"حماس " تتهم " عباس" بتحويل الضفة الغربية إلى " كيان بوليسي قمعي" ، وتُحذر سلطة أوسلو من تسليم معتقليها للاحتلال الصهيوني ..

الخميس 30 أغسطس-آب 2007 الساعة 03 مساءً / مأرب برس/ فلسطين/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3629

حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله ، من التفريط بالمعتقلين لديها من أبناء الحركة وعلى رأسهم القيادي في حماس " أحمد دولة" .. واتهمت حماس رئيس أوسلو " محمود عباس" بتحويل الضفة الغربية إلى "كيان بوليسي قمعي" .. وأضافت في بيانها : "لقد اطلعنا خلال اليومين الماضيين على تفاصيل نقل القائد " دولة" وإخوانه من المعتقلين السياسيين من ( وكر الجنيد الأمني ) في مدينة نابلس وعبر حواجز "حوارة وزعترة وعطارة الإسرائيلية" ، ليتم ترحيلهم لسجن بيتونيا في مدينة رام الله سيء السمعة والصيت".. وتابعت حماس تحذيرها بالقول: "نحن لن نعدم الغالي والرخيص كذلك في الانتقام من أي متورط في مؤامرة مقبلة تستهدف تسليمهم إلى الاحتلال، وندعوهم إلى الارتداع وأن لا يجربوا عزمنا في هذه المنطقة المحرمة؛ فإن ذاك سيكون لكل مقام عقاب ولكل خطأ حساب".. وخلال ثلاثة أيام فقط أحكمت حماس وجناحها العسكري ، كتائب القسام سيطرتها على قطاع غزة بالكامل ، وهي اليوم تسيطر على كافة مقرات الأمن لأجهزة سلطة أوسلو منذ منتصف شهر حزيران / يونيو الماضي . 

وقالت حركة حماس في الضفة الغربية " ليعلموا بأن هؤلاء المعتقلين (الذين تجاوز عددهم الخمسمائة) ليسوا غريبين في أوطانهم و ليسوا ناقصين في نضالاتهم، بل قد قدموا الغالي والنفيس في سبيل الوطن والقضية".. وتابعت حماس :" في الضفة باتت حماية الضباط القتلة الصهاينة مهمة الأمن الأولى لأجهزة أمن سلطة أوسلو ، وقمع المجاهدين والنساء وترك المجرمين والسارقين واجباً أساسياً لقادة الأجهزة الأمنية ، وفي الضفة أصبح الإسلام تهمة والمسجد بؤرة مستهدفة والشارع مرتعاً لكل الأفاقين والقتلة".

وكان ضابط اسرائيلي ضل طريقه الاثنين الماضي ووصل إلى مدينة جنين الفلسطينية ، الواقعة شمال الضفة الغربية ، ولكن الأمن الفلسطيني استطاع أن يعيده إلى الجانب الإسرائيلي فيما حرق الأهالي الغاضبون على ممارسات الاحتلال سيارته.

وذكر مصدر عسكري إسرائيلي لموقع صحيفة يديعوت العبرية بان الضابط الإسرائيلي الذي أنقذه جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني يعتبر ضابط كبير يعمل في القيادة الوسطي في الجيش الإسرائيلي ، وقد اثني الجيش الإسرائيلي وقدم شكره للأمن الوقائي وقوات الأمن الوطني الفلسطيني لنجاحهم بإنقاذ حياة الضابط وتسليمه للجانب الإسرائيلي..

وإتهمت سرايا القدس ، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي , جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني, باحباط محاولة لعناصرها لاختطاف الضابط الإسرائيلي من وسط مدينة جنين،وقالت السرايا في بيان لها:" بعد أن قامت مجموعاتنا بالاستيلاء على الضابط، تفاجأ مجاهدونا بأن الأمن الوقائي قام بمحاصرتهم والاستيلاء على الجندي الذي كان يرتدي البزة العسكرية، وبعد دقائق معدودة قامت أربعة جيبات عسكرية إسرائيلية بالدخول إلى مقر المقاطعة في جنين واستلام الضابط من قبل الأمن الوقائي..

حماس : الاعتقال السياسي "تجاوز كونه شأناً داخلياً فلسطينياً ليمسي برقابة الاحتلال الصهيوني وتحريضه

وأوضح بيان حماس "، أن الاعتقال السياسي "تجاوز كونه شأناً داخلياً فلسطينياً ليمسي برقابة الاحتلال الصهيوني وتحريضه بل وتنسيقهم لتنقلات المعتقلين ما بين المدن الفلسطينية".

 وذكّرت حركة حماس بـ "مذبحة بيتونيا الصهيونية التي سفحت فيها أعمار العشرات من كبار مجاهدي ومقاومي الشعب الفلسطيني الذين يقضون الآن أحكاماً بالسجن المؤبد، حين سلمهم جهاز الأمن الوقائي البائد ، وكلنا يذكر أيضا تسليم المجاهدين الفلسطينيين بشكل مفضوح من خلية صوريف على معسكر حوارة الإسرائيلي" ..

وتابعت "لم تمض على هذه الأحداث المخزية بحق قيادة السلطة الأمنية والسياسية سنين معدودة حتى عادوا وبذات الحماقة وبنفس العته ليكرروا التاريخ على حساب قادة ومجاهدي الشعب الفلسطيني مرة أخرى، ولم نسمع أن واحداً من هذه القيادات الأمنية المجرمة قد لقي حساباً أو واجه مساءلة بل ها هو يعود لذات الفعلة القبيحة بلا ندم ولا وجل ..

وأخيرا ، شددت حماس في بيانها على أن جوهر الاعتقال السياسي مخالف لكل الأعراف والقيم والمبادئ الوطنية التي أسست النضال الفلسطيني على الثقة والمشاركة في القرار الوطني بعيداً عن قمع الأخ لأخيه وتكبيله في سبيل المصالح الفئوية أو حتى الشخصية"..

" دايتون " يُعد العدة لتشكيل خمس كتائب عسكرية فلسطينية جديدة تخضع لسيطرة عباس ..

في غضون ذلك ، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر سياسية إسرائيلية ، قولها : إن المنسق الأمني الامريكي، " الجنرال كيت دايتون " ، يعمل على تشكيل خمس كتائب فلسطينية تكون خاضعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وستنتشر في أرجاء الضفة الغربية، على ما يبدو لمواجهة حركة حماس التي تتوقع المحافل استيلائها على الضفة الغربية في غضون عامين.

 وبحسب مصادر هآرتس : توجد الخطة في مراحل التبلور الأولى، وعندما ستطرح بالتفصيل على إسرائيل سيتقرر إذا كانت ستسمح إسرائيل بدخول السلاح والمعدات للقوة الجديدة.. وتابعت المصادر الإسرائيلية : " يبدو أنه في أغلب الظن سيتم تشكيل الكتائب على مراحل وستتشكل في البداية قوة صغيرة .

وصادق الكونغرس الامريكي مؤخرا على تحويل 80 مليون دولار للوفد الأمني برئاسة " دايتون " وترمي الأموال إلى تعزيز قوات الأمن التابعة لعباس ، فيما قالت مصادر إسرائيلية انه حتى اليوم لم يحول لـ " دايتون " أي تمويل، والمصادقة على الميزانية ستسمح له بحث تنفيذ خطته.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن الفلسطيني ،محمود عباس جدد مطالبته لـ رئيس الوزراء الإسرائيلي ، أيهود أولمرت ، خلال اجتماعهما الثلاثاء "28/8" في مدينة القدس المحتلة إعادة نشر قوات الأمن الفلسطينية بالكامل في الضفة الغربية وإعادة تدريب وتأهيل وتسليح الأمن الفلسطيني ، فرد اولمرت قائلا : انه سينتظر رد الجنرال الأمريكي " كيت دايتون " على الخطة في المستقبل القريب لمعرفة سبل تحقيق ذلك.

 وفي هذا السياق ، كشفت صحيفة هآرتس العبرية النقاب عن أن مسئولين إسرائيليين كبار ، وضعوا خطة تدعو سلطة أوسلو إلى إقامة نظام قوي لرعاية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من اجل الفوز في الانتخابات وكسب المزيد من الدعم الذي تحظى به حماس في غزة .

وبحسب الصحيفة العبرية :" فان الخطة تتوقع استيلاء حماس في الضفة الغربية في غضون عامين إذا كانت حركة فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية لا تقدم ما يكفى من الرعاية إلى السكان هناك.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إقدام حكومة سلام فياض" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا" على إغلاق و حل 103 مؤسسات وجمعيات خيرية تابعة للحركة الإسلامية في الضفة الغربية، قرارا سياسيا وجزءا من خطة تهدف لعزل الحركة بتنسيق "إسرائيلي -أمريكي"، وتنفيذ من سلطة أوسلو ممثلة بحكومة فياض .

 هذا واعتبرت حركة حماس أن لقاء الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ، أيهود اولمرت "الذي تم يوم الثلاثاء الماضي " يرمي إلى عزل الحركة الإسلامية عن الساحة السياسية.. .وقالت حماس على لسان ناطقعا في غزة :" إن لقاء عباس اولمرت لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل الساعية إلى تلميع صورتها في العالم .. وتابع :" ان لقاء عباس مع اولمرت جاء ضمن سلسلة لقاءات تعقد بأوامر أمريكية وبأجندة أمنية متفق عليها إسرائيليا وأمريكيا وفلسطينيا ؛ وأن أهداف هذه اللقاءات الاتفاق على كيفية التضييق على حركة حماس وعزلها ضمن آليات متفق عليها .. 

بوادر فشل مؤتمر الخريف

ومن العاصمة الأردنية "عمان" حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء من فشل المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الأوسط الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش إذا لم يعد له جيدًا ..

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس قوله في تصريحات أدلى بها عقب لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأربعاء :" إن "الحديث مع الملك تطرق إلى اللقاء الدولي وهو حتى الآن غير واضح في ثلاث قضايا".

وأضاف: " فمن حيث الموعد الرسمي لعقد اللقاء، سمعنا أنه في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، كما أننا لا نعرف لغاية الآن من سيحضر هذا المؤتمر، والنقطة الثالثة تتعلق بمضمون هذا المؤتمر، فنحن الآن نتشاور من أجل أن نذهب إلى مؤتمر يكون ناجحًا".

وحذر الرئيس الفلسطيني من أنه "إذا ذهبنا إلى المؤتمر دون وضوح لحل ما ، ومن دون إعلان مبادئ ضمن إطار عمل، لا اعتقد أن المؤتمر سيكون مفيدًا" ..

وسبق أن كشف عباس في لقاء مع تلفزيون فلسطين انه أجرى اتصالا هاتفيا بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ، لمعرفة الإجابة علي ثلاثة أسئلة تتعلق بالمؤتمر الدولي للسلام والذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش .. 

وقال الرئيس عباس إنه طرح على وزيرة الخارجية الأمريكية " رايس" ثلاثة أسئلة بخصوص مؤتمر الخريف قال إنها لم تجد الإجابة بعد ، وهى أولا :" متى سيعقد هذا المؤتمر؟" وثانيا :" من سيحضر هذا المؤتمر؟ " وثالثا : " ما هو مضمون هذا المؤتمر؟ "..

 وأكد عباس أن رايس لم تجبه علي أيا من الأسئلة الثلاثة ، مشيرا إلى ضرورة حضور كافة الأطراف المعنية كسوريا ولبنان والأردن ومصر بهدف الحديث عن تفعيل المبادرة العربية للسلام.