أسرة يمنية تلجأ لحقوق الإنسان للبحث عن ابنها المفقود منذ 28 عاماً في السعودية

السبت 27 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس – اليوم
عدد القراءات 4075

لجأت أسرة يمنية مقيمة بمحافظة الجبيل إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان للاستفسار والبحث عن ابنها المفقود منذ قرابة 28 عاماً ومعرفة السر وراء اختفائه. وتكثف الجمعية جهودها للتنسيق بينها وبين عدة جهات حكومية لمعرفة حقيقة اختفاء المقيم صالح الشدادي الذي كان قد دخل المملكة خلال عام 1399هـ . ويقول المقيم عبدالله الشدادي شقيق الغائب صالح إن شقيقه دخل إلى المملكة عن طريق «الخضراء» وحصل على اقامة نظامية رقم (22) بتاريخ 10/3/1399هـ وكان يحمل جواز سفر رقم 10013 بتاريخ 6/2/1975 م وفقد أثره عام 1401 هـ بعدما انتقل للاقامة الى حي منفوحة بمدينة الرياض وهو آخر مكان انتقل اليه حيث كان يعمل بمهنة كهربائي سيارات. وحول تفاصيل قصة اختفاء صالح قال عبدالله : انه كان على اتصال دائم بشقيقه صالح وأن اكتشافه اختفاء شقيقه كان في عام 1401هـ حيث كان قد وعد والدته بأن يلتقي بها في موسم الحج في «منى» بصحبة شقيقه الذي كان يعمل آنذاك بمهنة كهربائي سيارات في محطة بحي منفوحة بمدينة الرياض وأبلغ شقيقه صالح بأن يستعد للذهاب معه لأداء فريضة الحج ولقاء والدتهما هناك، وحينما توجه إلى الرياض لاصطحاب شقيقه صالح فوجئ بزملاء صالح في العمل يبلغونه بأمر اختفاء شقيقه منذ فترة وهنا لم يكن أمامه سوى أن يسارع في التوجه إلى مكة المكرمة لإتمام فريضة الحج ولقاء والدته حسب الاتفاق المسبق معها وبعد عناء شديد ومشقة في البحث عنها بين حملة حجاج اليمن أخذ الميكروفون وبدأ ينادي باسمها فتمكن من العثور عليها.

وحول حديث والدته معه آنذاك قال عبدالله الشدادي : سألتني والدتي عن شقيقي صالح وأخبرتها بأنني كنت قد أخذت منه وعداً بأن يصاحبني في موسم الحج واللقاء بك ولكنني حينما زرت موقع عمله بالرياض لم أجده أبداً وخشيت أن يفوتني الحج ولا أتمكن من رؤيتك فقررت أن أسارع في القدوم إلى مكة المكرمة.

ويضيف عبدالله : بعد وداعي والدتي عدت إلى الرياض وظللت أنا وشقيقي الأكبر أحمد نبحث عن صالح في أماكن عدة، كما أننا أبلغنا الجهات الأمنية باختفائه.

وقال الشدادي إن جهود البحث عن شقيقه صالح لم تتوقف أبداً . كما أن والدتهم دائما ما كانت تلقي باللوم عليه هو وشقيقه الأكبر أحمد لعدم تمكنهما من ايجاد شقيقهم صالح الذي انقطعت أخباره منذ عام 1401هـ حيث إنها كانت في غاية الاشتياق لرؤية صالح أو حتى سماع صوته.

ويواصل عبدالله رواية قصة اختفاء شقيقه صالح قائلاً : خلال عام 1406 هـ تلقيت مكالمة من اليمن تفيد بمرض والدتي وسافرت للاطمئنان عليها وبقيت بجوارها في المستشفى وكانت دائماً تسألني عن صالح وعن أمنيتها في اللقاء به وأنها تتألم من ضياع شقيقي صالح ودائماً ما توصيني بالبحث عنه ما بقيت على قيد الحياة .. حتى وافتها المنية وهي تردد اسم «صالح» .

خطابات

ويضيف الشدادي بقوله : شقيقي الأكبر أحمد أصبح دائم التفكير ومنشغل البال بهذا الأمر حيث أصبح يعاني حالة نفسية شديدة وتوفي بعد أن تعرض لحادث دهس على طريق الحجاز بمدينة الرياض بعدها أجرينا عدة محاولات واتصالات ورفعنا عدة خطابات إلى الجهات المختصة بالمملكة للبحث والاستقصاء عن شقيقي صالح لعلنا نجد جواباً شافياًً عن مصيره سواء كان حياً أو ميتاً أم مسجوناُ أو أي مصير آخر إلا أن كل تلك الجهود لم تسفر حتى الآن عن الكشف عن السر وراء اختفائه ومعرفة مصيره.

ويشير الشدادي إلى أن الأسرة أنفقت على ما يزيد على 400 ألف ريال خلال السنوات الماضية في محاولات البحث عن شقيقه صالح في أرجاء المملكة.

وقال الشدادي في ختام حديثه مع «اليوم» إن الأسرة لجأت مؤخراً إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أملاً في معرفة ماذا حل بابنها المفقود منذ عام 1401هـ، وأكد إنه سيستمر في مسيرة البحث عن شقيقه صالح مادام على قيد الحياة وقال إن أبناءه السبعة الذين رزقه الله تعالى بهم لن يغنوه أبداً عن شقيقه صالح الذي عاش معه أجمل أيام الطفولة والشـباب. يذكر إن «الـيوم» كانت قد نشـرت موضوعاً خاصاً عن اختفاء صالح في عددها رقم (6004) الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 22 نوفمبر لعام 1989م الموافق 24ربيع الثاني لعام 1410هـ .