حماس تكشف بالوثائق وبالفيديو تورط أجهزة أمن سلطة أوسلو بالتجسس على المقاومة الفلسطينية وعلى دول عربية وإسلامية .. وبالتورط في عمليات إسقاط جنسي لشخصيات بارزة

الجمعة 24 أغسطس-آب 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس ـ فلسطين ـ رندة عود الطيب - خاص
عدد القراءات 5915

كشفت كتلة حركة حماس البرلمانية أدلة جديدة ووثائق رسمية ورقية ة ومصورة تثبت تجسس أجهزة أمن سلطة أوسلو " التي كانت تحكم قبل شهرين سيطرتها على قطاع غزة" على المقاومة الفلسطينية وقادتها العسكريين والسياسيين .. ومن ضمن ما كشفت عنه حماس رزمة كبيرة من الوثائق تؤكد وجود التنسيق الكامل والشامل والمباشر بين الأجهزة الأمنية وجهات استخبارية معادية "إسرائيلية وأميركية" وتبادل المعلومات حول قيادات فلسطينية ومطلوبين، ودول عربية بالتنسيق مع جهازي المخابرات والشرطة الفدرالية الأمريكيَين.. وكذا تم الكشف عن وثائق تثبت تورط الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقضايا أخلاقية وتجسس على الدول العربية والإسلامية..

وعرض هذه الوثائق ، " سعيد صيام" وزير الداخلية الفلسطيني السابق ، ورئيس كتلة حركة حماس البرلمانية في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة يوم أمس الخميس" 23-8" .. وكشف صيام عن وثائق تثبت تورط الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقضايا أخلاقية وتجسس على الدول العربية والإسلامية وقال : إن الوثائق التي عرضها هي جزء يسير مما تمتلكه حركة حماس وحصلت عليه من مقار الأجهزة الأمنية في غزة .. وقال صيام :"الحديث هنا ليس على إطلاقه بخصوص الأجهزة الفلسطينية وإنما نقصد رموز هذه الأجهزة الذين أفسدوا الأخلاق والعباد ".

ووجه صيام اتهامات لقيادات في المخابرات الفلسطينية وجهاز الأمن الوقائي بالتورط بعمليات تجسس على دول إسلامية وعربية والتصنت على قيادات بارزة في حماس وحركات المقاومة ونشاطاتها ، بالإضافة لعمليات إيقاع جنسي لعدد من الشخصيات البارزة ورجال الإعمال لابتزازهم فيما بعد..

وأوضح صيام أن ضباط الأمن في غزة أخبروهم عن عملاء داخل جهاز المخابرات العامة بالأسماء و أن هناك تسجيلات صوتيه لهم كانوا يتسابقوا لتزويد المعلومات للإسرائيليين ، وأضاف أن هناك تسجيلات صوتيه في جهاز الأمن الوقائي لشخصيات رفيعة المستوى وكانت ملاصقة للرئيس أبو عمار ولازالت متنفذة وقريبة من الرئيس الحالي "أبو مازن" وقامت تلك الشخصيات بتزويد ضابطين إسرائيليين حول الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" وأنشطته وتحركاته وجدول أعماله ، وأكد أن لهم تسجيلات بالصوت وممارسات غير أخلاقية مع ساقطات واكتفى صيام بذكر الحرف الأول من الاسم وهو " س" وأشار إلى أن التسجيلات وصلت في حينه لياسر عرفات .

وشدد صيام على أن هذه الأجهزة مارست الإسقاط الجنسي وأوقعت ببعض الناس بسبب أخطاء ارتكبوها، وكان يحمل في يديه اسطوانات قال إنها تحوي تصوير عمليات إسقاط وفضيحة أخلاقية لقائد في جهاز أمني ونائب عام وابنة وزير حالي وسابق وعضو مجلس تشريعي وكما قال صيام : عن هذا الوزير يحمل لواء العداء لحركة حماس ويحاصر قطاع غزة ، مؤكداً أن هذه الأدلة غيض من الفيض التي بيد حماس .

واتهم صيام جهاز المخابرات الفلسطيني " بالتآمر ونهب الأموال وهتك الأعراض والتعاون مع جهات أمريكية وصهيونية وبريطانية وتزويدها بكافة المعلومات التي تطلبها عن قيادات المقاومين ومواقع تدريبهم وتحركاتهم وأرقام هواتفهم الخلوية واستمرارها على هذا المنوال منذ عام 1997 .

وقال صيام : إن كلا من جهازي المخابرات والأمن الوقائي قد ثبت تورطه بوثائق واضحة في عمليات إسقاط جنسي لنواب وضباط في أعلى دوائر صنع القرار كما لدينا وثائق تدين مسئولين في فتح وسفراء للسلطة وتثبت تورطهم في فساد مالي وأخلاقي.

وعرض صيام محاضر لاجتماعات قيادات جهازي المخابرات العامة والأمن الوقائي مع الـ" سي أي إيه والـ أف بي أي" للتخطيط لضرب حركة حماس ومحاربتها "بحجة محاربة الإرهاب".. وتكشف محاضر هذه الاجتماعات كيفية التخطيط والتنفيذ لضرب واغتيال القادة الدعويين لحركة حماس، والتجسس على شخصيات بارزة من حركة حماس أمثال عبد العزيز الرنتيسي ،واحمد ياسين ، والتخطيط لزرع أجهزة تجسس داخله .

 وأشار صيام إلى أن غالبية هذه الاجتماعات عقدت بقيادة نائب قائد جهاز الأمن الوقائي في غزة "أحمد عيسى" ، أو القيادي في حركة فتح ، والنائب محمد دحلان، من الجانب الفلسطيني مع شخصيات بريطانية وأمريكية وإسرائيلية مثل " مايكل جون مارتن " من الجانب الأجنبي ، و أن تلك الاجتماعات شملت تحريضا مباشرا على دول عربية مثل الأردن كي يتم اتهامها بأنها دول راعية للإرهاب.

وبين صيام أن هذه الأجهزة كانت تعمل في الساحات العربية والإسلامية ضد مصالح هذه الدول، وقال:" سيتم وضع هذه الدول في الصورة وإرسال الوثائق للخارج وكل دولة بما يعنيها، وقد بدأ ذلك فعلاً من خلال قيادة حركة حماس بالخارج ".

ولفت القيادي في حماس أنه تم الاستماع إلى عدد من الضباط الآمنين قبل أسابيع بقطاع غزة من قبل الحركة، وفسروا معلومات عديدة ودقيقة في وثائق الفساد التي سيطرة عليها الحركة في منتصف يونيو /حزيران الماضي.

وكشف صيام عن وثيقة هي عبارة محضر اجتماع للقاءات بين قادة الأمن الوقائي و الـ " CIA  المخابرات الأمريكية وقد جاءوا خصيصاً ليضعوا آلية للتنصت على القائد العام لكتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس في غزة " محمد الضيف " واقتحام دائرته الخاصة ووضع جهاز تنصت على السيارة التي يستقلها وفي جهاز النقال الذي يحمله .

والمحضر يذكر اقتراح لرجل من المخابرات الأمريكية يدعى " جون " من الـ CIA  أن يقدم للبيت الخاص بـ "محمد الضيف " هدية يكون فيها هذا الجهاز ، ويقترحوا إذا كان هناك شخص مدخن أن تكون عبارة عن منفضة سجائر ..

وعقب صيام بأن المعلومات تلك إن وصلت للـ CIA  فإنها حتماً ستصل للاحتلال الإسرائيلي ..

وفي وثيقة أخرى عرضها صيام يقول القيادي الفتحاوي " محمد دحلان " :" أنا معني جداً بالقبض على القائد العام لكتائب القسام " محمد الضيف " أكثر من السابق لأنه مطلوب لنا وكان حديثه أثناء لقاءه مع الـ CIA  ".

وفي محضر اجتماع آخر ضم "مارك" و "توم" و ضباط من الأمن الوقائي ومترجم حول التجسس على الدكتور الراحل الشهيد " عبد العزيز الرنتيسي " رحمه الله ، يقول المسئول الأمني في الأمن الوقائي :" علينا أن ننظر إلى موضوعين الهاتف النقال ومرافقي عبد العزيز ويجب وضع خطة للتنصت دون وضع جهاز التنصت .

وفي المحضر ذاته رجل المخابرات الأمريكي " توم " يطلب دخول مكتب الشيخ الشهيد ، مؤسس حركة حماس " أحمد ياسين " مرتين مرة لفحصه ومسحه ومرة ليتم زراعة أجهزة التنصت ، ويشير " توم " إلى ضرورة ضمان عدم وجود أجهزة إنذار أو حراس في المكتب.

كما أظهر صيام وثائق تؤكد متابعة المخابرات لنشاطات وعناصر كتائب القسام ، الذراه العسكري لحركة حماس ، وأذرع عسكرية فلسطينية أخرى، وكيف كانوا يتتبعون السيارات التي تستخدمها كتائب القسام، بنوعها وأرقامها وكل تفاصيلها، وكيف تابعت المخابرات الشهيد القائد البارز في كتائب القسام "عدنان الغول"، وأماكن تواجده، وأسماء عناصر كتائب القسام ومنازل تواجدهم، وأماكن عامة يتردد عليها أفراد الكتائب، ورموز حماس في المنطقة ورموز في الكتائب ومخازن السلاح التابعة لحماس ... وعرض وثيقة تبين متابعة المخابرات للقائد الميداني في كتائب القسام "تامر حلس "الذي اغتاله الاحتلال بعدها.. وبين صيام بالأدلة كيف راقب جهاز المخابرات العامة القائد البارز في كتائب القسام" وائل طلب نصار"، حث استمرت متابعته عام كامل ومن ثم استهدافه من قبل طائرات الاحتلال وتم اغتياله.. وبين صيام بالوثائق كيف تابع جهاز المخابرات مواقع القوة التنفيذية ، التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية ، وحددوها بدقة وبوصف كامل لنشاطات أفراد القوة والتي استهدفت فيما بعد من قبل قوات الاحتلال .

وقال صيام: "التقينا عدد من الضباط الأمنيين، وفي يدنا خيوط تجاه عمليات تصفية واغتيالات في الساحة الفلسطينية بعض أطرافها في الضفة متواجد الآن، مثل اغتيال "خليل الزبن"، وإطلاق النار على محاضر جامعي، وعلى "نعيم أبو سيف " القيادي الفتحاوي".

و طالب رئيس كتلة حركة حماس البرلمانية بعقد محاكمة وطنية لقادة هذه الأجهزة ، مشددا على ضرورة عقد لجنة وطنية مؤلفة من فصائل المقاومة والمؤسسات واللجان الحقوقية لوضع هذه الوثائق على طاولة المداولة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

ويأتي مؤتمر القيادي الحمساوي " صيام " بعد أسابيع من مؤتمر صحفي للقيادي في حركة حماس د. محمود الزهار كشف خلاله رزمة من الوثائق التي تدين قادة الأجهزة الأمنية ومسئولين ووزراء بقضايا فساد مالي وأخلاقي .