بوش يقايض النظام في صنعاء بالدعم ضد دعوات الانفصال مقابل جديته في الحرب على الإرهاب

الخميس 25 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - الوسط
عدد القراءات 5693

فيما يبدو أنه محاولة من السلطة لإعادة ترتيب علاقتها بالجهاديين باستقطاب بعض من قادتهم، بدأت الخلافات والانشقاقات داخل تلك الجماعات الجهادية تظهر إلى السطح متبادلة اتهامات التطرف والموالاة للنظام.

وأكدت مصادر مطلعة لـ(الوسط) أن انشقاقاً حصل د اخل جماعة الجهاد في مدينة جعار محافظة أبين وأن الجماعة المنشقة ثانية عن التنظيم الذي يتزعمه خالد عبد النبي هي بقيادة نادر الشدادي وأحمد عبد النبي اللذين يتهمانه بالتطرف والموالاة للسلطة خاصة وأنه سبق وأن انشق عن جيش عدن أبين الذي كان يتزعمه المحضار.

وذكرت المعلومات تمركز جماعة خالد عبد النبي في جبال حطاط في حين تتمركز الجماعة المنشقة في حبيل برق وأن حدة التوتر بين الجماعتين في تصاعد خاصة بعد أن أرسل خالد عبد النبي أتباعه لمهاجمة الجماعة المنشقة.

وفي إطار تفعيل تنظيم القاعدة لنشاطه في اليمن بعد أن كان يتخذ منها مركزا لتدريب أعضائه وتنفيذ عملياته خارج أراضيها تلقت "الوسط" اتصالا هاتفيا من شخص كنى نفسه بـ(أبي عبد الرحمن) تحدث من مارب حسب قوله قال إنه عضو في التنظيم وإن الخلايا التابعة لهم تعد لضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن ، مشيرا إلى أن "وصايا الشباب الذين نفذوا عمليات التفجير في منشآت النفط بمنطقتي صافر والضبة قد تم توثيقها على أقراص مدمجة بالصوت والصورة وأنه يتعذر عليه إيصالها إلى الصحيفة وأنه سيتم . بثها على شبكة الإنترنت. وأكد أبو عبد الرحمن أن جمال البدوي سلم نفسه بعد وساطة قبلية قام بها أحد المشائخ مقابل إطلاق السلطات سراح العائدين من معتقل جوانتنامو المحتجزين لديها هذا ولم يتسن لـ"الوسط" التأكد من صحة هذه المعلومات. إلى ذلك استقبل الرئيس علي عبد الله صالح الاثنين الماضي في عدن مساعدة الرئيس الأمريكي لشئون مكافحة الإرهاب "فرنسيس تاونسند" والتي سلمته رسالة تؤكد مصادر "الوسط" أن لها علاقة وثيقة بمكافحة الإرهاب وتحديدا ما يخص إلقاء القبض على جمال البدوي المطلوب للسلطات الأمريكية والتي أعلنت في موقع استخباراتها الإلكتروني عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بأي معلومات عنه وتشير المصادر إلى أن السلطات الأمريكية تطالب إما بتسليمه إليها أو السماح لمحققين أمريكيين باستجوابه في اليمن على أقل تقدير.

ويرى مراقبون أن المساعي المكثفة التي بذلتها السلطات اليمنية للقبض على عدد من المحسوبين على القاعدة وكذلك جهودها في إقناع البدوي تسليم نفسه يأتي في إطار محاولة النظام استعادة علاقته بأمريكا التي تأثرت مؤخرا بسبب انتهاكات تتعلق بالحريات والوقوف إلى جانبه ضد الدعوات الانفصالية التي تتخذها دول مجاورة وسيلة لإضعافه وهو ما عبرت عنه الرسالة التي تلقاها الرئيس من نظيره الأمريكي الذي أكد وقوف بلاده مع وحدة اليمن واستقراره. كما أنه في هذا الإطار تأتي زيارة وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي لدول الخليج. وكانت وكالة الأنباء الرسمية نقلت أواخر الأسبوع الماضي عن مصدر أمني أن جمال البدوي القيادي في تنظيم القاعدة وأحد الفارين من سجن الأمن السياسي قد سلم نفسه لأجهزة الأمن دون ذكر طريقة وكيفية التسليم.

يذكر أن البدوي كان قد قاد عملية هروب (أولى) من سجن المنصورة في عدن في إبريل 2002م مع تسعة آخرين اتهموا بالمشاركة في تفجير المدمرة الأمريكية كول إلا أنه عاد وسلم نفسه لاحقا وصدر في حقه حكم بالإعدام وخفف بعدها إلى 15 عاما سجن ولكنه فر من سجن الأمن السياسي بصنعاء ثانية مع 22 سجيناً في 30 فبراير 2006م. وتذكر المعلومات أن تسليم الفارين من السجون لأنفسهم المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة يتم في العادة بعد مفاوضات بين أجهزة السلطة وبين زعمائهم تفضي في كثير من الأحيان إلى التزام السلطة بعدد من الشروط منها عدم تمديد فترة المحكومية عليهم أو التخفيف من الأحكام الصادرة ضدهم مقابل التزامهم بعدم مهاجمة المصالح الأمريكية والغربية عموما.

من جانب آخر ألقت سلطات الأمن في محافظة عدن القبض على جهادي يعد الشخص الرئيس الذي يرتبط بصلة مباشرة مع جماعات جهادية في العراق ويتلقى منها التمويل المالي ليقوم باستقطاب وتجنيد وترحيل المجاهدين إلى العراق. وذكرت صحيفة التجمع أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على "الدبعي" وستة من أعضاء القاعدة بعد تبادل لإطلاق النار الأسبوع المنصرم. وأفادت المصادر أن عمليات الاستقطاب وتجنيد المقاتلين وترحيلهم إلى العراق كانت تتم في الحلقات الدينية، مشيرة إلى أنه رغم الاعتقالات المتواصلة التي يتعرض لها أعضاء القاعدة إلا أن السلطات لا تحيلهم إلى محاكمات بحجة أن القانون اليمني لا يحرم الجهاد في سبيل الله بما في ذلك الجهاد في العراق ما يضطرها لإطلاقهم تحت ضغط أهاليهم رغم امتلاكها أدلة ضلوعهم في تجنيد الشباب للقتال في العراق. إلى ذلك تلقت الصحيفة اتصالاً من شخص آخر قال إنه متحدث باسم خلايا تشكلت مؤخراً لضرب مصالح أمريكا في اليمن حال قامت بضرب إيران مضيفا أنه سيتم إطلاق موقع الكتروني باسم (الهدف) هو الآن طور التكوين تابع لهذه الجماعات