ذعر بأوروبا وتقرير يفضح الاستخبارات الأميركية

الخميس 30 أغسطس-آب 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3462

رفعت أجهزة الأمن الأوروبية درجة استعداداتها تحسبا لوقوع عمليات إرهابية الشهر المقبل في الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر وذلك في الوقت الذي كشف تقرير سري وجود تقصير شديد في أداء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) في عهد رئيسها السابق، جورج تينيت، فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة.

وجاء في التقرير الذي نشرته جريدة "صدى الوطن" الأمريكية ، أن اثنين من الانتحاريين التسعة عشر، الذين شنوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، ربما كانوا في الولايات المتحدة عندما تم إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بمخطط القاعدة لشن هجمات إرهابية.

وأشار التقرير إلى أن هذين الشخصين هما خالد المحضار ونواف الحازمي، وأن المعلومات التي وصلت إلى وكالة الاستخبارات الأميركية تفيد أنهما حضرا اجتماعاً للإرهابيين المشتبهين في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، في يناير/ كانون الثاني عام 2000.

ووفقاً للتقرير، فإن وكالة الاستخبارات الأميركية علمت أن واحداً منهما على الأقل سافر إلى مدينة لوس أنجلوس في مارس/ آذار عام 2000.

وأوضح أن ما بين 50 إلى 60 شخصاً قرأوا المعلومة التي تحتوي على بيانات السفر بشأنهما بين شهري يناير ومارس عام 2000، غير أن كثيرين في الوكالة فشلوا في ملاحظة أهمية المعلومات ومشاركتها مع الوكالات الأمنية الأخرى في الولايات المتحدة. ولم يتم وضع المحضار والحازمي على قائمة المراقبة الأميركية إلا في وقت متأخر من شهر أغسطس/ آب عام 2001.

وتابع التقرير قائلا " إن فشل هذا العدد الكبير من الأشخاص في التصرف حيال هذه الحالة يعكس وجود خلل منهجي". وشمل التحقيق بحث ما إذا كانت هناك حالة من الغيرة بين وكالتي الأمن الأميركيتين، "سي آي أي" و"أف بي آي"، بحيث أنهما كانتا مترددتين في مشاركة المعلومات فيما بينهما، غير أن المفتش العام لم يجد أي شكل من أشكال التردد في تبادل المعلومات، لكنه كشف عن تقصير في التنفيذ والرؤية.

كذلك وجد التقرير أن التنسيق والتعاون بين أقسام ووحدات وكالة الاستخبارات المركزية لم يكن جيداً، ما أدى إلى عدم فهم هيكلية عمل تنظيم القاعدة.

وأورد التقرير مثالاً حول ذلك، وهو أنه بينما كان مدبر الهجمات، خالد شيخ محمد، يعتبر هدفاً كبيراً يجب القبض عليه، فشل المسؤولون في إدراك أهمية التقارير التي تشير إلى أنه أحد كبار مسؤولي التنظيم، كما فشلوا في "إدراك أهمية المؤشرات التي تدل على وجود مخطط إرهابي".

إجراءات أمنية مشددة في أوروبا

 في هذه الأثناء، رفعت أجهزة الأمن الأوروبية درجة استعداداتها تحسبا لوقوع عمليات إرهابية الشهر المقبل في الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر. وطالب المنسق الأوروبي للإرهاب خيس دى فريز بضرورة تشديد الرقابة على الحدود ومنافذ الدخول للدول الأوروبية عبر المطارات والموانئ، والتشديد في تطبيق هذه الإجراءات مع بداية سبتمبر.

كما أرسلت تحذيرات لأصحاب الطائرات الخاصة داخل الدول الأوروبية لتشديد الرقابة الأمنية عليها خشية اختطافها واستخدامها في هجمات إرهابية. وأعدت أجهزة الاستخبارات الأوروبية قوائم بالطائرات الخاصة الصغيرة وأسماء أصحابها.

ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن تقارير أمنية استخباراتية تحذيراتها من استخدام عمليات إشعال النيران بالغابات في الدول الأوروبية التي يمكن استخدامها وسيلة إرهابية جديدة، وذلك بعد تفجر المخاوف في اليونان من وجود عمليات إرهابية وراء حرائق الغابات الهائلة التي تواجهها، الأمر الذي دفع الدول الأوروبية التي تكتظ بالغابات على غرار النمسا، وهولندا، وفرنسا، لنشر رقابة أمنية مشددة على الغابات، ومنع حفلات الشواء بها.

كما فرضت السلطات الأمنية إجراءات مشددة على المفاعلات النووية، وداخل الأنفاق والكباري، ومحطات القطار والمترو, وتم زرع مزيد من كاميرات المراقبة الذكية في عواصم الدول الأوروبية، بجانب إطلاق حملات توعية للإبلاغ عن أي عبوات مشتبه بها.

وتم التوسع في أرقام الهواتف لنقاط الإبلاغ عن أي عمليات إرهابية أو متهمين مشتبه بهم. وتم أيضا فرض الرقابة على مرافق ومصادر المياه خوفا من تعريضها للتسميم بمواد كيماوية قاتلة، وتصاعدت مخاوف من عودة استخدام بودرة الانتراكس المسببة للجمرة الخبيثة من الانتشار، وتم توزيع نشرات تحذيرية لمكاتب البريد وللمؤسسات الكبرى بالتوخي في التعامل مع أي طرود أو خطابات تحمل مواداً مشتبه بها.

وفي هذا الإطار أخلت سلطات الأمن الهولندية صباح أمس مكتبا كبيرا للبريد تابعاً لشركة البريد "تي إن تي" عدة ساعات بسبب الاشتباه في خطاب يحمل بودرة مشتبهاً بها، وتبين بعد تحليلها أنها بودرة غير ضارة.

وتوقع مصدر أمني ببروكسل أن تشهد الأيام المقبلة حملات اعتقال عدد من المشتبه بهم من الإسلاميين، والمشتبه بتورطهم في شبكات وخلايا نائمة للإرهاب في الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن تشديد الدول الأوروبية لإجراءات دخول أئمة من دول عربية وإسلامية، وأن إغلاق دول مثل الدنمارك واليونان أبوابها أمام الأئمة إنما يأتي بدافع منع تسلل عناصر أو أفكار إرهابية ومتطرفة إلى هذه الدول خاصة خلال شهر رمضان.