان الصهيوني بالفشل في الحد من تهريب الأسلحة ولمحاولات شن هجمات فدائية فلسطينية انطلاقا من قطاع غزة ما لم تتم إقامة حاجز أو سياج امني بين مصر وقطاع غزة. 

وأعربت القيادة السياسية وأجهزة الأمن في دولة الكيان ، عن قلقها من "العلاقات الطبيعية" بين مصر وحكومة حماس في قطاع غزة ومن التجاهل المصري لاستمرار التهريب بين سيناء والقطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس إداريا وعسكريا منذ منتصف حزيران الماضي.

وقال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الصهيوني " الجنرال يؤأف غلانت" خلال استعراضه للأوضاع الأمنية على طول الحدود الإسرائيلية المصرية أمام الرئيس الصهيوني ، شمعون بيريس الذي قام بجولة ميدانية في تلك المنطقة : إنه من الصعب جدا وضع حد لتهريب الأسلحة ما لم تتم إقامة حاجز أو سياج امني على حدود مصر مع غزة .. 

وتتراكم في إسرائيل معلومات استخبارية كثيرة عن حجم التهريب من سيناء إلى قطاع غزة ، وحسب معطيات عرضت مؤخرا جرى منذ بداية السنة الجارية تهريب ما لا يقل عن 1650 قاذف صواريخ ار.بي.جي ونحو 6 آلاف قنبلة.. وقال " يوفال ديسكن " رئيس الأمن العام الإسرائيلي " المعروف بـ ( الشاباك ) ، للوزراء في جلسة الحكومة انه بتقدير المخابرات الإسرائيلية، نقل 73 طن من المواد المتفجرة عبر الانفاق في رفح منذ حزيران، كما تم تهريب 2 مليون رصاصة من الذخيرة الخفيفة وكذا أطنان عديدة من المواد المتفجرة التي تستخدم لتركيب العبوات الناسفة.

 وبهذا الخصوص ذكرت صحيفة هارتس العبرية " أن وفد إسرائيل احتج مؤخرا أمام السلطات المصرية على الإذن الذي أصدرته القاهرة بدخول نشطاء حركة حماس "وخبراء متفجرات " من أراضيها إلى قطاع غزة ، في حين يخشى جهاز الأمن الاسراييلي من تهريب ما وصفهم ب"مخربين" آخرين إلى قطاع غزة

وذكرت صحيفة هارتس، في بداية شهر أكتوبر سمحت مصر لـ 85 نشيط من حماس بالعودة من سيناء إلى قطاع غزة بعد أن انتظروا في أراضيها على مدى بضعة اشهر، وكان بين المجموعة خبراء في إعداد العبوات الناسفة وإنتاج الصواريخ وقنابل الهاون ممن اجتازوا تدريبات طويلة في معسكرات التدريب في إيران ولبنان.

حماس القسام تنشر تفاصيل عملية "صيد الافاعي"

هذا ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، امس الجمعة تفاصيل العملية التي أطلقت عليها اسم "صيد الأفاعي" شرق مخيم جباليا، وقالت : إن مقاتليها نصبوا كمينا للقوات الإسرائيلية على مشارف المنطقة الشرقية لجباليا الأمر الذي أربك جنود الاحتلال وطائراته.

 وقال " أبو عبيدة " الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس الجمعة في مخيم جباليا :" بعد أن قام نشطاء القسام برصد القوات الخاصة الإسرائيلية منذ بداية ليلة الخميس- الجمعة ، واستطاعوا اكتشاف خط مسيرها حيث دخلت من المنطقة الشرقية لجباليا (شمال مقبرة الشهداء) وحاولت التقدم تجاه (منطقة زمّو)، كانت كتائب القسام قد أعدّت ثلاث وحدات للمشاركة في هذه العملية.

وأضاف أبو عبيدة :" بدأت العملية عندما وقع الجنود الإسرائيليين داخل الكمين الذي أعدّته القوة الخاصة، وهنا قامت الوحدة بمهاجمة الجنود وكان أحد المجاهدين لا يبعد سوى أمتار قليلة عن اثنين من الجنود، وقام بإطلاق النار تجاههما بشكل مباشر وأكد سقوطهما على الأرض، وسمع المجاهدون صراخ الجنود عن قرب، وهنا تم الانسحاب السريع لاثنين من المجاهدين واستشهاد المجاهد القسامي ابن الوحدة الخاصة" يوسف عودة ولايدة " ، وأثناء انسحاب المجاهدين قامت وحدة الإسناد بإطلاق النار من سلاح متوسط (عيار 250) تجاه كل المنطقة التي يتواجد فيها الجنود للتغطية على انسحاب المجاهدين.

وتابع الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام:" من ثم قامت القسام بإطلاق النار من سلاح ثقيل (عيار14.5 ) تجاه طائرات الأباتشي التي حاولت التقدم بسرعة من الحدود الشرقية.

وكشف أبو عبيدة أن نشطاء الكتائب عثروا بعد فرار جنود الاحتلال على كمية كبيرة من العتاد العسكري والمعدات الطبية ومخازن الذخيرة والرصاص وحقائب الجنود وآثار بقع الدماء على الأرض، ومخازن الذخيرة للشهيد القسامي " يوسف ولايدة " .

منسق الحكومة الإسرائيلية :الضغوط لن تؤدي إلى تغيير سلوك الفلسطينيين تجاه حماس

من ناحيته أعرب منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية ( يوسف مشلب ) خلال المداولات التي جرت بشأن تقليص الكهرباء وعدد ناقلات الوقود التي تدخل قطاع غزة كعقوبات فورية على إطلاق المقاومة للصواريخ المحلية على البلدات الإسرائيلية؛ أعرب عن اعتقاده بعدم جدوى الضغوط المدنية على الفلسطينيين ، مضيفا بأنها لن تؤدي إلى تغيير سلوك الفلسطينيين اتجاه حكومة حماس أو حركة حماس ..

 من جهة أخرى، أكد مصدر أمني إسرائيلي كبير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن قطع الكهرباء عن غزة سيؤدي إلى زيادة التوتر، وقال:" إننا ندخل مرحلة معقدة وليست عادية ستؤدي إلى ردود فعل في الوقت القريب ".. وتأخذ أجهزة الأمن الإسرائيلية بالحسبان أن تؤدي الضغوط المدنية على سكان غزة إلى نتيجة معاكسة والى تصعيد عسكري من قبل حركة حماس التي تسيطر عسكريا وإداريا على قطاع غزة .

هذا وقال مصدر أمني إسرائيلي كبير : إن المقاومة الفلسطينية لن توقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمواقع العسكرية؛ ونحن أمام خيارين:" الأول هو هجوم بري شامل على قطاع غزة لاجتثاث مصادر الصواريخ ، وأما الخيار الثاني فهو تخفيض حدة المواجهة مع حركة حماس، مؤكداً أن إمكانية التعاطي مع الخيار الثاني تطرح أسئلة صعبة في مرحلة التنفيذ .

وتبنى وزير الجيش الاسرائيلي ، اهود براك توصيات الجهات الأمنية الإسرائيلية حول فرض عقوبات فورية على قطاع غزة بما في ذلك تشويش تزويد القطاع بالتيار الكهربائي .

وتلقت شركة الكهرباء الإسرائيلية أيضا إذنا للشروع بتقنين الكهرباء على غزة وسيتم اخذ إذن وزير البنية التحتية الإسرائيلي ، بنيامين بن العيزر، في هذا الأمر إضافة إلى عزم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقليص عدد ناقلات الوقود التي تدخل قطاع غزة منذ هذا الأسبوع من 60 ناقلة إلى 50 ناقله وتخفيض عدد ناقلات السولار من 35 إلى 28.

وتتجه النية إلى خفض نسبة معينة في بعض خطوط الكهرباء في المرحلة الأولى وبالتدريج تقليص المزيد من تقليص الكهرباء ما سيعني فعليا قطع الكهرباء لنحو 10 دقائق في مناطق معينة .

وأعلن التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس الجمعة أن صاروخا فلسطينيا محلي الصنع سقط على مصنع في مدينة سديروت وأدى إلى اشتعال النيران فيه،في وقت أعلنت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية مساء الجمعة عن إطلاقها دفعة جديدة من القذائف الصاروخية باتجاه البلدات الإسرائيلية شمال وشرق قطاع غزة؛ حيث أمطرت فصائل المقاومة سديروت والمجدل بأكثر من12 صاروخا محلي الصنع ..ويأتي هذا التصعيد من المقاومة الفلسطينية ، على إثر استشهاد خمسة مقاومين فلسطينيين منذ ساعات فجر أمس الجمعة وحتى ساعات المساء في تصعيد إسرائيلي كبير على مناطق مختلفة من قطاع غزة ، وأصيب عدد آخر من المقاومين بجراح فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة اثنين من جنوده بجراح.