آخر الاخبار

أقام خيمة وسط صنعاء لتقبل العزاء مساعد شرطة ينعى العدالة في اليمن

الخميس 13 سبتمبر-أيلول 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - محمد الظاهري:
عدد القراءات 3796

أقام المجند في إدارة مرور محافظة صنعاء،مساعد أول معاذ المسوري، خيمة عزاء على مدخل منزله في شارع الدائري وسط صنعاء، ينعى فيها “وفاة العدالة وحقوق الإنسان” في اليمن، ويعلق وثائق حكايته مثل شهادات وفاة على لوح كرتوني بجواره. وذلك بعد أكثر من عشرة أعوام قضاها في عمله،يقسم أنها كانت نزيهة لدرجة أنه عين رئيسا للقسم الفني ويعمل تحت إمرته ضباط برتب رفيعة، ثم رئيسا للجنة إصدار رخص قيادة السيارات،قبل ان ينقلب الأمر عليه.

ويقول معاذ ل “الخليج” : “قد لا تعجبكم سمعة المرور، لكن ليس كل من في المرور سيئاً، ولم أحصل على هذه المواقع وأنا استحق أقل منها”، غير أن محاولته تغيير وضع مسكوت عنه من قبل البقية يتعلق بحقوقهم، أحالت ثقة مدير عام مرور صنعاء عبدالله الكبوس إلى عداء.

ليس هذا ما دفع معاذ لإقامة عزاء في وفاة العدالة وحقوق الإنسان،يستمر 40 يوما، ولم يكن أحد ليصدق إدعاءه لولا ما تعرض له بعد ذلك، ويعلقه في وثائق تضم قرار لجنة عسكرية، وأوامر تخالف القرار من قبل مسؤولين في إدارة مرور صنعاء.

وحسب إفادة معاذ فإن مطالبته بدأت في رمضان الماضي، وأنه فقد أعصابه ووجه لمديره كلاما غير لائق، ليفاجأ بعد أيام بأن مديره رفع بلاغا إلى وزير الداخلية ومدير أمن صنعاء يتهمه فيه بتزعم عصابة لتزوير وثائق خاصة بالمرور، وأختام وشهادات جامعية.

وتحول الأمر بعد ذلك إلى مطاردة، واقتحام منزله عنوة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 وسجنه في إدارة الأمن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لعشرة أيام. وأضيفت إلى قائمة التهم الموجهة إلى معاذ تهمة جديدة هي توزيعه منشورات تسيء إلى مرور محافظة صنعاء.

وقد أحال مكتب الرئيس،التظلم المقدم من معاذ إلى وزير الداخلية في مايو الماضي، ليشكل مجلساً تأديبياً للنظر في قضايا ضابط و11 جنديا من منتسبي وزارة الداخلية، وفي 13 يونيو/ حزيران صدر القرار. وقال معاذ إن إدارة مرور صنعاء قدمت ملفا زائفا عن تاريخه المهني إلى اللجنة، ولم يتمكن محاميه من الحصول على نسخة منه ولا من قرار الاتهام. وقد قبل معاذ القرار إلا أن الأمر لم ينته إلى هذا الحد، ففي 29 يوليو الماضي فوجئ بأن إدارة مرور محافظة صنعاء أحالته وبشكل مخالف للقرار للعمل في أمن محافظة الضالع.

وشعر معاذ باليأس وبأن مستقبله ألغي وان مناشداته ورسائله لم تعد تتلقى رداً، وقال: “لست من أصحاب النفوذ ولا أملك القوة، بعكس خصمي الذي يستخدم كل نفوذه وعلاقاته” لذا لاذ بطريقة أخرى لرفع صوته، لان الوسائل السلمية هي كل ما تبقى للضعفاء. لافتات تنعى العدالة والوفاء، صورة للرئيس وشعار حملته الانتخابية الأخيرة “يمن جديد.. مستقبل أفضل”، صوت المقرئ محمد حسين عامر، وحكاية على لوح كرتوني تخبر عابري سبيل، سرعان ما يرتدون لمصافحة رجل وأطفاله وتقديم واجب العزاء.

وينتظر معاذ الذي يتلقى تهديدات بشكل مستمر منذ بدء احتجاجه أن تستجيب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لدعوته وتقديم واجب العزاء أيضاً.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن