جونستون: لا أستطيع وصف الشعور .. فرصة رائعة أن أكون حراً .... هنية : قضية إطلاق الصحافي البريطاني نابعة من منطلق شرعي وأخلاقي وإنساني

الأربعاء 04 يوليو-تموز 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس ـ فلسطين ـ غزة ـ خاص
عدد القراءات 3341

تمكنت حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب القسام بمشاركة القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة فجر اليوم الأربعاء ، من إطلاق سراح الصحفي البريطاني "ألن جونستون"، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" في قطاع غزة، بعد قرابة أربعة أشهر من اختطافه على يد جماعة مسلحة صغيرة تطلق على نفسها "جيش الإسلام".

وبعد قرار الإفراج عنه استلمت قيادة كتائب القسام الصحافي " جونستون" من منطقة شمال قطاع غزة، حيث كان مختطفاً هناك.

وذكرت التنفيذية في بيان لها عممته على الصحفيين :"إن عمليه تحرير الصحافي البريطاني جاءت بعد أن حاصرت القوة التنفيذية المكان الذي كان يحتجز به ومن ثم تم تسليم الصحافي تحت ضغط القوة ودون أن تراق قطرة دم واحده..

هذا و نقل الصحافي جونستون فور الإفراج عنه إلى منزل رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه ليطمأن عليه ويهنئه على سلامته، حيث بثت الفضائيات صور "جونستون" أثناء خروجه من منزل هنية وقد بدت عليه علامات التعب وكان برفقته مدير مكتب الـ "بي بي سي" في قطاع غزة فايد أبو شمالة.

هذا وكانت حكومة هنية المقالة وحركة حماس وافقتا على جميع مطالب الخاطفين المحلية والتي تحتكم عليها بما فيها إنهاء كافة المشاكل بينهم وبن بقية العائلات الأخرى التي فقدت أبناءها على أيدي عناصرهم، والتعهد الخطي بعدم التعرض لهم بعد تحرير جونستون, وكانت ثلاث اجتماعات مطولة تم عقدها ليلة الثلاثاء وفجر اليوم الأربعاء بين حركة حماس وجماعة "جيش الإسلام الخاطفة للصحافي, بوساطة لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ، وأفضت إلى الاتفاق على تشكيل لجنة شرعية للبت بموضوع جونستون يترأسها (الدكتور سليمان الداية ) ، حيث قررت اللجنة في ختام نقاش مطول إلى إطلاق سراح جونسون.

وصرح د . غازي حمد الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية : إن لحماس دور كبير في تحرير الصحفي البريطاني جونستون عبر قنوات وجهود حثيثة مختلفة.

أما الصحفي البريطاني المحرر آلن جونستون قال أول تصريح له بعد تحريره : " إنني ممتن كثيرا من الفلسطينيين وخاصة حركة حماس ورئيس حكومة تسيير الأعمال إسماعيل هنية الذين حاولوا الإفراج عني منذ البداية.

وأَضاف جونسنون : فرصة رائعة أن أكون حراً , جاءت مثل الحلم ..لا أستطيع وصف الشعور.. فقد فقدت الحرية.. انه مثل الحلم,أمر رائع أن ترى الحرية بعد 16 أسبوعا في زنزانة مغلقة ومظلمة وأحيانا مرعبة ولم أكن اعرف متي تنتهي محنتي "

ووصف ظروف اختطافه بقوله: "كنت في أماكن مظلمة ومرعبة ومغلقة.. لم أتعرض للتعذيب وأعطوني طعام بسيط وخبزاً لم يكن مناسب لي ولكني كنت بصحة جيدة".

وتابع يقول :"أنا مسرور جدا وأنا ممتن جداً وخاصة لكل من حارب لأكون حراً، وللفلسطينيين الذين عبروا عن رغبتهم في أن أكون حراً واعتصموا وتظاهروا من أجلي".

بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية مؤتمر في صحفي عقده بحضور جونستون:" انه ما كان لنا أن نجلس هذا اللقاء إلا بعد جهود كبيرة وضخمة بذلت على مدار الشهور بدأت بالحكومة مرورا بقيادة حماس بالداخل والخارج وأيضا بجهود وزارة الداخلية والقوة التنفيذية وكتائب القسام ولجان المقاومة، والحوارات العميقة عبر الشهور للوصول إلى هذه الساعة ".

وأضاف هنية :" أكدنا حرصنا على إنهاء هذه القضية بأقل الخسائر مقدما شكره لكل أبناء الشعب الفلسطيني الذين جعلوا هذه القضية قضية وطنية وشكر وزارة الداخلية والتنفيذية والقسام وأفراد جيش الإسلام الذين تفهموا الأسس لإنهاء هذه القضية".

في حين أكد هنية أن قضية إطلاق الصحافي جونستون نابعة من منطلق شرعي وأخلاقي وإنساني ، مؤكدا على الدور الذي كان يقوم به جونستون في تغطية الأحداث بغزة، وأطق عليه لقب صديق الشعب الفلسطيني.

وأكد الوزراء المقال اسماعيل هنية أن" حكومة تسيير الأعمال" في قطاع غزة جادة في فرض النظام والأمن والاستقرار، متمنيا أن يسود الأمن مناطق الضفة الغربية والقدس، كما تمنى أن تنهي قضية الجندي الإسرائيلي ،الأسير جلعاد شاليط بصفقة تبادل أسرى مشرفة.

من جانبة قال الناطق باسم حركة حماس في غزة فوزي برهوم :"إن ظاهرة الخطف ولت في غزة ، فقد كان مسبقاً هناك 75 ألف منتسب للأجهزة الأمنية ، دون أن يستطيعوا تحرير جونستون".

هذا وعلق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ,خالد مشعل من دمشق بقوله : "إن إطلاق سراح جونستون اظهر أن حركة حماس أعادت الأمن إلى قطاع غزة". وأضاف "لقد طوينا صفحة شوهت صورة شعبنا الفلسطيني"، موضحا أن "جهود حماس هي التي أدت إلى إطلاق سراح جونستون".

وكان الدكتور غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة قد أكد في وقت سابق من تحرير الصحافي البريطاني أنه بدأ العد التنازلي لإغلاق ملف الصحفي البريطاني ألن جونستون ، وذلك من خلال العملية التي أطلقتها القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية، والشرطة الفلسطينية لتحريره بكل الوسائل .

ومع صباح الثلاثاء " 3/7 " نشرت كتائب القسام والقوة التنفيذية والشرطة حواجزها على كافة المداخل المؤدية للمنطقة التي كان يتحصن بها الخاطفون لاسيما شارع المغربي الرئيس، وشرعت بعملية تفتيش وتدقيق لكافة السيارات التي تدخل وتخرج من تلك المنطقة واعتقلت اثنين من عناصر هذا التنظيم بعد الاشتباك معهم وجرح أحدهم.

واتهم فوزي برهوم الناطق باسم حركة "حماس" جهات أمنية في حركة "فتح" بدعم هذه الجماعة بالمال والسلاح لخلق فتنة أهلية جديدة في قطاع غزة، وقال : "لقد كانت هذه الجماعة تتلقى المال في السابق من جماعة محمد دحلان وتنسق معهم، وهم اليوم يتلقون دعما ماليا من رام الله بهدف خلق بلبلة وفوضى أمنية في غزة، ليظهروا أن حماس غير قادرة على حفظ الأمن في قطاع غزة بعد سيطرتها على مجمل الأوضاع الأمنية هناك".

هذا وكانت عملية اختطاف جونستون قد لاقت تنديداً واسعاً في صفوف الفلسطينيين وخاصة الإعلاميين الذي أصدروا عشرات البيانات ونظموا العديد من الاعتصامات المطالبة بإطلاق سراحه، لكن دون جدوى، حيث قابل الخاطفون مناشدات إطلاق سراحه بتوزيع أشرطة فيديو تظهر جونستون تارة بالبدلة البرتقالية,مما أثارت حالة من السخط والغضب في صفوف القادة الفلسطينيين، حيث عبر عن ذلك جليا موقف رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه الذي شدد في خطابه قبل أسبوعين على أن ذلك خارج عن تقاليد وثقافة الشعب الفلسطيني وان هذه التصرفات تضر بالإسلام ولا تفيده.