اليمنيون يلجؤون للدراما التلفزيونية لمحاربة ظاهرة الثأر

الجمعة 10 أغسطس-آب 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس ـ الوطن ـنسيبة غشيم
عدد القراءات 3274

يتحكم الثأر بحياة كثير من الأسر اليمنية التي تعد أطفالها إما للثأر من أشخاص معينين أو للهرب من ثأر قديم - وليس جديداً أن تسمع أن أحدهم قتل رغم مرور 20 عاما على جريمة قتل. وقد تفقد بعض الأسر الكبيرة أكثر من عشرة أشخاص في قضية ثأر واحدة، بل إن الأعداد تتضاعف بصورة سريعة.

وتحاول منظمات المجتمع المدني ووسائل التوعية أن تحد من هذه الظاهرة وذلك بمحاربتها في عقول الناس من خلال برامج التوعية وحملات توزيع التحذيرات والصور. ومؤخرا تم الاهتداء إلى الأعمال الدرامية التي تمقت الظاهرة وتحاول أن تنزل أشد العقاب بمن يلجأ إلى الثأر في إرادة من هذه الأعمال إلى زرع المحبة بدلاً عن الثأر ومعالجة المشاكل والأزمات بالطرق القانونية والقضائية.

وبدأ التلفزيون اليمني ممثلا في الفضائية اليمنية هذا الأسبوع تصوير أحد أهم الأعمال الدرامية التي تحارب الظاهرة وهو مسلسل "الحب والثأر" والذي تشارك فيه نخبة من أهم نجوم التلفزيون اليمني أمثال مديحة الحيدري وعلي الكوكباني ومنى الأصبحي وأمل إسماعيل ومحمد قاسم وغيرهم من الفنانين ويخرج العمل عبد العزيز الحرازي.

ويكشف المسلسل الحياة المظلمة لمن يهوون الثأر ويسعون لزراعته والمآسي الاجتماعية والأسرية التي تنتج عنه والصراع الدائر بين الخير والشر وبين الحب والثأر.

وكان التلفزيون اليمني قبل عامين أنتج عملاً درامياً اسمه الثأر وعرض تجارب مؤلمة لأسر دفع أبناؤها ثمن الظاهرة ويتذكر مشاهدون أنهم أجهشوا بالبكاء وهم ينظرون إلى أنفسهم كأنها حالاتهم التي مروا بها وقد أصبحت على الشاشة وكما يقول فؤاد أحمد من أبناء إحدى المناطق التي تكثر الثارات فيها إنه فقد إخوانه الاثنين نتيجة لثأر قديم بين أسرته وأسرة من قبيلة أخرى وقال إن المسلسل ذكرهم بجرح قديم وكانت الأسرة تجلس أمام التلفزيون أثناء عرض المسلسل فأحس كل منهم أنه يعرض تجربتهم المؤلمة وكل شخصية في المسلسل كانت تشبه أحد الأشخاص في واقعهم وقال كنت أنا مثل منصور أصغر الممثلين.

ويضيف فؤاد أن المسلسل أثر كثيرا ورقت له القلوب وكانت النساء يبكين عند مشاهدته وكأنه واقع، بل يصرخن عندما يقتل أحد الممثلين وكأنه قتل في الواقع لما يعشن من واقع مرير ومؤلم.

وأصبح الفنان عبد الكريم الأشموري نجماً معروفاً عند القبائل التي تلجأ إلى الثأر كنظام حياة وتفاجأ أكثر من مرة وهو يمشي في شوارع المدن بأناس يسلمون عليه ويسألونه عن المسلسل وكيف وجد دوره في الثأر.

وعن وجهة نظره بالثأر يضيف أن هذا يدل على أن الرسالة وصلت إلى المستهدفين الذين تكثر لديهم مشاكل الثأر وتحول حياتهم إلى مأساة.

كما يتذكر اليمنيون مسلسل الشنفرى - مسلسل مصري تحدث عن حياة أحد الشعراء الصعاليك الذي تناول قضية الثأر وانتقدوه، حتى إن من شاهده يطلق على من يعشق الثأر اسم شخصية المسلسل ويحذر من أن تتجه حياته وتصبح مثل شخصية المسلسل التي قضي عليها في الصحراء بحثاً عن الانتقام.

كما يتحاشى التلفزيون اليمني عرض مسلسل الزير سالم الذي تظهر بعض حلقاته أنها تمجد الثأر ويحرص على عدم عرض أي عمل يمكن أن يفهم كذلك.

وقد حاولت إحدى المنظمات المهتمة بمكافحة الثأر وهي دار السلام الاجتماعي القيام بحملة إلى المناطق المستهدفة وأنزلت الفرق المسرحية إليها وقدمت العروض المؤثرة التي أجبرت الجمهور على التألم والتعبير عن سخطهم لما يقومون به وكان لها وقع في نفس المستهدفين، كما قال رئيس المنظمة عبد الرحمن المروني الذي أضاف لقد قدمت العروض المسرحية الساخرة والكوميديا الحزينة التي تنتقد الظاهرة وكانت من أسلحتنا لمحاربة الظاهرة ولدينا المزيد من الأعمال الفنية التي ننزل بها إلى المناطق البعيدة.

ولم يقتصر إنتاج الأعمال الفنية على الكبار، بل إنه وصل إلى الصغار أيضا من خلال الفيلم الكرتوني (سلمى) والذي على الرغم من أن مدته لم تتجاوز 20 دقيقة، إلا أنه ناقش قضية الثأر أسبابها وأضرارها بطريقة سهلة حازت على إعجاب الصغار واستنكارهم لهذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الأجيال.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن